روما تتأجل… وواشنطن تُصعّد

✍️ وكالة BETH – تحليل سياسي
تأجلت الجولة المقررة من المفاوضات الأميركية الإيرانية، التي كانت ستُعقد بعد غد السبت في روما، وفق ما أعلنه وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، الذي أرجع السبب إلى "ظروف لوجستية"، مؤكدًا أن الطرفين بصدد تحديد موعد بديل بالاتفاق المباشر.
لكن خلف الستار، تتصاعد حدة التوترات:
إيران تندد بـ"السلوك المتناقض"، وواشنطن تواصل قصف الحوثيين بضراوة، متوعدة طهران بعواقب دعمهم.
ففيما تسعى عُمان للتهدئة، تُكثف الولايات المتحدة غاراتها على مواقع حوثية منذ منتصف مارس، إذ استهدفت حتى الآن أكثر من ألف موقع، في رد على هجمات الحوثيين على سفن بالبحر الأحمر، تقول الجماعة إنها نُصرة لغزة.
وزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، صعّد النبرة محذرًا من أن دعم إيران للحوثيين لن يمر دون ثمن، بينما تصر طهران على أن الحوثيين "يتصرفون باستقلالية"، وتتهم واشنطن بالازدواجية وانعدام الجدية.
وقال المتحدث الإيراني إسماعيل بقائي إن “المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية تقع على الإدارة الأميركية”، في تصعيد لفظي يعكس انسداد قنوات الثقة، رغم محاولات الإحياء البطيئة لمسار الاتفاق النووي، الذي انسحب منه ترامب عام 2018، ويهدد اليوم بالمزيد ما لم يُبرم اتفاق جديد.
📊 تعليق BETH التحليلي:
تأجيل "روما" لا يبدو لوجستيًا فحسب، بل انعكاسًا لتراكم الشكوك، وتضارب الخطاب بين الحرب والدبلوماسية.
بينما تراهن طهران على الوقت والمقاومة، تراهن واشنطن على الضغط والإنهاك.
والسؤال الجوهري الآن:
هل باتت طاولة المفاوضات مجرّد ستار دخاني فوق ساحة الصراع؟… أم أن في الأفق صفقة تحت النار؟