ماهوتشي: النظام الإيراني مازال يحافظ على شبكته الإرهابية والتجسسية في أوروبا

بقلم : فريد ماهوتشي
عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية

معلومات تؤكد أن الدبلوماسي-الإرهابي الإيراني، أسد الله أسدي، قاد شبكة تجسس وإرهاب كبيرة في الاتحاد الأوروبي
تشير المعلومات الجديدة التي تم الكشف عنها حول قضية أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني المسجون، إلى أن شبكة الملالي للتجسس والإرهاب في أوروبا أوسع بكثير مما تبدو عليه.
لذلك، يجب على المسؤولين الأوروبيين التصرف على الفور.
وكان أسدي قد اعتقل في يوليو 2018 بعد أن قام بتسليم قنبلة لزوجين إرهابيين، نسيمه نعامي وأمير سعدوني، في لوكسمبورغ وكلفهما بزرع القنبلة في تجمع “إيران الحرة” للمعارضة الإيرانية في فيلبينت شمال باريس في فرنسا.
واعتقلت الشرطة الألمانية أسدي في الأول من تموز (يوليو) قبل أن يتمكن من دخول النمسا، حيث شغل منصب السكرتير الثالث في السفارة الإيرانية. وعثرت السلطات الألمانية على دفتر ملاحظات في سيارة أسدي يحتوي على معلومات مهمة حول مؤامرة التفجير عام 2018، أعمال أسدي، رحلاته، والمبالغ المالية التي قدمها للعديد من الإيرانيين.
وفقًا لـ (موقع دويتشه فيلي) الفارسي، فإن المحكمة الجنائية الفيدرالية الألمانية (BKA) تحقق في أنشطة أسدي في مهمة من المدعي العام الألماني.
والسؤال هو: هل قاد أسدي شبكة كبيرة من الأشخاص المكلفين بمهام مختلفة، تتضمن جمع الأخبار والتجسس، في عدة دول أوروبية؟
على سبيل المثال، تشير إحدى الملاحظات إلى المركز الإسلامي في هامبورغ كأحد الأماكن السياحية. وتعتبر المحكمة الجنائية الفيدرالية الألمانية هذا المركز أحد مراكز التجسس التابعة للنظام وأحد مراكز تصدير التطرف والطائفية.
وتشير المعلومات الواردة في دفتر ملاحظاته إلى أن أسدي قام بـ 144 زيارة إلى ألمانيا. الآن تتساءل السلطات الألمانية عن سبب سفر أسد الله أسدي إلى ألمانيا كثيرًا.
هل كان يلتقي بأعضاء شبكته؟
الأمر الآخر الذي لفت انتباه الشرطة هو أن أسدي كان معه عدة إيصالات تشير إلى مدفوعات نقدية قام بها لبعض الأشخاص. لم يتم تحديد هويات المستلمين بعد، لأنهم استخدموا أسماء إيرانية شائعة.
ماذا كان دور أسد الله الأسدي؟
على سبيل المثال، تلقى أحد هؤلاء الأفراد 2500 يورو ، وتلقى آخر 5000 يورو، وتؤكد استلام شخص آخر لجهاز كمبيوتر محمول. وفقًا لـ (دويتشه فيلي)، تستنتج سلطات المحكمة الجنائية الفيدرالية الألمانية أن هذه المدفوعات يمكن أن تكون رواتب عملاء النظام.
وتلقى نعامي وسعدوني وعميل آخر تم القبض عليه بقضية مؤامرة التفجير عام 2018، مهرداد عارفاني، مئات الآلاف من اليورو.
وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن المدعين البلجيكيين، خلال الاجتماع الأخير بين أسدي والزوجين في 28 يونيو 2018 في لوكسمبورغ، استلمت نعامي القنبلة وبطاقة SIM جديدة و 180 ألف يورو. وفي 26 يونيو، تم تحويل 19000 يورو إلى حساب الزوجين لتغطية الدفعة الأولى لسيارة مرسيدس التي كانت بقيمة 54000 يورو.
وقام عارفاني بإيداع 62 وديعة نقدية في عامي 2017 و 2018، بإجمالي 28409.50 يورو، في حساباته. وقد قام بإيداع مبالغ صغيرة من فروع البنك المختلفة حتى لا يثير الشبهات.
وخلال محاكمة أسدي وشركائه في 27 نوفمبر و 3 ديسمبر، كشف المدعون البلجيكيون أن الإرهابيين الثلاثة الذين عملوا مع أسدي، على الرغم من رواتبهم المتواضعة، إلا أنهم وضعوا أكثر من 100000 يورو من الودائع النقدية في حساباتهم المصرفية المختلفة.
وكان لدى نعامي 120 ألف يورو في حسابها المصرفي و 35 ألف يورو نقدًا في منزلها. ووفقًا للسلطات البلجيكية، كان يتلقى نعامي وسعدوني ما لا يقل عن 66 ألف يورو من وزارة الاستخبارات كل عام منذ عام 2010. وحصلت نعامي على 35 ألف يورو نقدًا من أسدي وخبأتها في منزلها قبل أيام قليلة من إحباط مؤامرة التفجير.
الأدلة الجديدة و “ثروة الأدلة” التي تم العثور عليها في سيارة أسدي ومنازل الإرهابيين في بلجيكا تشير إلى أن الملالي في طهران يهدرون الثروة الوطنية على الإرهاب. وتُظهر الأدلة أيضًا كيف استغل النظام تقاعس الاتحاد الأوروبي لإنشاء وقيادة شبكة كبيرة من الجواسيس والإرهابيين في أوروبا.
إن مؤامرة التفجير التي تم إحباطها عام 2018 والخلية الإرهابية الإيرانية النائمة التي تم تفكيكها هي مجرد مثال على مدى اتساع شبكة النظام في أوروبا. بعبارة أخرى، مؤامرة القنبلة الفاشلة، على الرغم من أهميتها، ما هي إلا قمة الجبل الجليدي.
وطالما أن سفارات النظام وما يسمى بالمراكز الثقافية مفتوحة، ويمكن لمسؤوليه السفر إلى أوروبا، فسيحافظ النظام على شبكته الإرهابية والتجسسية في أوروبا.
على قادة الاتحاد الأوروبي طرد عملاء النظام وإغلاق سفاراته وما يسمى بالمراكز الثقافية، ومنع دخول جميع المسؤولين الإيرانيين إلى أوروبا لدورهم في الإرهاب.