"ذهبت السكرة وجاءت الفكرة"

news image

كتب - عبدالله العميره

هذا مثل معروف..

ومن العقل أن يراجع الإنسان مسيرته في الحياة؛ بين وقت وآخر؛ يصحح الأخطاء، ويعزز الصحيح.

ومن العقل ؛ الإستماع إلى لآراء ومشورة الناس.

ومن الأقول المنسوبة لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه:

” من شاور الناس شاركها فى عقولها”.

ومن الأمور المحيرة العجيبة في عقول بعض الناس؛ أنه إذا أخذ فكرة عن شخص، فإنه يجعلها سواراً لاينكسر، ولا يتغير، وإن صدأ !

هذا خطأ استراتيجي في حياة البشر.

ليس من العقل أن يكون الحكم على إنسان من خلال معلومة، أو مكيدة.

أو رأي فيه (سواء كان الرأي فيه إيجاباً أو سلباً).

سريع الأحكام، أو بطئ التقييم؛ لا أراه حكيماً.

فكيف هي الحال؛ لو كان هذا مسؤولاً / مديراً أو غير ذلك ؟!

من القواعد التي أؤمن بها في مسألة الإدارة:

ليس بالضرورة أن يكون المدير أو المسؤول يفهم كل شئ ، وملم بكل شئ في إدارته / أعني يصرعلى أن باستطاعته القيام بعمل كل شئ.. ولكن طبعاً؛ لابد أن يعرف كل مايجري حوله، في إدارته وغيرها ؛ من إدارات منافسة أو مكملة.

والأدهى والأمر؛ الإصرار على الخطأ، والمكابرة على التصحيح!

والأكثر مرارة؛ من لايبالي ولايصغي للمشورة الطيبة، ولا يقبل أن يتغير - أو بمعنى أصح؛ ينطبق عليهم قول الله تعالى:

”خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ”.

_____

”المدير أو الرئيس الناجح هو من يستطيع أن يختار ويشكل فريق عمل متكامل متجانس، يكمل بعضه بعضاً”.

ومن كمال النجاح، المشورة، على أن يختار من يستشيرهم.

فليس بالضرورة أن يكون كل مستشار؛حكيم، أو فاهم.

قد يكون المستشارعنده شئ من الحكمة.. ومن كمال الحكمة أن يستشير الرئيس أو المدير أكثر من شخص.

وهنا؛ عودة للقاعدة: الرئيس أو المدير الناجح هو - أيضاً - من لديه القدرة على اختيار مستشارين يكمل بعضهم بعضاً.

أعرف مسؤولاً كبيراً، يتميز بالحكمة والحنكة والقدرة على اتخاذ القرار، ولكنه؛ لايتخذ قراراً قبل أن يطّلع، ويعرف كل زاوية في القرار، وأبعاده وأثره، ويستشير أكثر من شخص ومن كل العقول.

وكتاب وجوه العبقرية الخمس – مهارات لتسخير الأفكار في العمل يعتبر من أروع الكتب التي كُتِبَت عن العبقرية في مجال الأعمال.

الكتاب يناقش 5 أنواع من أنواع العبقرية في عالم الأعمال:

المبصر The Seer

المتمعن The Observer

المُقْتَبِس The Alchemist

الأحمق The Fool

الحكيم The Sage

وهناك عقولاً خمسة للمستقبل - وهذه لها برامج:

المتخصص، التركيبي، الإبداعي، المحترم، الأخلاقي.

وأنواع العقول عامة أربعة:

1- عقل متحرر هذا العقل متفتح ومتحضر فيقبل النقاش ويتفاهم.

2- عقل متقلب الآراء والكلام والقرارات، لا يستطيع تحديد ما يريده في الحوار والكلام.

3- عقل متحجر وهذا النوع من العقول لا تخطوا خطوة واحدة في شيء جديد.

4- عقل جاهل، يعتقد صاحب العقل هذا أنه لا يحتاج إلى أحد وأنه صار عاليًا.

وفي القرآن الكريم؛ العقل نوعان:

عقل المدرك، وعقل غير مدرك وهو الصغير.

_____

قد يسأل أحد: عن كيفية التطبيق؛ لتصحيح الخطأ، والمعالجة، وتعزيز القيم والمبادي الفكرية والعلمية الصحيحة؟

جوابي موجود في ثنايا المقال..

ولنضع في الإعتبار أن البحث طويل ومتفرع.. والهدف واحد.

لكن يمكن أن ندرك ؛ كيف نرفع المستوى الوعي ” بأنواعه” ومعالجة الصدمات، والإنتقال إلى المرحلة الأعلى بسلاسة..

هذا إذا أردنا القوة، والإستمرار فيها.. وحضارة مستديمة، وبالتالي : أمان وراحة وطمأنينة وحياة كريمة .. على مستوى الأفراد أو الشركات أو الدولة.

_____

طيب..

ما علاقة كل ذلك؛ بالعنوان : “ذهبت السكرة وجاءت الفكرة”؟

أكيد؛ كثير من القراء يستطيعون التوصل إلى العلاقة بين الفكرة والمخزون العلمي والثقافي والوعي والقدرة على التفكير العميق، والقدرة على الوصول ‘لى قرارات صائبة ، وقرارات إيجابية عظيمة للمستقبل.

هذا يحدث في المجتمع المثقف الواعي؛ بجميع أنواع الثقافة: مادية وغير مادية.

وفي الدول المتقدمة فكرياً، والدول الناهضة التي بنت أسس متينه على علم، وبدأت في الإنطلاق إلى عنان السماء.

_____

في قلب الموضوع:

”عندما تبدأ ملامح الفكرة تظهر؛ فإن السكرة تبدأ في التلاشئ”.