مكافحة التسول.. وحماية المجتمع


كتبه- محمد عبدالعزيز الصفيان
دخل نظام مكافحة التسول حيز التنفيذ، حيث يحظر نظام مكافحة التسول بكل صور وأشكال التسول كافة، مهما كانت مسوغاته، من خلال تولي وزارة الداخلية مهام القبض على المتسولين، واحالتهم للجهة المختصة بالتحقيق في مخالفات النظام؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه. وتطبيق العقوبات التي نص عليها النظام . لقد بات التسول، بجميع صوره وأشكاله، ومهما كانت مسوغاته، محظوراً وفق نظام مكافحة التسول الذي أقره مجلس الوزراء، ودخل حيز التنفيذ مؤخراً، والذي يهدف للحفاظ على الصورة الحضارية للمجتمع وحماية المجتمع من الجرائم المرتبطة بالتسول، ومكافحة جريمتي التسول، والتسول المنظم والوقاية منهما، ولذلك فإن إقرار مشروع نظام مكافحة التسول خطوة رائدة ستسهم في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة والعمل على القضاء عليها بعد فرض العقوبات الرادعة التي تحد من اتساع دائرتها المظلمة وانتشارها فيروساتها في المجتمع.
إن التسول يعد ظاهرة سلوكية سيئة، وتزايدها يقلل من فرص نجاح المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة في مجال التنمية الاجتماعية وبرامجها المختلفة، حيث يسهم التسول في تشويه الوجه الحضاري للمملكة وما ينتج عن ذلك من مخالفات وجرائم الاتجار بالبشر وتشغيل الأطفال والسرقات وتجارة المخدرات وتهريب الأموال وانتشار العمالة السائبة، اضافة الى ان التسول يهدد أمن المجتمع وحياة وممتلكات أفراده، ويسئ إلى صورة المجتمع وتشوه مظهره الحضاري، ان مشكلة التسول ترتبط بنتائج خطيرة منها ارتكاب بعض الجرائم مثل السرقة والنشل، واستغلال الأطفال والمرضى في التسول، وتحقيق مكاسب غير مشروعة.
فيما يلجأ بعض المتسولين إلى استغلال الأطفال في التسول، خاصة في شهر رمضان بإجبارهم على الوقوف أمام أبواب وساحات المساجد أوقات صلاتي التراويح والجمعة. عبر استجداء واستعطاف واستغفال الناس في الشوارع والمساجد وبرامج التواصل الاجتماعي من قبل عصابات منظمة تنتهج التسول كمصدر دخلها الاول ضاربين عرض الحائط جميع القيم والاعراف الانسانية عبر استخدام اطفال ابرياء والمتاجر بهم مستغلين ظروفهم المجتمعية . هذه الآفة التي تسيء للوجه الحضاري المشرق لمجتمعنا وتعدّ صورة من صور النصب والاحتيال على أفراد المجتمع من خلال اتباع العديد من المتسولين أساليب مخادعة لاستجداء عاطفة الجمهور
نظام مكافحة التسول يسهم في القضاء على ظاهرة التسول، وتاثيرها على المجتمع ومتابعة المتسولين وضبطهم ، والقضاء على الوسائل والطرق التي تستغل هذه الظاهرة ، ان القضاء على ظاهرة التسول يؤدي إلى القضاء على كثير من الجرائم البشعة، ويحمي المجتمع من الظواهر السلبية، والعصابات التي تتاجر بالبشر من الاطفال والنساء والمستضعفين ممن أُرغِموا على التسول، وحُرموا من حقوقهم المشروعة في العيش الكريم.
إن القضاء على ظاهرة التسول يستلزم ايضا إشراك المجتمع في مساعدة الجهات المختصة في مكافحة التسول، باعتبار أن تعاطف أفراد المجتمع مع المتسولين هو أحد أهم عوامل استمرار هذه الظاهرة.. تظافر الجميع جهودا مشتركة بين الجهات الحكومية والمجتمع المساند لمكافحة المتسولين الذين يتكاثرون في مواسم رمضان، والحج، والعمرة، كما أن بعضهم يأتي خصيصا من بلاده للتسول تحت ستار العمرة.
ادعو جميع افراد المجتمع الى عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين الذين يحاولون استغلال طيبة وكرم افراد مجتمعنا والميل الى مساعدة المحتاجين وذلك ما يدفع ضعاف النفوس الى اتخاذ التسول مهنة تهدد أمن المجتمع ويتخذها المتسولون ذريعة لارتكاب جرائم وإساءة لمجتمعنا.