كيف يقضي المصريون لياليهم في الخيم الرمضانية؟ (صور+ فيديو)
القاهرة - أسماء بسيوني - بث:
مع انكشاف أزمة كورونا تجددت الفرحة في شوارع مصر، فبدأت المظاهر الرمضانية تتراءى في الشوارع والميادين بعد غياب عامين متواصلين، حيث يستعد المصريون لممارسة طقوسهم الرمضانية التي اعتادوا عليها في الشهر الفضيل مثل موائد الرحمن والإفطار في الخيم الرمضانية، والاعتكاف، وصلاة التراويح.
وتعتبر الخيم الرمضانية أحد أشهر مظاهر الاحتفال عند المصريين، حيث حُببَ إليهم تناول الإفطار والسحور وسط العائلة والأصدقاء في ظل أجواء رائعة من التواشيح الدينية والديكور الرمضاني والفقرات والعروض المتنوعة، حيث تتسابق الفنادق والمتنزهات والمطاعم إلى نصب الخيام الرمضانية في كل عام بأشكالها المختلفة.
تاريخ الخيم الرمضانية
بدأ انتشار الخيم الرمضانية في القاهرة في عصر الفطاميين، في القرن العاشر، وأطلق عليها آنذاك اسم “بيت الشعر” وكان يُقام فيها مسابقات وحلقات ذكر وتواشيح دينية بالإضافة إلى تقديم الأكلات الشعبية المصرية المرتبطة بذلك الشهر، وظلَت الخيم الرمضانية تُقام على نفس الطريقة حتى تم إدخال فقرات أدبية إليها، تُقدم من أحد رموز الفكر والثقافة أو أحد الشعراء المعروفين، وما زالت إلى الآن تسير على نفس الخطى القديمة وأُضيف إليها التواشيح الدينية وعروض التنورة إضافة إلى العديد من العروض الثقافية والدينية، وعرض البوفيه الذي يضم أصنافًا من الأطعمة العربية والغربية، وأنواعًا من الحلويات، بالإضافة للعربات الخشبية التي تمتلئ بالمشروبات الخاصة بأجواء رمضان.
ليلة كألف ليلة وليلة
تُزركش الخيم الرمضانية بالفوانيس ويفوح منها رائحة البخور الذكية، وترتدي المضيفات جلاليب من الثقافات القديمة، كما يرتدي الرجال الجلباب والطربوش، فعندما تقضي ليلة في خيم رمضان تشعر كأنك في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، تأخذك إلى عصر الفاطميين أو المماليك، وتطرب أذنك بسماع التواشيح الدينية وأغانى رمضان، وتُسحر بعروض التنورة التي تأسرك بألوانها الدافئة، وحركات مؤديها الرشيقة التي تحبس الأنفاس من روعتها وخفتها.
مزيج بين الماضي والحاضر
مازالت الخيم الرمضانية في مصر تحتفظ بأسلوبها القديم وتتمسك بطابعها الفلكلوري المصري المميز؛ إذ تجمع بين الماضي والحاضر من خلال الديكورات الرمضانية والفوانيس التي تُزين المكان، ورسومات الجدران والإضاءة والأثاث القديم المُقدم بشكل عصري، والإكسسوارات الجذابة، لتعيش بين أحضانها في كنف الماضي وتشتم عبق التاريخ وتشهد بعينك تناغم العصور القديمة مع الحاضر؛ لتستشعر مزيجاً بديعاً من الفنون المصرية الأصيلة.