صالح الطريقي الذي أعرفه
كتب - عبدالله العميره
بداياتي الصحفية؛ من الرياضة .
ولأن الرياضة بالنسبة لي مرحلة لتطبيق فنون العمل الصحفي، أكثر من إنتماء للمستديرة بأحجامها وألوانها .
ولأن البيئة الرياضية لاتناسبني ، تركتها إلى أهلها - إلا من تعليق أو مقال على خفيف، وانتقلت إلى المجال الأرحب في الصحافة .
من مراحل حياتي الصحفية؛ قضيت فترة ليست بقصيرة في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
ووجدت بيننا اللاعب الأميز في كرة اليد الكابتن صالح الطريقي.. كنت أشاهده من خلال شاشة التلفزيون في المباريات .. وأعجب بأدائه العالي ، نتيجة لبنية جسمانية رائعة ، وعقلية تتحرك بسرعة ..
لاعب داخله "جينات" أصيلة؛ ممتلئة ثقة وذكاء وبعد نظر.
تطرب للعبه ، من شكله وأسلوبه الراقي.
صاحب فكر كروي متقدم.
وأصبحت أشاهده في المجموعة السعودية في مكتبه بصحيفة الرياضية ، ليس ببعيد عني في صحيفة الإقتصادية - حينذاك.
أتابع حديثه المباشر ونقاشه مع الزملاء ، في منتهى الرقي ، مع ثقافة عالية، وأسلوب مشوق.
وأتابعه ككاتب صحفي مميز بالكلمات الرشيقة والعميقة والمؤثرة، والمفيدة (لمن يفهم لغة الصحفي المثقف).
نعم يمكنني أن أطلق عليه ( الصحفي المثقف)، وهم قلة في الوسط الصحفي المحلي والعربي.
وصالح الطريقي "صحفي مثقف"، لعدة أسباب:
خبرته في المجال الرياضي، وحسه الصحفي العالي، وثقافته الواسعة - ليست الثقافة في كثرة القراءة، إنما في ثلاثة:
التنوع والنوع والمخزون اللغوي، والقدرة على ترجمة الأفكار إلى كلمات أو حروف.
كل ذلك يمكن اكتشافة ، في:
طريقة التفكير من خلال صياغة الفكرة، بأسلوب راقي وكلمات مباشرة ( ربما تكون غير مفهومة لمن لايملكون القدرة على تحليل العبارات العميقة!).
الكابتن والزميل الصحفي البارع المثقف صالح الطريقي؛ أنموذج للصحفي الرياضي الذي يسبق زمنه.
سيتعب في هذا الزمن ..
صحيح أن المجتمع بحاجة إلى عقليه مثله ، لكنه سيكون كمن يحفر في صخرة بأظافره .. سيصل للهدف إذا:
أعطي إزميلاً قوياً، وتم منحه الدعم المعنوي.
بدون ذلك؛ أنصحه أن يتجه إلى العقول التي تفهم ما يكتب ويقول. ليصل معهم - في يوم - إلى دائرة واسعة يمكنهم فرض التأثير ، وإبعاد الشوائب عن الرياضة.