إطلاق المشاريع تتوالى في " نيوم"
بث: أكد الرئيس التنفيذي لنيوم نظمي النصر أن الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع مدينة نيوم في 2025.
وقال نعتزم إطلاق مشاريع لتطوير منتجعات فندقية في نيوم، ونتوقع البدء في افتتاحها بعد 3 سنوات.
وأكد أن "نيوم" رهان المملكة التنموى تتفوق عبى مدينة اليابان الذكية.
" نيوم" تخطو خطى ثابتة متسارعة منذ إطلاق المملكة العربية السعودية المشروع العملاق الذى من المنتظر أن تنتنهى المرحلة الأولى منه فى 2025 ليصبح أضخم مشروع على ساحل البحر الأحمر يعلن عن الوجه الحضارى الجديد للمملكة، والذى يعد أحد محاور رؤية المملكة 2030.
ويعني اسم المشروع وفق اختصارات اللغة اللاتينية «المستقبل الجديد»، وبحسب الإشارة العامية له باسم «نويسا»، فإنه يشير إلى شمال غربى المملكة، المشروع عبارة عن مدينة استثمارية متكاملة على مساحة 26 ألفا و500 كيلو متر مربع، وباستثمارات مبدئية 500 مليار دولار بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودى.
تملك المدينة الجديدة امتدادا شاطئيا على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 480 كيلومترا، وبجانب موقعها المهم الرابط بين أفريقيا وآسيا والقريب من أوروبا، يستطيع أكثر من %70 من سكان العالم الوصول إليها فى غضون 8 ساعات أو أقل، إضافة إلى 12 مدينة متنوعة و6 تجمعات حضرية فى الوديان والجبال، وميناء ضخم، و3 مطارات صغيرة ومطار دولى كبير، ومنطقة صناعية ضخمة. وبهذه المساحة والمزايا تراهن المدينة على حيز استثمارى واسع ومتنوع، بين السياحة والصناعة والطاقة والتعليم، وتتأسس خطتها على 9 قطاعات «الطاقة والمياه، والنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، والعلوم التقنية والرقمية، والتصنيع المتطور، والمعيشة، والترفيه، والإعلام»، وبحسب المخطط الفنى تنتهى المرحلة الأولى فى 2025، ومن المتوقع أن تسهم المدينة بـ100 مليار دولار من الناتج الإجمالى السعودى بحلول 2030.
تم تحديد تسعة قطاعات اقتصادية سيشملها مشروع نيوم تشكل فى مجملها اللب التطور اقتصادي وتشمل هذه القطاعات ، مستقبل الطاقة والمياه حيث ستعتمد المدينة على مصادر طبيعية وغير ناضبة للطاقة بحيث تكون الشمس والرياح اللذان يتوفران بكثرة بالمدينة هما المصدر الأساسي لهذه الطاقة وليس استخدام هذه الطاقة المتجددة هو الهدف الوحيد بل حتى تطوير الأبحاث والدراسات لإيجاد الأفضل لمستقبل الطاقة والمياه.
وأيضا تطوير مستقبل التنقل ويشمل ذلك السيارات ذاتية القيادية وحتى الطائرات بدون طيار كذلك تطوير المطارات والموانئ البحرية سيكون كل ذلك في أعلى المستويات التي ستعتمدها نيوم أو التي سيتم تطويرها داخلها، وستشمل المدينة أيضا التقنيات الحيوية وهو مجال يعد من أسرع الصناعات نمواً في العالم وتقنيات مثل هندسة الجينات أصبحت تؤثر في مسارات مختلفة كالطب وانتاج الغذاء والصناعات الدوائية وهذه الصناعة العلمية التي تعتمد على الأبحاث ستكون من المجالات التي ستنافس بها نيوم مع أرقى ما توصل إليه العلم .
وفى مجال الغذاء سيكون أحد أهداف نيوم تطوير تقنيات في الزراعة سواء باستخدام مياه البحر أو الزراعة المائية أو الهوائية وحتى الصحراوية وكل ذلك عبر مركز عالمي لابتكار هذه التقنيات .
وفي مجال الصناعة التى دخلت مرحلة حاسمة من التطور ستقفز نيوم قفزة كبيرة فى هذا المجال مثل تطوير الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تسهل العملية الانتاجية والروبوتات التي تقوم بالكثير من الأعمال الصعبة أو الخطرة بدلاً من الإنسان سيكون غاية وأحد أهداف نيوم .
أيضا سيكون للإعلام مستقبل مختلف فى "نيوم" من حيث تقنياته ومحتواه الرقمى بدءا من التلفزيون وحتى السينما، وهناك جانب آخر مهم فى هذا المجال وهو صناعة ألعاب الفيديو التى زادت أهميتها خلال العقود الأخيرة وهذا المجال كذلك سيقع على عاتق المشاركين في نيوم الوصول به للقمة .
أيضا يعد "الترفيه" صناعة بحد ذاتها ولذلك ستعمل نيوم على تطوير الأنشطة والفعاليات الترفهية التي ستعيد استثمار الأموال بالداخل سواء كانت هذه الفعاليات رياضية أو ثقافية أو حتى بتطوير المنشأت التي ستحتضن هذه الفعاليات .
ولن تغفل "نيوم" مجال العلوم التقنية فمن الذكاء الصناعي باستخدام البرامج الحاسوبية لمحاكاة القدرة الذهنية للبشر وتقنيات الواقع المعزز او الافتراضي باستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة التي يتم ارتدائها كالنظارات والعدسات اللاصقة ومراكز البيانات التي تتكون من مراكز ضخمة مكونة من العديد من الخوادم الضخمة وأنترنت الأشياء وهو الجيل الجديد من شبكة الأنترنت وكذلك التجارة الالكترونية كل ذلك من العلوم التقنية ومستقبلها محور رئيسي من محاور مشروع نيوم .
أما مستقبل المعيشة فى تلك المدينة فسيكون على أعلى مستوى سواء المسكن سواء الخاص والفندقي والتعليم ومعايير السلامة والأمان للمواطنين والرعاية الصحية والمساحات الخضراء .
أفضل ما توصل إليه الانسان في مجال التقنية والمعرفة الأبحاث سيكون الهدف من نيوم وعليه فمن المرجو أن تصبح إحدى أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية وللوصول لذلك سيكون المحور التقني هو المحرك الأساسي للعمل في نيوم ولعل تواجد الروبوت صوفيا والرمزية في منحها الجنسية السعودية خلال مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أعلن عن نيوم خلالها كان ذلك أفضل دلالة من القائمين على نيوم أنه مشروع سيعتمد التقنية محورها ومحركها الأساسي.
فاستخدام الروبوتات فى المشروع سيشكل العامل الأساسي في نمو تعداد السكان في مدينة نيوم فهي ستقلل من استخدام الأيدي العاملة العادية في الأعمال الشاقة أو الروتينية بينما بالمقابل سيزيد عدد الكفاءات والمهارات في مختلف المجالات ذات الطابع الابداعي وسيتم استقطابها من أجل التفرغ للابتكار على تترك الأعمال غير الابداعية والمكررة أو الشاقة للروبوتات وذلك سيساهم بزيادة الدخل للأفراد الذي لن يجدوا منافسة بذلك من الآلات .
وكذلك فإن مدينة مثل نيوم ستكون أفضل نموذج للمدينة الذكية من حيث الإدارة فجميع الخدمات والإجراءات التي ستقوم بها إدارة المدينة ستكون خدمات ذكية عبر الأتمتة فكافة المعاملات سواء لناحية الاستثمار أو التصنيع وحتى في المنازعات القضائية ستكون إلكترونية أى أن الورق لن يستخدم فى هذه المجال، وذلك بالإضافة لأهميته التقنية، فإنه أمر مناسب جداً للبيئة والتنمية المستدامة.
وفي ذات المجال التقني ستعتمد المدينة على ما يسمى بالهواء الرقمى وهو الشبكات المجانية العامة للإنترنت، ففي نيوم لا يمكن لأحد أن يكون بعيداً عن الوصول للإنترنت، وكذلك سيكون هناك التعليم المجاني المستمر على الانترنت ومعايير جديدة في البناء للحصول على سكن خالي من الكربون ولا يمكن تجاهل تقنيات السلامة والأمن الذي ستستخدم أعلى التقنيات في هذا المجال من أجل يحصل القاطنين بالمدينة على أعلى نسبة آمان بالعالم.
من المنظور الاقتصادى فقط يصعب إعادة هيكلة مجتمع من المجتمعات، دون هيكلة ثقافية تُمثّل الحاضنة والظهير الداعم لهذا المسار التحديثى، ما يُعنى حاجة «نيوم» و«رؤية المملكة 2030» لسياق اجتماعى وثقافى منفتح، وظهير واعٍ يعزز هذه الرؤية ويدعم عملية إعادة إطلاق طاقات المملكة وأهدافها فى مسار آخر لم يغب ذلك عن ذهن ولى العهد السعودى، فبجانب النشأة الأسرية التى فتحت له بابا واسعا للقراءة والمعرفة بقدر أكثر انفتاحا من السياق الذى تسمح به بيئته المحيطة، يعى الشاب صاحب الرؤية التحديثية المغايرة أن الرهان على الثقافة واجب ضرورى لإنجاح رهانات الاقتصاد، ووفق هذه الرؤية لعب دورا مهما من موقعه السابق كمستشار لولى العهد الأمير سلمان، ثم موقعه كولى للعهد لاحقا، فى إحداث تغيرات جوهرية فى البنية المعرفية والثقافية للمجتمع السعودى، والتدرج فى هذه التغيرات بشكل لا يجرح القيم التقليدية للمجتمع وتوجهاته المحافظة، بغية إنتاج سياق تنويرى نابع من تفاعلات الآراء والتوجهات المكونة لمجموع الخريطة الاجتماعية، دون تغليب توجه على آخر، هذا الأمر أثمر حالة واضحة من الحراك والتطوّر داخل نسيج المجتمع السعودى خلال سنوات قليلة.