أوروبا تتجه الى اسرائيل لتعويض الغاز الروسي..هل تُصبح اسرائيل مركزاً للغاز في الشرق الأوسط؟

مروة شاهين - بث:
وقعت وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين إلهرار، اليوم الأربعاء، مع مسؤولين مصريين والاتحاد الأوروبي اتفاقية، بشأن تصدير الغاز إلى أوروبا.
واعلنت هيئة البث الإسرائيلية، قبل ذلك، بأنه على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ستوقع إسرائيل صباح اليوم الأربعاء، على اتفاقية لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتوجهت إلهرار الليلة الماضية إلى القاهرة، للقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين آخرين لبحث سبل بيع إسرائيل الغاز إلى أوروبا عبر مصر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مباحثات إسرائيلية مكثفة عقدت في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن بيع الغاز إلى أوروبا، بعد نقله عبر خط أنابيب موجود بالفعل، إلى مصر، حيث يتم تسييل الغاز ومن ثم شحنه إلى أوروبا.
وفي نهاية شهر أيار/ مايو الماضي، قالت إلهرار إن إسرائيل تستعد لمساعدة أوروبا على تنويع مصادر طاقتها؛ وقالت انه في ظل الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على إمدادات الغاز الطبيعي للقارة الأوروبية، أوعزت وزيرة الطاقة لموظفي الوزارة بتسريع الاستعدادات الإستراتيجية لإطلاق جولة عطاء رابعة (مناقصات) للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر.
وقال متحدث باسم وزيرة الطاقة الإسرائيلية إن محادثات تجري منذ آذار/مارس لوضع اتفاق أو إطار عمل قانوني يسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر.
من جهته وصف بينيت إعراب أوروبا عن حاجتها للغاز الإسرائيلي بأنه خبر سار.
وقال بينيت «تحدثنا عن التعاون ليتم استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في أوروبا أيضا».
كما وجه بينيت توبيخًا للبنان ووقال«إنني أتطلع إلى اليوم الذي سيقرر فيه لبنان الاستفادة من الغاز الطبيعي في مياهه الاقتصادية ... من المخجل ان تنشغل القيادة اللبنانية في الاقتتال داخليا وخارجيا بدلا من استخراج الغاز لشعبها».
و تشير التقديرات إلى أن احتياطيات إسرائيل من الغاز تبلغ تريليون متر مكعب على الأقل، ومن المتوقع ألا يزيد إجمالي الاستخدام المحلي على مدى العقود الثلاثة المقبلة عن 300 مليار متر مكعب.
وتستهلك دول الاتحاد الأوروبي نحو 30 في المائة مِن وارداتها من النفط ومشتقاته من روسيا، والتي تصل إلى نحو 6.5 مليون برميل في اليوم من النفط الخام ووقود الديزل، كما تعتبر موسكو أكبر مُصدّري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث يتم شحن نحو 40 في المائة من إمدادات القارة عبر خطوط الأنابيب.
ويقول خبراء في مجال الطاقة إن كل البلدان المنتجة للغاز التي لجأ إليها الاتحاد الأوروبي عاجزة كلّ على حدة عن توفير البديل عن الغاز الروسي، لكن تنويع مصادر التعويض يمكن أن يقلص حجم الخسارة الأوروبية في ما لو قررت روسيا وقف إمداداتها نهائيا.
ويشير الخبراء إلى أن إسرائيل باتت مركزا للغاز بعد الاكتشافات الهائلة في شرق المتوسط، وهي قد تكون جهة يعتمد عليها كشريك ثابت في مجال الغاز قياسا بدول مثل قطر التي لا تقدر على الإيفاء بتعهداتها لأوروبا بسبب التزامات ثابتة نحو دول شرق آسيا، أو الجزائر التي تسيطر على موقفها مزاجية السياسيين مثلما يجرى حاليا مع إسبانيا، حيث تحوم شكوك حول التزام الجزائريين بالاستمرار في تنفيذ تعهداتهم بتوفير الكميات المتفق عليها لمدريد.