موسم الحج .. مضرب أمثال

كتب - عبدالله العميره
انتهت مناسك الحج؛ مثل كل عام؛ بنجاح باهر في الإدارة والخدمات المنقطعة النظير.
أعداء المملكة؛ يطنطنون.
لا نبالي..
أعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من الجهد الإعلامي لكشف ما خفي من إنجازات وخدمات ضخمة.
أسترشد بالآية الكريمة في الرد على المغرضين وإسعاد المحبين.
"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ".
وللآية مدلولاتها المتعلقة بالقتال - هذا معلوم .
وأرى أن من أدوات القتال؛ إظهار كل الجهود بطريقة احترافية.. تلك الجهود التي أبهرت ضيوف الرحمن.
ربما اعتدنا نحن عليها.. إنما يجب أن يكون الإبتكار في وسائل توصيل المعلومة والصورة بطريقة سهلة ، بعيداً عن الأساليب التقليدية / أعني الإبتعاد عن التقارير التي تخاطب الذات.
أجد أن هناك خلط بين التقارير التي ترفع للمسؤلين، والتقارير الصحفية التي يحتاجها المتلقي من الإعلام.
علينا التركيز على مخاطبة الآخر. وأفضل طريقة؛ هي نقل الصورة كما هي، بدون إشادة أو شكر من أنفسنا لنا.
أعلم أن قيادة المملكة والمسؤلين فيها، برجال أمنها والأبطال السعوديين والسعوديات - كل في اختصاصه، لايقدمون ما يقدمونه من أجل الإشادة ، بل هو واجب تجاه ضيوف الرحمن.. ومنح الله هذه الخاصية لأهل هذه الأرض الطيبة. ويقومون بها بكل ما يستطيعون من قوةـ، ويُسخّرون كل الوسائل، من أجل أداء الواجب على أكمل وجه. ولا تبخل القيادة / الميزانية مفتوحة للحرمين الشريفين.
لانطلب جزاء من أحد ، إلا من رب العالمين.
ماهو ملفت في هذا الموسم - مثل كل المواسم - إلا أن هذا الموسم، تجلت فيه عدة ظواهر:
- الناس البسطاء، ضيوف الرحمن ، هم من ينقلون الصور بهواتفهم إلى وسائط التواصل، عن الخدمات والإنسانية اللامحدودة التي يقوم بها جنود سلمان.
ضيوف الرحمن؛ هم العين البصيرة والمشاعر الصادقة .. "لا ينبئك مثل خبير".
- التناغم والتنسيق الكامل بين الوزارات والجهات الخدمية، يؤكدان قدرة على إدارة رفيعة المستوى.
- من يشهد موسم الحج وتواجد رجال الأمن والوزارات - ربما يسأل: هل جاء كل من في السعودية وتواجدوا في الحرمين بهذه الكثافة والتنسيق ، ماذا عن المملكة المترامية الأطراف؟
بقليل من التفكير والمتابعة، ستعرفون كم هذه البلاد قوية - بقوة الله - عظيمة، بقدر السخاء اللامحدود تجاه الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. والقدرة على حفظ أمنها في كل أنحاء المملكة، وأن كل الخدمات للمواطن والمقيم نتوفرة على مدار الساعة والأيام والشهور.
موسم الحج، أنموذج على ما يجري في أنحاء المملكة.
الفارق؛ في إدارة الحشود.. حشود بشرية كبيرة، من كل فج عميق، مختلفوا الطباع واللغات، في زمن وبقعة محددين.
(بينما نشهد في العالم، كم تعاني الدول من إقامة مباراة واحدة في كرة القدم، أو عدة مباريات في ملاعب متباعدة وتوقيت مختلف، أو مؤتمر لساعات محدود فيه الشخصيات والموضوع).
هذا يعطي إنطباع على قدرات سعودية عالية في التنظيم والإدارة.
- مع العمل الجبار المبهر في الحرمين الشريفين؛ مازلنا بحاجة إلى جهد إعلامي مبتكر و عالي الإحترافية، لتقديم المشهد - كما هو - ببساطة.