سهيل إدريس في مشروع "مائة كِتاب وكِتاب"
د. رفيف رضا صيداوي*
المفكّر والأديب والنّاشر ومؤسِّس مجلّة "الآداب" اللّبنانيّة العريقة سهيل إدريس كان مِحور الإصدار الجديد من ضمن إصدارات مشروع "مائة كِتاب وكِتاب" الذي كان قد أَطلقه معهد العالَم العربيّ في باريس ممثّلاً بـ "كرسيّ المعهد"، بالتعاوُن مع مؤسّسة "جائزة الملك فيصل"، وذلك "كخطوةٍ في مَجال الحوار الفكريّ والتبادُل الثقافيّ بين العرب والغرب من خلال تعريف قرّاء العربيّة على مفكّرين فرنسيّين غير معروفين لدى متوسّطي الثقافة العرب، وإلى تعريف قرّاء الفرنسيّة على مفكّرين عرب غير معروفين لدى الجمهور الواسع من المُثقّفين الفرنسيّين".
يأتي كِتاب "سهيل إدريس" Souhail Idris بعد سلسلة كُتب صدرتْ بالفرنسيّة عن مُفكّرين وأعلام عرب جرى تقديمهم إلى قرّاء الفرنسيّة أمثال عبد الله الغذّامي، وإلياس صنبر، وعبد الوهّاب المؤدّب، وصلاح ستيتيّة، وطه حسين، وسعد الله ونّوس، وجورج قرم، وعبد اللّطيف اللّعبي، وأمين معلوف، وبرهان غليون، وإبراهيم الكوني، وفاطمة المرنيسي، وميّ زيادة، وواسيني الأعرج، وكاتب ياسين وغيرهم من المُفكّرين والأعلام الذي اختار مشروع "مائة كِتاب وكِتاب" أن يكون عددهم ستّين مفكّراً عربيّاً مقابل أربعين مفكِّراً فرنسيّاً. والكِتاب الذي أعدّه الصحافي والمُترجِم والكاتب اللّبناني حسين جواد قبيسي التزم بالمواصفات والأُطر العامّة التي حدّدها القيّمون على المشروع، سواء في ما يخصّ اللّغة، التي يُشترط فيها أن تكون مُبسَّطة وموجَزة، أم الحجْم، حيث يُفترض أن يتراوح بين حدٍّ أدنى هو 120 صفحة وحدٍّ أقصى هو 160 صفحة، أم في ما يخصّ الشموليّة، حيث لا بدّ لصفحات الكِتاب القليلة أن تجمع كلّ ما يودّ القارئ معرفته عن نِتاج المفكّر موضوع الكِتاب: مؤلّفاته، سيرة حياته، الموضوعات التي كَتَبَ فيها، مُقتطفات من الأفكار التي قدّمها وشكَّلت سيرته المَعرفيّة، كيف تلقّاها المفكّرون الآخرون وماذا كتبوا فيها، كيف تناوله النقّاد والمتأثّرون بفكره، بحيث يتكوّن لدى القارئ مَعرفة جامِعة بالمفكِّر الذي يقرأه وموجزة في آنٍ معاً.
ولعلّ أوّل ما يتبادر إلى ذهننا عند قراءة الكِتاب هو أنّه من كُتب "السهل المُمتنع"، التي تجمع بين البساطة والعُمق، لكونها موجَّهة إلى جمهور واسع من الناس على اختلاف مستوياتهم التعليميّة والثقافيّة، وتتعلّق بشخصيّة فكريّة، من المُفترض أن تكون عَلماً بارزاً من أعلام الثقافة والفكر، وهو أمر يترتَّب عنه مسؤوليّة كبيرة على مُعِدّ الكِتاب، ولاسيّما أنّ شخصيّات كهذه غالباً ما تكون مُتعدّدة المواهب أحياناً، ومُبدعة في مجالها دوماً. من هنا يُسجَّل لحسين جواد قبيسي جهده في التعريف بسهيل إدريس الجامِع بين الصفتَيْن، أي تعدُّد المواهب والإبداع، ومن دون إغفال أيّ جانب من جوانب حياته وأعماله. ولعلّ المُتابع لسهيل إدريس (1924 - 2008) يطرح السؤال نفسه الذي طرحه قبيسي: "كيف يُمكن تقديم سهيل إدريس في عددٍ قليلٍ من الكلمات؟ فهذا المُفكِّر، والكاتِب، والروائيّ، والناشط، كان، وبحسب ما قال عنه البعض: "المُفرد بصيغة الجمع"، أو كما أكَّد آخرون "مؤسّسة أدبيّة وفكريّة" مستقلّة، أو كما أكَّد عددٌ كبيرٌ من الكُتّاب والشعراء والروائيّين بقولهم "إنّه لم يكُن هناك من كاتبٍ أو شاعرٍ عربيّ في النصف الثاني من القرن الفائت لا يُدين لسهيل إدريس بشيء".
لكنّ قبيسي نجحَ في مهمّته من دون الوقوع في فخّ التسطيح، ومن دون تجاوُز قواعد الجودة والرصانة، فلم يُهمل زاوية من زوايا هذه الشخصيّة إلّا وأشار إليها، ودَعَمها بالمُستندات والآراء، مُختصِراً سيرة مفكّرٍ فذّ وما قدّمه للثقافة العربيّة على مدى نصف قرن، بدءاً من نشأته المُحافِظة في عائلةٍ مسلمة ودراسته الدينيّة في "الكليّة الشرعيّة"، ثمّ تطليقه "المَشيخة" ومتابعته دراسته الجامعيّة في فرنسا التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه في الآداب، مروراً بتأثّره بالفلسفة الوجوديّة، ومُزاوجته بينها وبين التزامه القومي المُجسِّدة لتوفيقه بين التراث العربي والحداثة الأوروبيّة. ولم يغفل قبيسي الهمّ القومي الذي لازَم إدريس وانعكَسَ على أدبه وعلى مُجمل نشاطاته الثقافيّة والاجتماعيّة: تأسيسه مجلّة "الآداب" في العام 1953 مع بهيج عثمان ومنير البعلبكي وآخرين قبل أن يتفرَّد بها في العام 1956، والتي أضحت منارة ثقافيّة أدبيّة رائدة في تبنّي الحداثة الفنيّة في مجالات القصّة والرواية والشعر والمسرح والرسم، انطلاقاً من الواقع العربي؛ تأسيسه "دار الآداب" في العام نفسه سالكاً من خلالها خطّ الالتزام القومي العربي؛ أدبه، ولاسيّما ثلاثيّته الروائيّة ("الحيّ اللّاتيني" - 1953 و"الخندق الغميق" - 1958 و"أصابعنا التي تحترق" - 1962)، التي انعكس فيها هذا الهمّ القومي وتراءى من خلالها مفهوم "الالتزام في الأدب" انطلاقاً من هموم الواقع والوجود العربيّين وشجونهما.
من النشأة إلى الغياب
لقد تضمَّنَ الفصلُ الأوّل من الكِتاب سيرة هذه الشخصيّة من النشأة إلى الغياب، ونِتاجها المتنوّع الذي شملَ، فضلاً عن الثلاثيّة الروائيّة، قصصاً ومذكّراتٍ ونصوصاً مسرحيّة ودراساتٍ وترجماتٍ قارَبت العشرين كِتاباً بين دراسة ورواية وقصّة ومسرحيّة، ناهيك بالمُعجم الفرنسي - العربي (المنهل) بالاشتراك مع الدكتور جبّور عبد النور، والمُعجم "العربي - الفرنسي (المنهل)، والعربي - العربي (المنهل)، مع الشيخ الدكتور صبحي الصالح والدكتور سماح إدريس. كما اشتمل هذا الفصل الأوّل على الأعمال التي قام بها الدكتور سهيل إدريس سواء كصحافي أو ككاتبٍ وناشرٍ وأستاذ لغة عربيّة وناقد ومُترجِم، والتي ستضمّها ببليوغرافيا الفصل الرّابع من الكِتاب. وشكّلت الأجواء الثقافيّة لخمسينيّات القرن الفائت المادّة التي واكبت رحلة الكِتاب مع سهيل إدريس، كمحاولةٍ لشرح الخلفيّات الكامنة وراء خياراته الثقافيّة والأدبيّة وأعماله، ولاسيّما أنّها مرحلة زخرت بالتيّارات والإيديولوجيّات المخُتلفة والمُتضاربة أحياناً كالقوميّة العربيّة والناصريّة والقوميّة السوريّة والبعثيّة والماركسيّة واللّيبراليّة، وقد التزم خلالها إدريس بالخطّ العروبي بدايةً، فالعروبي الناصري لاحقاً؛ بحيث تمخَّض عن هذه الأجواء عددٌ من المعارك الثقافيّة والأدبيّة كتلك التي قامت مثلاً بين مجلّة "الآداب" ذات الخطّ القومي العروبي ومجلّة "شعر" (أسّسها يوسف الخال عام 1957) حاملة لواء الحداثة، والترويج لـ "قصيدة النثر" كأحد عناوين "تحرير الشعر من التقليد والجمود"، فيما اعتبرها إدريس نكوصاً عن التراث الشعري والنثري العربي، وبالتالي نكوصاً عن العروبة والقضايا القوميّة، وعن الوظيفة التحريضيّة للشعر. إذ إنّ سهيل إدريس كان قد التزم القضايا الوطنيّة والعربيّة مُمارِساً دَوره كمثقّف عضوي لا يفصل بين الفكر والمُمارَسة في سبيل ترجمة طموحه القومي المتمثّل بالتحرُّر من سيطرة الغرب الاستعماري والصهيونيّة، وبتحقيق حلم الوحدة العربيّة الذي أذكته الحماسة القوميّة التي أشعلتها بعض الإنجازات القوميّة في النصف الثاني من خمسينيّات القرن المنصرم مثل تأميم قناة السويس وقيام الوحدة بين مصر وسوريا، والتي توِّجت لاحقاً بانتصار ثورتَي الجزائر واليمن وقيام ثورتَي العراق وسوريا…إلخ، قبل أن تشكِّل نكبة العام 1967 ضربةً قاسية أطاحت بالوعود التي حملتها تلك المرحلة، لكن من دون أن تطاول أو أن تحدّ من الالتزام القومي. فقد أكّد إدريس أنّ مهمّات الفكر والأدب "أن يحدوَا القافلة السائرة ويغنّيا لها… وليس الذنب ذنبهما إذا ما آل عددٌ من تلك الإنجازات إلى الإجهاض والانحسار حتّى بلغنا ما نحن عليه من أسىً وتشاؤم… على الرّغم من إيماننا بأنّ الشعب لا يتزعزع". لكنّ ذلك لم يحُل دون انخراطه في الحداثة الفنيّة سواء عبر تشجيعه "قصيدة التفعيلة" باعتبارها تطوّراً طبيعيّاً للشعر العربي بعد العصر الأندلسي، أو ثلاثيّته الروائيّة ذات البُعد الوجودي. فينقل لنا حسين قبيسي عن إدريس من خلال حوار أجراه معه الكاتب التونسي الشاذلي زوكار عام 1993 قوله: "في الحقيقة نحن نفضّل دائماً أن يُنتج المبدعُ شيئاً حديثاً لا أن يتحدّث عن الحداثة. أعطونا إنتاجاً نَحْكم عليه في ما بعد، بدل أن نطالِبَ ليلاً نهاراً بأن نكون حداثويّين وما بعد حداثويّين وما إلى ذلك من الاصطلاحات المُقتبسة من غيرِ أجوائنا ومن غيرِ أرضنا. وإنّما نحن نُطالب بالعمل، لا بالكلام والتعريف".
إدريس وثلاثيّته الروائيّة
لم يفُت حسين قبيسي التوقّف عند ريادة سهيل إدريس في عالَم الرواية الفنيّة الحديثة التي قامت، شأنه شأن سواه من الرياديّين في لبنان والعالَم العربي، من ثورته على القالب الروائي التقليدي، ولاسيّما مفهوم البطولة، الذي قال عنه إدريس نفسه في كِتابه "مواقف وقضايا أدبيّة" (1977): "لا يُمكن أن نعرّف البطولة إذا لم نعرف من أيّ جُبنٍ هي منبثقة"، ومن إيمانه بالالتزام الحرّ لدى الفنّان (على الرّغم من دعوته إلى الالتزام في الأدب وإيمانه برسالته) وتأثّره بجان بول سارتر والمذهب الوجودي. ذلك أنّ الالتزام الإيديولوجي غالباً ما يُضعف فنيّة العمل الأدبي أيّاً كان جنسه. لكنّ إدريس تجاوز هذا المطبّ، وذلك بتوليفه بين جوهر الوجوديّة كفلسفة، وبين التزامه الإيديولوجي، ما ميَّز ثلاثيّته التي خصَّص لها قبيسي مساحةً كان لا بدّ من تخصيصها في كُتيّبٍ كهذا، لكونها تعبِّر عن 3 سمات غالباً ما تميّز كلّ إبداع حقيقي وهي:
أوّلاً: استثمار المُبدع، أيّ مُبدع، لكلّ ما هو حديث استثماراً مميَّزاً. فقد أوردَ قبيسي في هذا السياق حواراً أجراه أموري الرماحي مع إدريس يُواجهه فيه بتهمة إتيانه بالوجوديّة في حقيبته من باريس بعد إنهاء دراسته هناك فكان جوابه الآتي: "هذه ليست تهمة أخجل منها، فإذا كان صحيحاً أنّني استطعتُ أن أقدّم للقرّاء العرب مَذهباً فلسفيّاً وأدباً رائعاً كالأدب الوجودي، فأنا أعتزّ بهذا وأعتقد أنّ الادب الوجودي الذي قدّمته مُترجَماً من سارتر وسيمون دي بوفوار وكامو وسواهم من الكُتّاب الوجوديّين أثروا المعرفة العربيّة بجوانب من حياتنا الثقافية لأنّه يُشير إشارةً واضحة إلى مِحورَيْن أو قطبَين في حياتنا الفكريّة والقوميّة هُما محور الحريّة والمسؤوليّة وهُما ما نحتاج إليه ولا نزال مُحتاجين إليه في مَسيرتنا القوميّة والثقافيّة العامّة". بحيث ارتبطت تجديديّة إدريس في الأدب بنزعته القوميّة والوجوديّة بقدر ارتباطها بمفهومه الخاصّ للأدب وعلاقته بالحياة، وبفنّيته التي أفادت من خبراته الحياتيّة والوجوديّة والفكريّة.
ثانياً: أن يحرص المُبدع على فنيّة العمل الأدبي، وهو الرواية في كلامنا عن إدريس، بحيث تتغذّى هذه الفنيّة من تواشُج الفكر والأدب. الأمر الذي حقّقه إدريس الذي جاء عمله مُتأثّراً بالوجوديّة الفرنسيّة، ولاسيّما وجوديّة سارتر المستندة إلى أقانيم ثلاثة: الالتزام، الحريّة، المسؤوليّة. فالإنسان، في سياق وجوديّة سارتر، مسؤول عمّا هو كائن، وهذه الوجوديّةُ تضعه في مواجهة حقيقته وتدفعه إلى تحمُّل المسؤوليّة الكاملة لوجوده، المتمثّل لدى إدريس بالوجود العربيّ وهمومه ومُشكلاته.
ثالثاً: أن يكون المُبدع مسؤولاً في كتاباته، وهذا ينطبق على الأعمال الأدبيّة كما على سائر الأعمال غير الأدبيّة. وفي هذا يقول إدريس: "إنّ الكاتب العملاق هو الذي يَبْذل أكثرَ ما يستطيع من جهد ليتجاوز نفسَه، ويتجاوزَ طاقاته، فيبرز إذّاك كائنًا يعي مسؤوليةً كبيرةً في الكتابة. هكذا كان عمالقةُ الأدب العربي الحديث، أمثال طه حسين وعبّاس محمود العقّاد وميخائيل نعيمة وسواهم. وكثيرٌ منهم لم يكونوا يسألون على الإطلاق تعويضًا مادّيّاً عن هذه الأعمال العظيمة التي كانوا يقومون بها. ولم يكونوا يتّخذون الأدبَ وسيلةً واحدةً للرزق، بل كانوا يستجيبون لدوافعَ نفسيةٍ: فلقد كانوا ملتزمين بالكتابة من غير أن يُلْزِمهم أحدٌ إلاّ ضميرُهم ووعيُهم".
لقد نَظَرَ سهيل إدريس إلى الحياة من منظور القيمة التي يُسبغها الفرد على حياته التي تبدّت من المنظور الفنّي للثلاثيّة كحياةٍ جديرة بأن تعاش. فانطوت ثلاثيّته على نزعة تفاؤليّة، على الرّغم من كلّ التخبّطات الإنسانيّة لشخصيّة بطلها الإشكالي ولغيره من الشخصيّات، وعلى الرّغم من مختلف المظاهر المُظلمة في المجتمع البطريركي الذكوري العربي التي كشفت عنها الثلاثيّة. لكنّ بلوغَ النَّفس الحقيقيّة، الذي لا بدّ أن يسبقه فهْم الذات (الفرديّة والجماعيّة)، لم يبدُ بحسب خطاب الثلاثيّة كمسألة ذاتيّة صرفة أشبه بالفرديّة الحالِمة بقدر ما بدا مرتبطاً بالمُجتمع وبالتعاون والعمل الجماعي لخرق الأسوار والقبض على الحريّة. كأنّ إدريس برسالته هذه يقول إنّ قيود الذاتي والفردي في عالَمنا العربي مشروطة بتلك القيود التي يرزح تحتها هذا العالَم. فلخّصت شخصيّة بطله الإشكالي رؤيته للحياة وترْجمته للوجوديّة والقوميّة حين أورد على لسانه في "الحيّ اللّاتيني" أنّ "الطريق نحو توحُّد الذات واكتشافها طويلٌ وشاقّ".
كثيرة إذن الجوانب التي تطرَّق إليها كِتاب "سهيل إدريس"، الذي تفنَّن مُعدُّه، الأستاذ حسين قبيسي، في تقديمه للقارئ الفرنسي، متّبعاً بذلك بعض أدوات فنّ السرد الأدبي، وذلك بالخروج عن الخطّ التسلسلي في السرد عبر التقديم والتأخير، ما يسمح بإدراج معلومة ما عن الشخصيّة/ موضوع الكِتاب، سيُحكى عنها لاحقاً بطريقة أكثر تفصيلاً، ناهيك باستخدام الأرشيف، من مقتطفات صحفيّة وشهادات ومقابلات وحوارات مع سهيل إدريس، فضلاً عن الكُتب والمراجع العائدة لسهيل إدريس أو المخصَّصة عنه، لإطلاع القارئ على آراء مُختلفة حول الجانب الذي يتناوله قبيسي من موضوعه عن إدريس أو حول أيّ نقطة خلافيّة، وهذه كلّها موادّ توزَّعت بين الفصلَين الثاني والثالث من الكِتاب.
*مؤسّسة الفكر العربي