خروج النصر من الكأس.. والإدارة الجديدة

news image

بقلم - عبدالله العميره

كشفت النتيجة الأخيرة لنادي النصر في نصف نهائي كأس الملك، وضع فريق كرة القدم.

أراها فرصة جيدة ليبدأ رئيس نادي النصر الجديد مهمته من أجل أن يكون التصحيح على أسس واضحة.

كل نصراوي يتمنى الوصول إلى المبارة النهائية الظفر بالكأس الغالية..

وأكيد؛ أصاب الجماهير النصراوية حزن.

حزن سيزول، فهذه كرة القدم، ولايمكن أن يستحوذ فريق واحد على كل البطولات باستمرار.. كما أن خسارة مبارة، ليست نهاية المطاف.

محبو النصر يتمنون أن يكون فريقهم بذات القوة الدائمة ليكون منافساَ قوياَ في جميع البطولات.

هنا أريدكم التركيز على نقطتين:

الأولى: أداء الفريق والمدرب.

الثانية: بداية عمل الإدارة الجديدة.

المباراة الأخيرة ( أمام الفيصلي ) كشفت الخلل، بخاصة في خطي الدفاع والهجوم.. إضافة إلى إمكانات المدرب المتواضعة، والتي لاتتناسب أبداَ مع التطلعات.

لايمكن لأي فريق أن يحافظ على مرماه، وفيه مدافع مرتبك وضعيف في ردة الفعل ..

في خط دفاع النصر الأخير يُستثنى عبدالاله العمري، الذي يقدم أداء إحترافياَ عالمياَ.

كما لايمكن أن يُسجل أي فريق أهدافاً بمهاجم واحد سهل محاصرته.

ولايمكن لأي فريق أن يحقق نتيجة بالطريقة التي لعب بها المدرب ألين هورفات.

هو شخصية مميزة / على المستوى الشخصي.

ولكن؛ من الواضح حاجته إلى المزيد من الإطلاع على أحدث الخطط العالمية في كرة القدم الحديثة، وأن يكون لديه حس خاص في توظيف اللاعبين، وإعداد الخطط / لا أقول خطة واحدة ثابته في المباراة الواحدة.

من الضرورة أن يتعامل المدرب مع كل مباراة بأكثر من خطة يطبقها سريعاَ في الملعب وفق المقتضيات والمعطيات.

في مباراة الفيصلي، سكت ألين هورفات عن أخطاء مادوا .

ولم يوظف اللاعبين كما يجب.

واستمرت الخطة على المنهج القديم في إرسال الكرات الطويلة من الجانبين باتجاه حمدالله المحاصر، أو في منطقة خالية من الهجوم!

طريقة لم يعد يطبقها المدربون العالميون في الفرق الكبيرة.

مع كل الإحترام لفريق الفيصلي؛ لم يكن بذلك الفريق الصعب اختراقه أو التعامل معه لكسب المباراة.

وتأخر المدرب في التغيير. وقبل ذلك - كما ذكرت - وهذا مهم جداً؛ عدم توظيف اللاعبين الكبار بشكل صحيح داخل الملعب.وأبرزهم بيترس، والصليهم. والإبقاء طويلاَ على المهاجمين في الإحتياط - وهذا له دلالاته، منها درجة استيعاب حركة فريقه والفريق الآخر في الملعب!

برأيي؛ هورفات، إرتكب عدة أخطاء، أكبرها ، تطبيق خطة تقليدية، واستمر عليها، رغم عدم فعاليتها.

على أية حال، أرى؛ أن المكسب الأهم في خروج النصر بهذا الشكل وبالخسارة، هو أن يبدأ رئيس النصر الجديد مسلي آل معمر، في التصحيح، اعتباراً من تلك المبارة.

فما شاهدناه؛ هي صورة تعكس حالة المدرب وبعض اللاعبين.

لاعبون أخذو نصيب وافر من الإطراء وأحياناَ من (الدلع)، ومدرب دون مستوى طموحات النادي والجماهير- بخاصة مع فريقهم الأول.

اللاعبون المميزون في العالم ( سبع نجوم ) يزيدهم الإطراء عطاء وحماس وأداء، وإصرار على البقاء في خانة التميز، ليحافظوا على أسمائهم، وعلى قيمتهم.

إلا اللاعب العربي، الإطراء يزيده غطرسة وتكبراَ . وينقص من مستواه بالمديح!

الكؤوس تحتاج مهراَ عالياَ، قيمته؛ لاعبون منضبطون، وروح وأخلاق عاليتين، و حماس لايهدأ داخل الملعب، وخطط مناسبة.. وطموح لايتوقف..

صحيح، أن من حق كل فريق أن يحلم، ولكن الحلم يتحقق بقدر الإمكانات والخبرات والعطاء.

ولايمكن مقارنه تاريخ النصر وإنجازاته وخبراته المتراكمة مع الفيصلي أوغيره من الفرق المستجدة على البطولات.

ومثل النصر؛ من الأندية الكبار: الهلال، والأهلي والإتحاد، والإتفاق ...

وأوافق - إلى حد ما - من يقول أن عصر الإحتراف ووجود اللاعب الأجنبي؛ أذاب كثير من الفروقات، وأنه من حق كل ناد أن يحلم وأن يصل.

ولكن؛ الكبار يبقون كباراَ في أي دوري بالعالم.

وإذا ابتعد كبير عن أي بطولة فهذا محط تعجب.

لذلك يبدو العجب كبيراَ في مسابقة كأس الملك، هذا العام!

بذات القدر عندما يحقق أحد الفرق الأخرى الكأس دوناً عن الكبار.. في هذه الحال؛ أكيد هناك خلل في المعادلة.

فرصة لرئيس النصر، أن يبدأ مما تكشف أمامه.

أكيد كل نصراوي تمنى الفوز في المباراة الأولى مع الإدارة الجديدة..

أرى المسألة من زاوية أخرى - أبعد من فوز بأول مباراة مع إدارة جديدة.

فإدارة مسلي آل معمر لم تخلق هذا الفريق، ولايمكن أن تحسب النتيجة على إدارة مسلي آل معمر - هذا طبيعي.

نعم، العملية تراكمية.. وبالتالي - المفترض - أن أي فريق كبير، يظهر بواقعه القوي، أكثر؛ عندما يقترب من البطولة.

وما حدث للنصر؛ يعتبر حالة استثنائية، إذا ربطناها بالخبرة والقوة.

وتقل نسبة ( الإستثناء ) إذا ظهر الفريق بشكل النصر الذي رأيناه، للأسباب التي ذكرت بعضاَ منها!

أكرر.. فرصة للتصحيح وجبت.

والخسارة - أحياناَ - خير من فوز يغطي على المشكلات الغاطسة.

ما حدث؛ خير .

والبطولات لم تتوقف.