رحلة "ستيتكيفتش" من الاستشراق إلى الاستعراب
د. عبد الله إبراهيم*
في حوالى منتصف حزيران/ يونيو2021 ، توفّي ياروسلاف ستيتكيفتش Jaroslav Stetkevych عن اثنتَين وتسعين سنة، قضى معظمها في مُلازَمة الآداب العربيّة باحثاً وأستاذاً في أكثر من جامعة في الولايات المُتّحدة، وفي خارجها، وهو أحد أعلام مدرسة شيكاغو للعلوم الإنسانيّة. وعلى غير العادة الشائعة، فَضَّلَ ستيتكيفتش مُصطلح "مُستعرِب" على مُصطلح "مُستشرِق" لِما بين الاثنَين من فَرْقٍ في بيان صلة الباحث بموضوعه، ورؤيته له. وكان شديد النقد للمُستشرِقين الذين يجهل معظمهم الكتابة بالعربيّة، وربّما حتّى القراءة والحديث فيها، فَهُم يُفكّرون ويقرأون ويكتبون بلغاتهم القوميّة عن ثقافةٍ أخرى بدت غريبة عنهم.
كانت غاية ستيتكيفتش استخلاص مَعرفةٍ دقيقةٍ بالآداب العربيّة تتحاشى السقوط في النَّزعة الإيديولوجيّة التي أَخَذَ بها الاستشراقُ التقليديّ، ومعلوم أنّ أصحاب تلك النَّزعة أصبحوا موضوعَ نقدٍ جذريٍّ من طَرَفِ إدوارد سعيد في كِتابه "الاستشراق". وبهذا يكون ستيتكيفتش، الذي يتحدّر من أصول أوكرانيّة، قد نأى بنفسه عن التركة الاستشراقيّة الثقيلة، واختطّ مَساراً موضوعيّاً له، وبسبب ذلك، ظلَّ، في تقديري، خارج دائرة الصراع بين خصوم الاستشراق وأنصاره.
وفي التعريف بسيرة ياروسلاف ستيتكيفتش العلميّة والثقافيّة، فإنّه كان أستاذ الأدب العربي في جامعة شيكاغو، ثمّ في جامعة جورج تاون إثر حصوله على شهادة الدكتوراه في العام 1962 من جامعة هارفارد، ومنذ ذلك الوقت وحتّى وفاته، كَتَبَ عدداً وافراً من المؤلّفات عن الآداب العربيّة، وخصَّ الشعرَ العربي القديم بدراساتٍ وافية على رأسها "صبا نجد: شعريّة الحنين في النسيب العربي الكلاسيكي"، و"شعريّة الصيد والطرديّة في القصيدة العربيّة الكلاسيكيّة والمُعاصِرة"، و"الشعر العربي والاستشراق". غير أنّ كِتابه "محمّد والغصن الذهبي" هو تاج مؤلّفاته، ففيه نجحَ في ترميم الأساطير العربيّة القديمة، وجعلَ لها سياقاً ثقافيّاً، فظهرتْ مُتماسِكةَ المبنى والمعنى، وأصبح من المُتاح الحديث عن أساطير غير مُتشظِّية بفعل الإهمال المقصود، وعدم التدوين. ويتعذّر الحديث عن ياروسلاف من دون الحديث عن رفيقة دربه سوازن التي مضت في المسار ذاته، وتركتْ أثراً بالغ الأهميّة في دراسة الشعر العربي القديم، وبخاصّة في كُتبها "أبو تمّام وشعريّة العصر العبّاسي"، و"القصيدة والسلطة - الأسطورة، الجنوسة والمَراسِم في القصيدة العربيّة الكلاسيكيّة"، ثمّ "الصمّ الخوالد تتكلّم: الشعر الجاهلي وشعريّة الطقس"، و"أدب السياسة وسياسة الأدب". والتحقتْ أستاذةً للأدب العربي في جامعة إنديانا، ثمّ جامعة جورج تاون إثر حصولها على شهادة الدكتوراه من جامعة شيكاغو في العام 1982. ويصحّ القول إنّ عائلة ستيتكيفتش صاغَت هويّتها البحثيّة في محضن الثقافة العربيّة.
التقيتُ ستيتكيفيتش، أوّل مرّة، في صيف العام 1997 في الأردن خلال انعقاد إحدى دورات المؤتمر النقدي الذي كانت تقيمه جامعة اليرموك، فأهداني كِتاباً له صَدَرَ قبل أشهر عن مطبعة جامعة إنديانا، وهو بعنوان "محمّد والغصن الذهبي: إعادة بناء الأسطورة العربيّة"، ومن غير تمهيد قال لي "حينما نَشَر فريزر كِتابه الغصن الذهبي في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، ذَكَرَ فيه معظم أساطير الشعوب، لكنّه لم يورد شيئاً من الأساطير العربيّة في كِتابه الموسوعي، وكأنّها غير موجودة، وهذا الكِتاب، بمعنى من المعاني، استدراك عليه، فهو يُعيد سبْكَ ما تناثرَ منها في بطون الكُتب القديمة".
أثارتني الفكرة، فالاستداركُ مفيد، لأنّ غايته الإنصاف والتذكير، وأن تُصبح حافزاً لتأليف كِتاب؛ فهذا من المَحاسن التي غابت عن أهل الأدب العربي في ما يخصّ المرويّات السرديّة القديمة، والرّاجح أنّهم لم يتجرّأوا على ذلك، فالإسلام جبّ معظمها، وانتقص من شأنها، وما عاد مرغوباً النبش في حقائق الماضي، فالأنفع لهم خدمة علوم الدّين الخالدة، وليس ترميم خرائب علوم الدنيا الفانية. قلّبتُ صفحاتِ الكِتاب كأنّني أتفحّص أثراً نفيساً، ففِكرته خلّاقة، وما طرأت على خاطرِ أحد من قبله. أنا الذي قرأتُ "الغصن الذهبي" في وقت مبكّر، وسلختُ زهرة عمري في تحليل المرويّات السرديّة العربيّة، لم تَخطر الفكرة لي ببال، ما يعني أنّ غياب السؤال يزيد من طبقة الجهل، وحينما سألتُ صاحبه عن شروطه في حال ترجمتُ له إلى العربيّة، حدَّق بي مُستغرباً، كأنّ السماء انطبقت على الأرض، وأجاب من دون تردُّد مُبتسماً "أن يُطبع الكِتاب بخطٍّ مقروء لي".
المعرفة الضائعة
حملتُ الكتابَ معي إلى ليبيا بعد انفضاض المؤتمر، إذ كنتُ، آنذاك، أستاذاً في إحدى جامعاتها، وكلّما نظرتُ فيه، أجده كِتاباً استثنائيّاً في مادّته ومنهجه وغايته، ليس لأنّه استدراك على ما أهمله فريزر بعد قرن على صدور كتابه فحسب، بل للدقّة التي أعاد بها مؤلّفه ترميم إحدى أهمّ الأساطير القديمة، وهي أسطورة "ثمود وناقة صالح"، وما اتّصل بها من أخبار. فقد رقَّع ستيتكيفيتش مبنى الحكاية من مَصادِر الدّين والأدب، واقترح لها سياقاً سرديّاً غذّاه بالسياق التاريخي للعصر الجاهلي، فنجحَ في انتشالِ حكايةٍ تأسيسيّة من بئر الإهمال الذي ناهز ألفاً وخمسمئة سنة، جاعِلاً عنوان كِتابه "محمّد والغصن الذهبي: إعادة بناء الأسطورة العربيّة". تلقّفتُ الكتّاب تلقّف الظامئ إلى معرفةٍ ضائعة، فقد كنتُ، إبّان تلك المدّة، مشغولاً بالمرويّات القديمة في سياق إعدادي لموسوعة السرد العربي، ولمّا كانت الجاهليّة منها مُخرَّقة بفعل التأثير الديني الذي هتكها، فوُصفت بالأباطيل، وأُدرجت من ضمن "أساطير الأوّلين"، فقد نُظِر إليها بازدراء، ولَم تحظَ باهتمامٍ في المصادر الأدبيّة، ووجدتُ الكِتابَ يردم ثغرة في ثقافة الحقبة الجاهليّة، والى ذلك يدحض الفكرة الخاطئة القائلة إنّ العرب يفتقرون إلى تراثٍ أسطوريٍّ جدير بالعناية والبحث.
وكان أوّل ما قمتُ به هو أن اتّصلتُ بصديقي سعيد الغانمي، الذي يَسكن على مَرمى حَجَرٍ من بَيتي، وما كان لديّ شكّ في أنّه أفضل من يتولّى ترجمة هذا السفر الجليل. ففضلاً عن مهارته في الترجمة، فهو ضليع في الآداب العربيّة، ولا بدّ أن يستهويه هذا التحدّي الذي لا يُقدِم عليه إلّا أمثاله، فدعوْته إلى منزلي، وسلَّمته الكِتاب، واقترحتُ عليه ترجمته إنْ رأى فيه ما رأيتُ، وبذلك انتهى دَوري في تهيئة الظرف المُناسِب لظهور الكِتاب بالعربيّة، ثمّ تركتُ ليبيا إلى قطر بعد سنتَيْن، وعلمتُ أنّ الغانمي شرع في الترجمة، وبذلَ جهداً كبيراً في مُطابَقةِ النصّ الإنكليزي مع الأصول العربيّة. ولتجنُّب سوء الفهم في دلالة العنوان للكتاب، اختار له عنواناً بديلاً هو "العرب والغصن الذهبي". وحالما صَدَرَ الكِتاب بالعربيّة قرَّظته بمقالةٍ أتيتُ فيها على ذكرِ بعض هذه التفاصيل.
"صبا نجد" على مَرمى حَجَرٍ من "البيت الأبيض"
حينما زرتُ واشنطن في صيف عام 2013 مع زوجتي أسماء معيكل، دعانا ستيتكيفيتش وزوجته إلى العشاء في بيتهما، ولبَّينا دعوتهما، وأمضينا أمسيةً رائعة دار فيها حديث حول الآداب القديمة، فكانت نظرتهما إليها بعيدة عن النَّزعة الاستشراقيّة في وصفها والحُكم عليها. ففضلاً عن الشغف بها، عالجاها بمنظورٍ ثقافي استنطقَ رموزَها، وكشفَ مزاياها، وقد ارتاد ياروسلاف حقلاً بكراً لم يسبق إليه في دراسة الموروث السردي والشعري العربي مُعتمِداً في ذلك على ما بلْورته مدرسة شيكاغو من قواعد منهجيّة للبحث، وتابعته سوزان في ذلك بفتْحِ حقلٍ مُوازٍ له صلة بدراسة الشعر العربي القديم، وكلاهما نَزع إلى تحجيم أثر المعايير الاستشراقيّة في تحليل الأدب العربي، واقتراح سياقاتٍ ثقافيّة متّصلة به، فليست الغاية مُقايَسة أدب أمّة بأدب أُممٍ أخرى، إنّما استكناه الهويّة الحقيقيّة للآداب كما تشكَّلت في حواضنها الثقافيّة.
بدا لي أنّ آل ستيتكفيتش كَلّا النِّزاعَ مع أقرانهما المُستشرِقين المُشاكِسين، فرَكَنا إلى الهدوء والرويّة، واستدعاء الذكريات السالفة، فلذّة الذكرى تفوق في أثرها كلّ ما يحيط بهما، وكأنّ دربهما في أسفار الشعر العربي القديم أكثر تمهيداً من شوارع واشنطن العريضة. فقد لاحظتُ خلال السهرة يُسراً في الانتقال بين الأخبار والأشعار، وكأنّنا نجلس في مهبّ "صبا نجد"، وليس على مَرمى حَجَرٍ من "البيت الأبيض". وكانت سوزان بجرمها الصغير تُبادِلنا الحوار من المطبخ حيناً، ومن الصالة الصغيرة حيناً آخر، وقد تبدَّد تحفُّظ الضيفَيْن من لياقات الدعوة، لكأنّ الشعور بالألفة ألقى بالتحفُّظ في مُستودَع النسيان.
تخلَّلت دعوة العشاء متابعة الألعاب الناريّة في يوم الاستقلال الأميركي من على سطح البناية، فرأينا هالاتِ الضوء تتناثر في أعالي السماء خلف مبنى "البيت الأبيض"، وقد ازدحم سطح البناية بالساكنين الذين راحوا يُراقبون الألعاب بمزيدٍ من آهات التعجُّب، وصيحات الاستمتاع. وما إن هَبطنا السلّمَ إلى البيت حتّى شرع ياروسلاف بعرْضِ ذكرياته عن علاقته بطه حسين، وعبد الحميد يونس، اللّذَين درّساه في جامعة القاهرة في خمسينيّات القرن العشرين، ثمّ انتقلَ بالحديث عن حسين مؤنس، مدير "المعهد المصري في مدريد" الذي رشَّحه للدراسة في هارفارد برسالةٍ موجَّهة إلى المُستشرِق "هاميلتون جب" الذي أَصبح أستاذاً له من ذلك الوقت، وبعد استطراداتٍ واسترجاعاتٍ مُتبادَلة من الذكريات التي تعود إلى أكثر من نصف قرن قدَّمها بلسانٍ عربيٍّ ثقيل بسبب العمر، استأذنّا للمُغادرة على أن نلتقي في صباح اليوم الموالي لزيارة مَكتبة الكونغرس، ومبنى الكابيتول، وننتهي بجامعة جورج تاون.
في أوّل الصباح وَصَلَ ياروسلاف وسوزان إلى الفندق، واصطَحبَانا إلى مَكتبة الكونغرس، وارتقينا سلالم عريضة من الأحجار إلى الرواق الكبير إلى يسار المدخل، فبدأنا بزيارةِ معرضٍ لمُقتنيات الحرب الأهليّة، وانعطفنا إلى رواقٍ من زجاج خُصِّص لكُتبِ جيفرسون، ومنه قَصدنا القاعةَ المُقابلة، وفيها معرض عن اكتشاف أميركا، فرأينا فيه نسخة من مخطوط رحلات كولومبس، أي سجلّ يوميّاته البحريّة بوصفه أميرالاً. وهو أقدم وثيقة كُتبت عمّا أصبح يُعرف بـ"العالَم الجديد". وفِي نهاية القاعة وقف فوزي تادروس، مدير قسم الشرق الأوسط في المكتبة، في انتظارنا، وأَخذ بنا الى مَكتبه، وعَرض لنا خلال أربعين دقيقة تاريخ مكتبة الكونغرس، ودورها في إثراء المعرفة، والطُّرق المُتَّبعة في اقتناء الكُتب، بما فيها العربيّة، ثمّ اصطَحبَنا بجولةٍ في أروقة المبنى، فأطْلَلْنا على قاعة القراءة والبحث من شرفةٍ عالية، وحينما رأى أنّنا ارتوينا من المعلومات المتدفّقة عن ملايين الكُتب، رَفَعَ كفَّيْه علامةً على الخِتام، فودَّعناه مُتّخِذين نَفَقاً تحت الأرض يربط المَكتبة بمبنى الكونغرس، تحت شارع عريض، تتقدّمنا سوزان كأنّها قبطانٌ صغير الجرم يُكافِح الأمواج الهائجة.
عند نهاية النفق الذي نَقلنا من مبنى المكتبة إلى مبنى الكابيتول، تعرَّضنا لتفتيشٍ دقيق، وانتهى أمرنا إلى امرأة عجوز قادتنا الى القاعة الدائريّة الكبرى التي توزَّعت فيها تماثيل لكِبار زعماء أميركا مثل لينكولن، وجيفرسون، ودارت بنا في أركانها تشرح كلّ ما يقع عليه البصر، وهي ذاتها القاعة التي احتلَّها مُناصرو الرئيس دونالد ترامب في السادس من كانون الثاني/ يناير من العام 2021، وعبثوا فيها، بإيعازٍ منه، ونَتجت عن ذلك مُحاولَةُ مُقاضاته؛ لأنّه حضَّ أتباعه على اقتحام مبنى العدالة الأميركيّة. وحينما أُصبنا بالإرهاق والجوع تناولنا الغداء في مطعم في الكونغرس، وغادَرْنا صوب الفناء الخارجي للمبنى، وهو فضاءٌ نصف دائري مزيَّن بالأشجار، ومنه اندفع الآلاف من أنصار ترامب إلى قلب المبنى، وواصَلْنا السَّيرَ راجلين فيه، فطفْنا حول القبّة الشاهقة التي ترمز إلى القلب التشريعي للولايات المُتّحدة الأميركيّة، وافترقْنا في الثالثة عصراً على أن نلتقي ثانيةً في أوّل المساء في جامعة جورج تاون التي دُعينا للحديث فيها، ولم نَفترق إلّا قُبيل منتصف اللّيل. مَكَّنَتْنا رفقةُ آل ستيتكيفيتش من التجوال في اثنَين من أهمّ مَعالِم الحياة الأميركيّة: مَكتبة الكونغرس، ومبنى الكونغرس، ويقعان على هضبة، يفصل بينهما شارعٌ مُزدوج، ويَربط بينهما نَفَقٌ تحت الأرض. واتَّخذ المبنى اسمه من التلّة التي يقع عليها، تلة كابيتول، وشُيِّد في العام 1793 لكنّ توسّعاتٍ أخرى لحقت به فجعلتْهُ صالِحاً لأعمال مجلسَيْ النوّاب والشيوخ، ومن ذلك قبّته الرخاميّة البيضاء الشاهقة بارتفاعٍ يُناهز تسعين متراً، ويُعَدّ مبنى الكونغرس المثال الأرفع للمعمار الكلاسيكي في أميركا، وتُحيطه المروج الخضراء باتّجاه البيت الأبيض والحدائق المُحاذية له.
أريد أن أخلص بعد الإتيان على هذه الذكريات المُستعادَة عن عائلة ستيتكيفتش التي رَبطت مَصيرَها بالآداب العربيّة، وأَخلصت لها، وقاوَمت نزعات الارتياب بها إلى القول إنّ تلك العائلة التي جعلتِ الاستعرابَ خيارها في البحث، لم تحظَ بالشهرة الواسعة، لأنّها اختطَّت نَهجاً تحليليّاً موضوعيّاً ابتعدَ عن الإثارة والطعن، وذلك لا يستجيب لشروط ثقافة الاستشراق التي فيها الكثير من التحريض والتأليب والتشهير. ومع ذلك، فقد استُقبل ياروسلاف وسوزان بالترحاب في القاهرة، وبغداد، والرياض، ومسقط، وأبي ظبي، وعمّان، وغيرها، وتُرجمت بعض أعمالهما إلى العربيّة، وقوبلت أبحاثهما بالتقدير، وخصوصاً ما له صلة بالدراسات الشفويّة، وهو نَوع من ردّ الجميل الثقافي لباحثَيْن سَلخا عُمرَيهما في الانكباب على الآداب العربيّة، وآخر ما كان من ذلك اختيارهما "شخصيّة العام الثقافيّة" في جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2019، ولكنّ هذا لا يكفي، فلو جرى جمعُ آثارهما الكاملة، وترجمتها إلى العربيّة ترجمةً مُعتمَدة، أو تحرير ما تُرجم منها، لكَسبتِ الثقافةُ العربيّةُ كَسْباً عظيماً في تخليد آثارٍ دقيقة أضاءت المناطق المُعتمة في تلك الثقافة.
*ناقد وباحث من العراق - مؤسسة الفكر العربي