آخر المُستعرِبين الفرنسيّين
حسين جواد قبيسي*
لا يُمكن فَهْم اللّغز المُحيط بسيرة فنسان مونتاي Vincent Monteil، آخر المُستشرقين الفرنسيّين الكِبار، إلّا بقراءة كِتاب "فنسان منصور مونتاي: رحابة الإسلام وحداثة العروبة" لمؤلِّفه اللّبنانيّ د. نادر سراج، من ضمن سلسلة "مائة كِتاب وكِتاب" التي تعاونت "جائزة الملك فيصل" مع "معهد العالَم العربيّ" في إصدارها في باريس وتَناولت السِّيَرَ الفكريّةَ لستّين مُفكِّراً عربيّاً وأربعين مُفكّراً فرنسيّاً.
هذا اللّغز كان بحسب تلميذ مونتاي وصديقه الباحث الأكاديميّ مالك شبل المُختّص بأنتروبولوجيا الإسلام، قد وَصفه في مقالةٍ رثى فيها معلّمه عند وفاته، ونَشرتها صحيفة "لوموند Le Monde" بعنوان:
Vincent-Mansour Monteil, un maître de l'Ecole française d'islamologie" (03/03/2005)" بأنّه "سرٌّ مكنون": وهكذا، سيبقى اعتناق فنسان منصور مونتاي للإسلام مثل "سرٍّ مكنون" (secret bien gardé) أو بحسب عبارة مونتاي نفسه "ختْمٌ في بلّورٍ صخريّ". فكيف تحوّل هذا المفتون باللّغة العربيّة، من ضابط استخباراتٍ في الجيش الفرنسيّ الاستعماريّ إلى أكاديميٍّ بارز، ثمّ اعتنقَ الإسلام، وهو في الرّابعة والستّين من عمره؟
مَكمن اللّغز هو في كون مونتاي، الذي عاش اثنتَين وتسعين سنة (1913 - 2005) قضى معظم أيّام حياته في العالَم العربي والبلدان الإسلاميّة، أوّلاً في خدمة الجيش الفرنسي، ثمّ كباحثٍ أكاديمي، و"كان من أكثر العُلماء نتاجاً في ميدان اختصاصه ومن أكثرهم تواضُعاً"، لكنّه، وكما يقول مالك شبل، أيضاً: "كان بفضل معرفته العميقة بعلم النفس العربي، مصدرَ فخرٍ لمؤسّسة "الإثنولوجيّين الاستعماريّين" ("ethnologues coloniaux") والمسؤولين العسكريّين". فكيف أمكن له الانتقال من خدمة المهمّات العسكريّة الاستعماريّة التي كان الجيش الفرنسي يقوم بها في بلدانٍ عربيّة وإسلاميّة كثيرة، إلى مُجِلٍّ للإسلام وعاشقٍ للّغة العربيّة ومُحِبٍّ للعالَم العربي الإسلامي؟
في الشخصيّة المُركَّبة
سعى المؤلِّفُ نادر سراج إلى تفكيكِ شخصيّة فنسان مونتاي المعقّدة والمُركّبة من عناصر واتّجاهات مُختلفة وأحياناً متناقضة. فمنذ العام 1935، عندما كان مونتاي طالباً في كليّة "سان سير" العسكريّة، كان يتعلّم اللّغة العربيّة وقراءة القرآن. ويؤثَر عنه أنّه كان يُكرِّس أيّام الآحاد في الكليّة العسكريّة لقراءة آيات القرآن الكريم وتفسيرها. وقد أفلح المؤلّف في تفكيك اللّغز عبْرَ مائة وخمسة وعشرين صفحة فقط، ومن القطع الصغير، من خلال تتبُّع جانبَيْ حياة مونتاي في مراحل مَساره العسكري/ الأكاديمي.
كان مونتاي مُلحقاً عسكرياًّ في إندونيسيا، ثمّ ملحقاً عسكريّاً في إيران (1950)، ثمّ رئيساً "للمعهد الفرنسي لأفريقيا السوداء" في داكار. وبعد عودته من أفريقيا، دَرَسَ الإسلاميّات في جامعة باريس السابعة. وفي العام 1976 أشهر إسلامه، في مقالٍ نُشر في مجلّة "فرنسا - الدول العربيّة France-Pays Arabes". في الشطر الأوّل من حياته جابَ أنحاء شرق البحر المتوسّط وجنوبه، وصولاً إلى إيران، وشمال أفريقيا حتّى السنغال، وأتقن اللّهجات المَحكيّة فيها جميعاً. فوضع معرفته هذه في خدمة مخطّطات الجيش الفرنسي، فكان يجمع معلوماته الخاصّة بكلّ موضوع ويُصدِرها في كِتابٍ مُستقلّ. ومن مؤلّفاته: "الإسلام"، "العرب"، "إيران"، "أندونيسيا"، "قبائل فارس وتوطين البدو Les Tribus du Fârs et la sédentarisation des nomades"، "الإسلام الأسود: ديانة لغزو أفريقيا" "L'Islam noir : une religion à la conquête de l'Afrique"، "المسلمون السوفيات Les Musulmans soviétiques"، "الفكر العربي La Pensée arabe".
كما تولّى مهمّاتٍ حربيّة واستخباراتيّة شتّى، وتقلّب في مناصب عسكريّة عدّة: التحق الملازم أوّل مونتاي بجيش "فرنسا الحرّة" (ديغول) وجَعَلَ شعاره عبارة ديغول الشهيرة: "فرنسا هي إنجيل أخوّة الأعراق وتكافؤ الفُرص". وفي العام 1943 شاركَ في الحرب الهنديّة الصينيّة، برتبة رائد، على رأس كتيبة شمال أفريقيا التي تضمّ الرماة الجزائريّين والمُشاة المغاربة، الذين ظلّ طوال حياته يشعر بتعاطف كبير تجاههم. وكان يحبّ تقليد الطريقة التي ينطقون بها الفرنسيّة بلكناتهم المختلفة العربيّة والأمازيغيّة. وهذا دليل على شغفه باللّغات وحسّه اللّغوي. وبعد تعافيه من إصابته بجروح خطيرة عاد إلى المغرب في العام 1945. في العام 1948 عُـيّن مراقباً عسكريّاً في فلسطين، ثمّ ملحقاً عسكريّاً في السفارة الفرنسيّة في إيران (1950 - 1952). وبعد ذلك التحق بالكتيبة الفرنسيّة في كوريا (1953) قبل أن يتولّى مهمّةً في فيتنام (1953) ثمّ في تونس (1954). غير أنّه آثَرَ أن يضع حدّاً لمسيرته العسكريّة ليتفرّغ لأبحاثه حول العالَم العربي الإسلامي. في العام 1959 أنجز رسالة دكتوراه موضوعها "اللّغة العربيّة الحديثة". وبين العامَين 1959 و1968 عمل باحثاً في "المعهد الفرنسي لأفريقيا السوداء" (IFAN) قبل أن يتمّ تعيينه مُستشاراً ثقافيّاً في إندونيسيا (1969)، ثمّ شغل مناصب مختلفة في بورما وألبانيا واليابان وأيرلندا.
بالنَّظر إلى الجانب الثاني من حياة مونتاي، نرى أنّه وَضَعَ معرفته اللّغويّة والفكريّة في خدمة أبناء هذه المناطق وخدمة ثقافتهم ومُجتمعاتهم. فخلافاً لباحثين فرنسيّين آخرين أمضوا كامل حياتهم المهنيّة في الأبحاث الإثنولوجيّة وخدمة الاستخبارات العسكريّة، انتقل مونتاي، في نهاية الخمسينيّات، إلى مهنة ثانية، أكاديميّة محض، أفضت به إلى مهنة ثالثة: الترجمة والتأليف، فقد غدا ضابطُ الاستخبارات العسكريّة، مفكّراً وأستاذاً جامعيّاً وكاتباً أنتج أكثر من ثلاثين عملاً رصيناً: تَرجم "مقدّمة" ابن خلدون (1967) وتَرجم مقتطفات من "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعرّي (صدرت في العام 1984 بعنوان L'Épître du pardon) و"مختارات من الأدب العربي المعاصر باللّغتَين العربيّة والفرنسيّة Anthologie bilingue de la littérature arabe contemporaine"، وله كِتاب بعنوان "العشق والعاشق والمعشوق في شعر حافظ الشيرازي" (1990) علاوةً على لوحاته الجداريّة المخرّمة الجميلة التي حملت عناوين "حياة أبو نوّاس"، "الريح"، "الخمر"... كما خصّ "لورنس العرب" بكتابٍ تناول فيه سيرة هذا الضابط البريطاني المُلتبسة، وهو بعنوان "لورنس العرب: كلب الصيد القاتل Lawrence d'Arabie:Le lévrier fatal" .
مونتاي ومُعاداة الساميّة
تميَّز مونتاي بمواقفه المُعلَنة والمؤيّدة للقضيّة الفلسطينيّة، وعندما صدر في العام 1978 كِتابه "ملفّ سرّي عن إسرائيل: الإرهاب Dossier Secret sur Israël :Le Terrorisme، الذي تضمّن فصلاً أوضح فيه أنّ "الصهيونيّة شكلٌ من أشكال العنصريّة"، شَنّت عليه أوساطُ الإعلام الصهيوني هجوماً لتشويه سمعته، فرمته بتهمة العداء للساميّة. ولعلّ ما ألّبَ عليه الأوساط الصهيونيّة هو بالضبط مناصرته للقضايا العادلة، بخاصّة في الجزائر وفلسطين؛ فمواقفه المتعاطفة مع العرب والمُسلمين هي التي دفعت بالمؤرّخين الصهاينة إلى اتّهامه بمناصرة وتأييد المؤرِّخ روبير فوريسون المتّهّم بـ "إنكار المحرقة النازيّة" التي بحسب أولئك المؤرّخين ذهب ضحيّتَها ستّةُ ملايين يهودي، في حين أنّ فوريسون أثبتَ أنّ هذا العدد هو أدنى من ذلك بكثير، وأنّ الصهيونيّة بالغت في تضخيمه لكي تكسب تعاطُف الشعوب والحكومات الغربيّة مع مشروعها الاستعماري لاحتلال فلسطين. وكان مونتاي قد كتبَ في مجلّة Revue" d´histoire révisionniste" (في العدد الثالث 1/11/1990) وهي مجلّة المؤرِّخين المُشكِّكين بالمحرقة النازيّة الذين يفنّدون مزاعم الصهيونيّة حول "إبادة اليهود"، لكنّها كانت مقالة ردّ فيها بأسلوبٍ ودّي على المؤرِّخ بيار فيدال ناكي Vidal-Naquet صاحب كِتاب "سفّاحو الذاكرة Les Assassins de la mémoire" الذي يُهاجم فيه تشومسكي وفوريسون لأنّهما يُنكِران حَجْمَ المَجازر التي تعرَّض لها اليهود في أوروبا، وبخاصّة في ألمانيا النازيّة.
اتّخذ مونتاي لنفسه اسم منصور، تيمُّناً بالشاعر الصوفي حسين بن منصور الحلّاج، لكنّه أضاف إلى اسم منصور هذا، اسم الشافعي، لشدّة تأثّره بالمذهب الشافعي الذي اطّلع عليه في أثناء إقامته في أندونيسيا. فجمع بين الاسمَين، مع أنّ الحلّاج لم يكُن شافعيّاً. في حين أنّ الاسم "منصور" كان على لويس ماسينيون نفسه أن يتسمّى به، لأنّه هو الذي كان قد اكتشف شبهاً في شخصيّته وفي أفكاره مع الحلّاج، وتقاطُعاً في القناعات، وهو أبرز رموز المدرسة الفرنسيّة لدراسة الإسلام؛ فلا يذكر اسم ماسينيون إلّا مقروناً بالتصوُّف الإسلامي، وبِـعَـلَـمٍ من أكبر أعلامه هو الحسين أبو منصور الحلّاج، فقد عني ماسينيون بالحلّاجٍ عناية كبرى، وكان له الفضل في تعريف الفرنسيّين بالتصوُّف الإسلامي من خلال ترجمته سيرة الشاعر المتصوّف والفيلسوف حسين بن منصور الحلّاج؛ ففي العام 1975 صدرت الطبعة الأولى لمؤلّفه الضخم "العشق عند الحلّاج La Passion de Husayn Ibn Mansûr Hallaj". وكان قد حصل على الدكتوراه في السوربون سنة 1922، عن رسالته "آلام الحلّاج شهيد التصوّف الإسلامي" التي تقع في أكثر من ألف صفحة، في أصلها الفرنسي. وقد أثنى عبد الرّحمن بدوي لاحقاً على هذا العمل قائلاً إنّه "حدث ضخم في تاريخ دراسة التصوُّف الإسلامي". ولم تصدر ترجمته إلى العربيّة إلّا بعد حوالى قرن من الزمن، في العام 2019 عن دار "نينوى" في دمشق. وتقع الترجمة العربيّة في 720 صفحة.
منذ العام 1938 ارتبط فنسان مونتاي بصداقة متينة مع أستاذه ومرشده لويس ماسينيون؛ فقبيل مغادرته إلى المغرب للالتحاق بوحدة الهجانة العسكريّة، زار ماسينيون الذي زوّده بنصائح عن السلوك المناسب في تعامله مع المُسلمين، وقال له بالعربيّة: "وطني الروحي هو العالَم العربي"، فتركت شهادة ماسينيون بالحسين بن منصور الحلّاج أثراً كبيراً في حياة الضابط الشاب العسكريّة، مثلما في أبحاثه في علم الإسلاميّات. وبلغ من وفاء مونتاي لأستاذه أن أَصدر كتاباً بعنوان "Parole donnée" (وعْد) جَمَعَ فيه مختارات من كِتابات ماسينيون، وقدّم له بعبارة الحسين بن منصور الحلّاج الشهيرة: "ركعتانِ في العشق لا يصحُّ وضوؤهما إلّا بالدّم"، ومعلومٌ أنّ عشق الحلّاج هو عشق المعرفة وإصلاح العالَم الذي ضحّى بحياته من أجله. بعد تقاعُد ماسينيون، واصلَ مونتاي العمل في مشروع "دليل العالَم الإسلامي" فقسَّم هذا العالم، وفقًا للمعايير اللّغويّة، إلى خمسة مجالات ثقافيّة، في كِتابه: "ألوان الإسلام الخمسة": الإسلام العربي، الإسلام التركي، الإسلام الإيراني الفارسي، الإسلام الملاوي، الإسلام الأسود (بما في ذلك المُسلمون الأميركيّون السود).
ولعلّ الباحث الجزائري صادق سلّام كان خير مَن تتبَّع سيرة مونتاي؛ وحسناً فَعَلَ نادر سراج في اعتماده مرجعاً استند إليه في تأليف الكِتاب. يقول سراج نقلاً عن سلّام: "وعلى الرغم من أنّ مونتاي كان قائد وحدة عسكريّة (برتبة كولونيل)، فقد كان مُناصراً للحلّ السياسي للقضيّة الجزائريّة؛ لذا طالب بانتهاج سياسة انفراج، واقترح سلسلة إجراءات للتهدئة، تكون قادرة على بعث الأمل". وكانت نصرة القضايا العربيّة (فلسطين والجزائر) هاجساً حقيقياًّ لديه (ص77). ويقول أيضاً: "في العام 1955، أنشأ الحاكم العامّ للجزائر جاك سوستيل، "الأقسام الإداريّة المتخصّصة" (SAS) حيث حاول ضبّاط "الشؤون الجزائريّة" إنقاذ النظام الاستعماري من خلال إعطائه "وجهاً إنسانيّاً". ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ موضوع كتاب مونتاي "الضبّاط Les Officiers" هو ضبّاط "الشؤون الجزائريّة" الذين كانوا يدرسون عادات وتقاليد ولغات وأديان ومذاهب البلدان التي تهدف فرنسا إلى استعمارها. كان سوستيل في العام 1951 مدير الدراسات في القسم السادس من المدرسة التطبيقيّة للدراسات العليا (EPHE)، فقرَّر في كانون الثاني (يناير) 1955 الاعتماد على العُلماء القادرين على تنويره بالواقع الاجتماعي للجزائر. وكان ماسينيون قد اختار اثنَين ممّن يثق بعلمهم، هُما فنسان مونتاي وجيرمين تيليون لإرسالهما إلى الجزائر لمساعدة سوستيل الذي كان مكلّفاً بتنفيذ خطّة سياسيّة وعسكريّة تهدف إلى القضاء على الثورة، معتمداً إلى جانب سياسة القمع والتقتيل والإبادة الجماعيّة، سياسة تهدئة على الصعيد الإداري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بغية إجهاض الثورة. لكنّ جبهة التحرير كانت واعية لهذا المخطَّط فعملت على إفشاله بكلّ الوسائل، فقامت بالهجوم الشهير (20/8/1955) الذي قلب جميع الموازين في الداخل والخارج" Alain Messaoudi, "Quelques figures des études arabes, et islamiques françaises face à la guerre d’Algérie", 2014 : https://journals.openedition.org/emam/696.
وقع اختيار سوستيل على فنسان مونتاي ليكون مسؤولاً عن المفاوضات مع مُمثّلي الحركة الوطنيّة الجزائريّة. غير أنّ تيليون ومونتاي كلاهما نَصحا سوستيل بعُقم خطّته؛ والأشهر القليلة التي قضاها مونتاي في الجزائر العاصمة سنة 1955، عضواً في حكومة سوستيل العسكريّة، طَبعت مسار حياته. وفي الفيلم السينمائي الذي يروي سيرة مصطفى بن بلعيد، أحد قادة الثورة الجزائريّة (للمُخرج الجزائري أحمد راشدي، سنة 2008)، مشهدٌ يَظهر فيه فنسان مونتاي يُحقِّق مع مصطفى بنبلعيد، في سجنه، ويقول له: "أنا لست شرطيّاً، أنا فنسان مونتيل (مشدّداً على حرف اللّام في آخر اسمه) رئيس المجلس العسكري في حكومة السيّد جاك سوستيل".
خلاصة القول إنّ مونتاي اهتمّ بدين الإسلام ولغة العرب، لأنّهما مُكوِّنان أساسيّان لا بدّ من الاستناد إليهما لدراسة اجتماعيّات البلدان العربيّة سواء في المشرق أم في المغرب، بغية التمكُّن من السيطرة عليها لأغراضٍ استعماريّة؛ لكنّه سرعان ما انفصل عن المؤسّسة العسكريّة التي كان شرفه الوطني والعسكري يقضي بخدمتها، لكي يخدم أخيراً ما يُرضي قناعاته وشغفه بالعربيّة والإسلام الذي كان لديه حتّى من قبل دخوله طالباً في كليّة "سان سير" العسكريّة.
*كاتب من لبنان مُقيم في باريس - مؤسسة الفكر العربي