لماذا يتكاسل العقل عن المذاكرة؟
اسماء بسيوني - بث:
قد تتعجب من قدرة جسدك على القيام بمختلف الأنشطة على مدار اليوم، بينما تشعر بالكسل عند البدء بمذاكرة دروسك, وهذا يرجع إلى هرمون الدوبامين المسؤول عن تحفيز الإنسان على القيام بمختلف المهام.
يعرف الدوبامين بأنه ناقل عصبي (Neurotransmitter) يفرزه المخ ويؤدّي وظائف كثيرةً ومهمةً في الجسم من الناحية العضوية والنفسية معًا، كضبط الشعور بالبهجة في الدماغ، إذ إن المخ يُطلقه أثناء المواقف المبهجة ويحفز الشخص إلى السعي لممارسة ما يجلب له البهجة.
مكافأة سريعة ومجهود بسيط يصنعان حافزًا أكبر
يتحفز الإنسان للقيام بأنشطة دون غيرها فيسعى للقيام بالأنشطة المرتبطة بإنتاج كمية أكبر من الدوبامين مع مجهود بسيط كاستخدام الإنترنت وممارسة ألعاب الفيديو والأكلات السريعة وغيرها من الأنشطة، بينما يتكاسل عن الأنشطة التي تجلب مكافأة على المدى البعيد مع مجهود أكبر كالمذاكرة والامتحانات وقراءة الكتب.
وفي هذا السياق قال الطبيب النفسي المصري سعيد الإمام: "إن مواقع التواصل الاجتماعي والمسلسلات والفيديوهات الترفيهية تم تصميمها لجذب المتابع لأطول وقت فعمد صناعها على ربطها بإنتاج كميات كبيرة من الدوبامين عند الإنسان"، مما يدفع الطالب للجوء إليها عندما يشعر بالملل الناتج عن المذاكرة، وهذا لأن المذاكرة لا تجلب له نفس القدر من الدوبامين.
صيام الدوبامين
ونصح الطبيب سعيد الإمام بصيام الدوبامين للتغلب على هذه المشكة، وذلك بتقليل الاستجابة للأنشطة التي تجلب دوبامين أعلى، كبرامج التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام والأكلات السريعة، كي يتحفز الجسم للقيام بالأنشطة التي تنتج دوبامين أقل كالمذاكرة والعمل.
وأوضح أن الهدف من صيام الدوبامين هو إعطاء الشخص لنفسه الفرصة للشعور بالملل أو الوحدة، أو إعطاء نفسه المجال لإيجاد البهجة في ممارسة نشاطات أبسط من تلك التي هو معتاد عليها، ما يجعله قادرًا على استعادة السيطرة على حياته والتعامل مع السلوكيات القهرية التي تُؤثر فيه تأثيرًا سلبيًا.
كما نصح بعدم الإفراط في ممارسة هذا الصيام، فعلى سبيل المثال يمكن الابتعاد عن ممارسة السلوكيات التي تجلب البهجة في واحد من الأوقات الآتية:
- من ساعة إلى أربع ساعات في نهاية اليوم.
- يوم واحد في الأسبوع.
- أسبوع واحد خلال كل عام.