معاداة السامية… الحيلة التي انطلت على العالم

news image

✍️ تحليل – وكالة BETH

 

حين تتحول الكلمات إلى أسلحة، تصبح اللغة نفسها ساحة معركة…
وهذا ما حدث تمامًا مع مصطلح "معاداة السامية".
مصطلحٌ خُلق في أوروبا لتبرير كراهية اليهود… ثم أُعيد تدويره ليصبح سيفًا رقابيًا ضد كل من يقترب من نقد إسرائيل أو يفضح ممارساتها.

 

📌 من هم الساميون أصلًا؟

السامية مصطلح لغوي – إثني، لا ديني ولا عِرقي صرف.
اشتُقّ من "سام بن نوح" ،  ويشمل الشعوب التي تحدثت اللغات السامية:

العرب

العبريون (اليهود القدامى)

الآشوريون، الكنعانيون، الفينيقيون، الأكديون، الآراميون، الأحباش...

🔎 الخلاصة:
العرب ليسوا فقط ساميين، بل يمثلون الأغلبية السامية الحيّة في هذا العصر، بحكم الامتداد اللغوي والحضاري.

فكيف يُتّهم العربي اليوم بمعاداة السامية… وهو أحد أعمدتها الأصلية؟

 

🔍 كيف نشأ المصطلح؟ وكيف تم توظيفه؟

ظهر مصطلح "معاداة السامية" (Antisemitism) عام 1879 على يد المفكر الألماني فيلهلم مار، في سياق معاداة اليهود الأوروبيين.

لكن المصطلح تطوّر ليصبح أداة حماية مطلقة لإسرائيل، يُستخدم لتجريم أي نقد سياسي أو حقوقي:

أي انتقاد للاحتلال = "معاداة للسامية"

أي تضامن مع فلسطين = "تحريض"، أو دعم "للا ساميين"

أي مراجعة للهولوكوست = جريمة فكرية يُعاقب عليها القانون في أوروبا

🔻 هكذا تحوّل المصطلح من توصيف لحالة عنصرية، إلى فيتو أخلاقي عالمي يكتم الصوت، ويُقصي المفكر، ويُعاقب من يتساءل.

 

🎭 لماذا يخاف الغربيون من التهمة؟

1️⃣ عُقدة الذنب

الغرب هو من اضطهد اليهود على مر العصور.
ولذا، يشعر بذنب جماعي… تتقنه إسرائيل في الاستغلال.

2️⃣ الابتزاز الأخلاقي – الإعلامي

المنصات الكبرى، لوبيات الضغط، الشبكات الإعلامية الغربية…
جميعها تعيد صياغة الهجوم على إسرائيل كـ"هجوم على القيم الغربية".

3️⃣ تحالفات استراتيجية

إسرائيل تُقدَّم في الخطاب الغربي كجزء من “المنظومة الحضارية الغربية”.
ومن ينتقدها، يُصوّر كأنه يهاجم “المشروع الغربي بأكمله”.

 

⚠️ ماذا يحدث بعد الاتهام بمعاداة السامية؟

وصم دائم: المتهم يُصبح هدفًا للتشهير، ولو كان يهوديًا مناهضًا للصهيونية

إقصاء مؤسسي: يُلغى من المؤتمرات، الجامعات، والبرامج

تأهيل قسري: يُجبر على الاعتذار العلني، ودفع كلفة "رمزية" لصالح منظمات صهيونية

رقابة شاملة: القانون في فرنسا وألمانيا مثلاً يُعاقب على مجرد “إعادة النظر” في أرقام الهولوكوست

 

🧨 BETH تُحلل:

"معاداة السامية" لم تعد تعني كراهية اليهود… بل تحوّلت إلى حيلة دولية لإسكات أي نقد لإسرائيل.
الغرب غسل يديه من ماضيه… عبر منح إسرائيل حصانة مطلقة،
ثم أعاد توجيه الاتهام إلى العالم العربي… الضحية الجديدة.

 

🎯 والسؤال الصادم:

إذا كانت تهمة "معاداة السامية" تُستخدم لإقصاء العرب،
أليس هذا بحد ذاته معاداة سامية… لكن ضد الساميين الحقيقيين؟

 

موضوع ذو صلة

الإيديولوجيا التدميرية والتوسعية