حراك اجتماعي إيجابي في السودان.. قصص نجاح لجيل الحاضر والمستقبل

news image

 

تقرير من الخرطوم - سونا صلاح الدين - بث:

اجتاح هاشتاق #مال_وجمال مواقع التواصل الاجتماعي في السودان خاصة الفيسبوك، عبر قروب نسائي، ويعد من أكبر القروبات النسائية من حيث عدد المتابعين ، حيث تقوم المشاركات في هذا الهاشتاق بالتعريف عن نفسها ، وعرض تجربتها وقصة نجاح مشروعها الخاص منذ البداية وحتى الآن.


اطلقت هذه المبادرة  د. شوشو مجيد طبيبة صيدلانية والتي فكرت بطريقة ايجابية للاستفادة من العدد الكبير للمتابعين لصفحتها الشخصية ،ولتحقيق عدة أهداف منها : مساعدة ودعم كل صاحبة مشروع بالاعلان عن مشروعها بنفسها. 
تحفيز وتشجيع البنات والسيدات ممن يرغبن في بدء مشاريع لكن تنقصهم المعرفة والطريقة اللازمة  للدخول في المشاريع المناسبة لهم ولميولهم وهواياتهم واعطائهم الدافع لخوض التجربة من خلال قصص النجاح التي تنشر من خلال الهاشتاق .
الاستفادة من السوشيال ميديا في التسويق للمشاريع والمنتجات وخاصة المشاريع الصغيره. 
التركيز والاستفادة من المحتوى الايجابي المحفز للعمل ، بعيدا عن المحتوى السلبي المنتشر مؤخرا عبر القروبات ، وابراز الوجه المشرق للسودان .
وقد وجد الهاشتاق تفاعلا واقبالا هائلا من المتابعات واصحاب المشروعات الغريبة والمميزة بعيدا عن
المشروعات والأهتمامات النمطية، وقد ظهرت لاول مرة في السودان ومنها:


مشروع لمصممة أزياء، ( ملاذ ميرغني)أختارت وعلى غير العادة أن تصبح مصممة أزياء رجالي ، وتمثل نجاحها بأن تم اختيارها من قبل المصمم حمدي باريس لتنفيذ التصميم على ثياب المتسابقين السودانيين في اولمبياد طوكيو 2020 .
صاحبة المشروع المميز والاول من نوعه في السودان كان من نصيب احدى الشابات والتى فكرت بطريقة مختلفة وقامت بافتتاح أول صالون متخصص في شعر الأطفال وكل ما يختص بالعناية بهم، وهو للجنسين، حيث وجد اقبالا كبيرا من الآباء والأمهات خاصة في فترة الأعياد والمناسبات ، وهذا ما لم يكن موجودا قبل ذلك . 
المشروع الثالث وهو مشروع خاص بصناعة القهوة من المنزل ، ولكن هذه المرة جاءت القهوة بشكل مختلف وغير مألوف بالنسبة لعشاق ومحبي القهوة في السودان ، فمع النكهة التقليدية التي تعود عليها الغالبية من نكهة الهيل والقرفة والجنزبيل ( الذوق السوداني ) جاءت النكهات الجديدة والغريبة الطعم والمذاق وتم صناعة قهوة بطعم جوز الهند – قهوة بطعم الكراميل – قهوة بطعم البندق – قهوة بطعم  الشوكلاه – قهوة بطعم الفانيليا. وقد وجدت القهوة بطعم جوز الهند والبندق اقبالا كبيرا من السوريين والأتراك ، بينما أحب السودانيين الأكبر سنا قهوة الكراميل الا انهم ما زالوا يفضلون نكهاتهم التقليدية. بينما أحب الشباب النكهات الجديدة ويرغبون بالمزيد منها. وتطمح صاحبة مشروع القهوة بأن تقتحم مستقبلا السوق الخليجي لما هو معروف بأن منطقة الخليج من أهم صانعي ومستهلكي و محبي القهوة.

كذلك من المشاريع الغريبة خاصة على المجتمع السوداني هو مشروع يختص بالأزياء التنكرية والذي عادة ما يكون للحفلات التنكرية أو لحفلات المدارس وغيرها من المناسبات الخاصة وهذا ما لم يكن موجودا من قبل ، وان وجد فليس منتشرا بشكل ملفت ، فالعادات والتقاليد تجد هذه الحفلات غريبة ودخيلة ولا تشبه المجتمع من حيث الفكرة وتلاقي الاستهجان بشكل فوري.

الملاحظ أن هذه المشاريع كسرت الحاجز التقليدي وقدمت بكل جرأة ما هو غير مألوف ومخالف للمجتمع ،  وهو يدل على أن رياح التغيير قد طالت الأسر السودانية وتغيرت معه بعض المفاهيم السائدة ، فما كان  مرفوضا ومستهجنا بالأمس أصبح مقبولا ويلاقي رواجا ودعما كبيرا خاصة وأن الجيل الجديد مواكب للتكنولوجيا وجزءا لا يتجزأ منها ومتأثرا بما يقدم من خلالها بل وتقليدها حتى وان خالف الجيل القديم ، فلم  يعد يسمع للنصائح بضرورة الحفاظ على عادات وتقاليد الأجداد ، وفضلوا أن يعيشوا ويواكبوا العالم الجديد ويصنعوا عاداتهم وتقاليدهم ونجاحهم الخاص بعيدا عن التعقيدات والتكبيلات المجتمعية والتي يرون أنها لا تصلح لهذا الوقت.

كانت هذه المشاريع الجزء البسيط واليسير لسلسلة واسعة من مشروعات لرائدات وربات منزل استطعن
النهوض للدخول ضمن فئة المنتجين وتحقيق طموحهم لبناء مستقبل افضل وخلق بيئة جديدة تكون عنوانا
لغد مشرق عنوانه مال وجمال.