فرحتنا بتأهل المنتخب تحتاج لوقفة !
كتب - عبدالله العميره
يوم أمس - الخميس، كان يوماً مميزا .. من أيام الفرح في السعودية - وهي كثيرة.
ولكن؛ يوم الخميس كان الفرح بمناسبة تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم2022. الثانية على التوالي، والسادسة في تاريخه.
يحق لنا أن نسعد.
ولكن؛ يجب علينا أن نتأنى..
وأسأل..
خطابي هنا، موجه ، للمسؤولين، وللجمهور الرياضي.
هل منتخبنا في المسنوى المأمول بالوصول إلى مراحل متقدمة في المونديال.. أوأنه سيتلقى خسائر كبيرة أمام فرق تعرف بأنها كبيرة بلاعبين مميزين، يعتبرون من نخبة اللاعبين في العالم؟
لا أتحدث عن ثقافة الفوز والخسارة في كرة القدم، فهذا وارد.
أتحدث عن القوة والضعف في الملعب، وتأثيرها على حجم النتائج.
بداية؛ أقول:
إن حققنا نتئج طيبة، فهذا هو المأمول لنواصل الفرحة.
وإن حدث عكس ذلك، على الجمهور أن لا ينصدم.. فذلك طبيعي .
منتخبات آسيا أقل مستوى من غيرها.
الصين ليست الصين، وقد خرجنا بالتعادل معها. وأكثر ما أسعدني في المباراة، الروح العالية بين اللاعبين ( لا أقول عند )، أكرر ( بين اللاعبين).. هذا رائع. وأرجو أن يفهم الرسالة بعض من يقدم برامج “التوك شو” الذين يسلطون أفكارهم ( لا أقول أضواءهم . لأنهم؛ لا أضواء لديهم - بل ظلام منهم) على ما يفرق اللاعبين والجماهير.
لا أقول أن منتخبنا سيئ بأكمله.
يوجد عناصرممتازة.. وعناصر أتعجب من أنها تلعب، وهي لاتشارك في أنديتها!
وعناصر ممتازة مهملة في أنديتها رغم علمها أن هذه العناصر من أساسات المنتخب !!
الجدير بالبحث، كيف يكون في بلد مثل السعودية تلك الإمكانيات، والملايين التي نسمع أصوات رنينها، و36 نادي في الممتاز والأولى ( خلاف أندية الدرجة الثانية والثالثة) ولايوجد مهاجم صريح قوى فيها؟!
من غير المعقول أن الدوري السعودي للمحترفين هو الأقوى بفرقه الـ16، ونصف المنتخب من فريق واحد؟!
ونتغنى بمهاجمين أجانب !
إذاً؛ واضح وجود أخطاء إستراتيجية فاضحة.
برأيي، ورأي الأكثر مني معرفة بإدارة كرة القدم - تلك القوة الناعمة الخطيره - شبه الراكدة عندنا؛ إذا الدوري لاينتج منتخباً قوياً للبلاد، فهو ليس بدوري محلي يعتد به.
في ذلك السياق أرى ثلاثة أسباب تؤكد أن الاسراتيجية تحتاج لمراجعة:
1- إعتماد - شبه كلي - على اللاعب الأجنبي في الدوري - في كل الخطوط بخاصة في الهجوم؛ هذا غير مفيد إذا لم يكن له أثر إيجابي على اللاعب الوطني.
2- أندية كبيرة تدخل في منافسات - غير شريفة - لتسجيل لاعبين سعوديين مميزين من أندية أخرى، ثم يتم تجميدهم على الدكة !
من الأشرف للنادي واللاعب، أن يكون في نادى آخر في شرق المملكة أو في الشمال أو الجنوب، ليكون أساسياً، ومنه إلى المنتخب.
أكيد؛ تتذكرون أمثلة ، من أشهرها، شايع النفيسة، من أميز اللاعبين في المنتخب في الثمانينات، وصاحب الهدف الأول أمام الصين 1984، وهو مفتاح كأس آسيا. كان لايلعب في أندية كبيرة ذات إعلام . كان في الكوكب من الخرج.
3- فشل الأكاديميات الخاصة.
_____
اختصار القول في هذه الناحية:
1- نأمل أن يقدم المنتخب ( بعناصره الحالية) ما يمكننا القول أن كرة القدم السعودية لابأس بها، وأنها تستحق مراكزاً أفضل من الـ 55 في التصنيف العالمي! ، وحتى نقول : هذا نتاج أقوى دوري عربي.
2- لانحزن .. علينا أن نفرح بالتأهل إلى حين بدء كأس العالم، فإما تضاعف الفرح، أو نصمت بدون تأثر وحزن. فهي في النهاية كرة قدم - كما يقال - وإن كنت ضد هذا القول تماماً، فكرة القدم اليوم صارت واحدة من أهم عناصر القوة الناعمة في أي دولة.
3- من آمالنا التي يمكن أن نفرح بها ، مشروع الإبتعاث.
_____
تأكيد..
- من لم يستفد من الدروس ، فهذا له حكاية أخرى.
- الآسيوية أو العالمية؛ ليست تهريجاً وضجيجاً، وأخسر بالخمسة من فرق عادية.
- يجب على اللاعبين أن يستفيدوا من الماضي:
الركز والتركيز يجب أن يكون على الفن الكروي، وأن نلعب بعقل ممتلئ بدماغ مفكر وماهر. لا بدماغ محشو بجزمة. وأن تكون المهارة والقوة في التسديد وتسجيل الأهداف، لا التسديد بالجزم مباشرة على رؤوس وسيقان اللاعبين.
وكان الله في عون من لايريد أن يستفيد.. ويعين الجماهير ويساعدهم الله على “كتم الغيض والحزن”.
_____
تأكيد نهائي..
- إنني متفائل بخير..
- النقد؛ يمكن أن يكون مؤلماً، إذا تم وضع اليد على الجرح.
- أن نبكي على أنفسنا ونعالج اسباب البكاء، خير من أن يضحك علينا الآخرين.