🔹 إعداد وتحليل: إدارة الإعلام الاستراتيجي – وكالة BETH

في خطوة تُظهر مرونة استراتيجية وتحركًا محسوبًا، عقدت الدول الثماني الأعضاء في مجموعة "أوبك بلس"، والتي تضم السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، وعمان، اجتماعًا افتراضيًا في 3 أبريل 2025 لمراجعة أوضاع السوق النفطية العالمية واتخاذ قرار بشأن تعديل مستويات الإنتاج.

⛽ من التجميد إلى التدرّج: قراءة في القرار

استنادًا إلى اتفاق 5 ديسمبر 2024، والذي أُعيد التأكيد عليه في 3 مارس 2025، تقرر بدء العودة التدريجية لتعديلات الإنتاج التطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، وذلك اعتبارًا من أبريل الجاري.

إلا أن المفاجأة كانت في تسريع وتيرة الزيادة لشهر مايو 2025، حيث قررت الدول تنفيذ زيادة إنتاجية قدرها 411 ألف برميل يوميًا، تعادل ثلاث زيادات مجمعة:
✔️ زيادة شهر مايو،
✔️ + زيادتين مقدمتين من أشهر لاحقة،
وهو ما يعكس حرص المجموعة على التفاعل مع مستجدات السوق، دون الإخلال بهدف استقرار الأسعار.

🔁 مرونة وتحديث مستمر

هذا القرار لا يعني الإلزام المطلق، فقد أكدت الدول أن هذه الزيادات "قابلة للتعديل أو الإيقاف المؤقت" إذا دعت حاجة السوق لذلك، في إشارة إلى سياسة الباب المفتوح للتعديل الديناميكي، وهو ما يُبرز عمق التنسيق بين الدول الأعضاء.

🔧 مسار التعويض: التزامات لا تُنسى

جدّدت الدول التزامها بخطط "التعويض الكامل" عن كميات الإنتاج الزائدة منذ يناير 2024، وستقوم كل دولة بتقديم خطة مفصّلة إلى أمانة أوبك بحلول 15 أبريل 2025، على أن تُنشر هذه الخطط علنًا.

🗓️ القادم: اجتماع إنتاجي جديد

تم تحديد اجتماع في 5 مايو 2025 لمتابعة مستويات الامتثال والتعويض، وتحديد مستويات الإنتاج الخاصة بشهر يونيو، مع الإبقاء على الاجتماعات الشهرية كأداة رقابية وتحليلية مستمرة لتطورات السوق.

🧠 تحليل BETH:

التحول السلس والمدروس في زيادة الإنتاج يعكس إدراكًا عميقًا للتوازن الحرج بين العرض والطلب، وسط تقلبات جيوسياسية وتجارية.

تقديم زيادتين مقدّمتين يوحي بتوقعات بتراجع مؤقت في الأسعار، ورغبة في امتصاص هذا الأثر دون تصعيد مفرط.

نشر خطط التعويض للعلن يمنح الشفافية والموثوقية، ويرفع من مصداقية أوبك بلس في أعين الأسواق العالمية.

📌 الرسالة غير المعلنة:
التحكم بسوق النفط لم يعد فقط لعبة أرقام، بل سياسة توازن دقيق بين الشفافية والمرونة… والسر في التفاصيل.