العالم بين النار والإعمار: من يعمر ومن يدمر؟ أيُّهما أصعب؟

news image

 

✍️ إعداد إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة BETH

١. مقدمة

في مسرح النزاعات الإقليمية والدولية، يختلط صوت الدمار بصدى هتافات البنيان، فتُطرح أسئلة كبرى: من يبني الأمل؟ ومن يزرع الخراب؟ ولماذاّتنتشر روح الكراهية إلى حدّ الرغبة في الهدم؟

 

٢. المنظور السياسي

الدول والقادة المعمّرون: بناء الدول يتطلّب قيادة حكيمة تُدرك قيمة المؤسسات، تُخطّط للاستقرار، وتستثمر في البنى التحتيّة. أمثلة: مشروعات تطوير المدن، ورؤية 2030 في السعودية، وإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

جيوش الهدم والظلال: على النقيض، يتمكّن “جنود الظلّ” – المأجورون أو المتطرّفون – من إشعال النار بسرعة، عبر الأيدي الخفية التي تخدم أجندات سياسية أو أيديولوجية، بعيدًا عن أي رؤية مستقبلية.

أيهما أصعب؟ المحافظة على تماسك المجتمع وإعادة بناء الثقة بعد أزمة تستنزف الموارد والشعور بالأمن، أم إيقاف آلة الهدم قبل أن تُطفئ الأمل؟

 

٣. البعد الاجتماعي

التكامل المعماري والثقافي: التعمير ينسج نسيجًا اجتماعيًا متماسكًا عبر مدارس ومستشفيات وأسواق ومتاحف تُعيد الحياة إلى أحياءٍ خربتها النزاعات.

الأفراد والأفكار الهدّامة: عقل واحد محمّل بالكراهية أو الدعاية المضللة يمكنه تحفيز عشرات المجندين للهدم، عبر استغلال الفقر والجهل وانعدام فرص العمل.

 

٤. الأثر الاقتصادي

تكلفة الإعمار: مشاريع البناء الكبرى تحتاج إلى مهندسين وخبراء وتقنيات وموارد مالية هائلة، وقد تستغرق سنوات لاستثمار كل ريعها.

ربح الهدم: أعمال التخريب أرخص بكثير؛ فحزمة من الأسلحة أو حتى حربة يدوية يمكنها إسقاط مبنى أو جسر تقلّب الحسابات المالية على رؤوس المتمردين.

 

٥. لماذا “يكرهوننا”؟

الحروب بالوكالة: تشويه صورة الدولة أو المجتمع عبر أذرع خارجية تريد إضعافه.

الفراغ الحضاري: غياب المشاريع التنموية يخلق شعورًا بالإقصاء، يستغله المتطرفون ويغرسون كراهية مؤذية.

الاستقطاب الإعلامي: الأخبار المفخخة والمزيفة تنشر الشائعات، فتأتي آلة الهدم الثقافي قبل المادي.

 

٦. الخلاصة

في مواجهة “جنود الظل” وسهولة الهدم، يبرز دور القادة والمجتمعات التي تختار الاستثمار بالإنسان والمكان. التحدي الحقيقي: تأمين بيئة ينتعش فيها البناء وعدم السماح لأي فكريٍ هدامٍ بإطفاء شعلة الأمل.

العالم بين النار والإعمار دعوة صادقة لـ:

تمكين العقول البانية بالعلم والتقنية والسياسات الحكيمة.

تحصين الذهن ضد دعايات الكراهية وسرعة التجنيد للهدم.

تعزيز التضامن الدولي لإعادة البناء بدل الانكفاء على نزاعٍ أعوأ.