هل تُدار الحروب بذكاء... أم بغباء ساحق (ماحق)؟

news image

✍️   إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

 

في عالم يزعم التقدم والعقلانية، تبدو الحروب في منطقتنا كأنها مزيج عجيب من التخطيط الجهنمي والغباء الفادح.
هل يُعقل أن تُدار حرب اليمن بميزانية دول، وتُخاض ضد "قط ضعيف هالك"؟
هل من العقل أن تُقصف غزة كل بضعة أشهر، ثم نعود إلى المفاوضات بوسيط يكرر نفس الخطة التي فشلت عشر مرات من قبل؟

أم أن اللعبة كلها أكبر من العقول المحلية… وأصغر من أن توصف بالذكاء؟

 

🎭 العبث الاستراتيجي: حين يتباهى القوي بعضلاته أمام الضعفاء

الولايات المتحدة تُظهر عضلاتها في كل مرة ، في اللحظات الأزموية الأخيرة، لا لأنها تريد الحرب، بل لأنها لا تتحمل أن يظهر أحد "ليحكّ أنفها".

الحوثي يعلم أنه أضعف من بايسون مدجج بالتكنولوجيا، لكنه يواصل التحدي… لا لأنه قوي، بل لأنه خاسر بلا خيارات!.

هنا المفارقة: القوي يلعب لأنه يستطيع، والضعيف يلعب لأنه لا يملك شيئًا يخسره.

 

🎭 وساطة مصر… سياسة أم بروباغندا؟

حين تفشل الوساطة تلو الوساطة، هل نلوم تعنّت إسرائيل؟ أم ضعف الخطة؟ أم وهم "الوسيط العاطفي"؟

هل مصر لا تفهم إسرائيل بعد 40 عامًا من السلام؟

أم أنها تفهم جيدًا… لكنها تلعب دورًا وظيفيًا مطلوبًا؟

أم أن العرب يعيشون وهم “التاريخ” أكثر مما يصنعون الواقع؟

 

🧩 العالم مبعثر… لكنّ العبث ليس بريئًا

في هذا العالم المقلوب:

القوي يعبث، ولا يُحاسب.

الضعيف يُطلب منه أن يتحمل... أو يموت بصمت.

المنظمات الدولية تحصي الجثث، ثم تكتب تقارير تحفظها في الأدراج.

والكل يتحدث عن "السلام"... بينما يشحن الأسلحة، ويبيع الوقود، ويؤسس القواعد.

 

فما الحل؟

ليس سؤالًا فلسفيًا، بل وجوديًا.

✅ الحل ليس في تكرار دور الوسيط الذي لا يُستشار.

✅ ولا في التحالف مع القوي على حساب الحقيقة.

✅ ولا في عسكرة الإعلام وتسويق الهزيمة كصمود.

بل في تأسيس مشروع استراتيجي عربي جديد:

يملك قرار الردع وخطة السلام.

يُقيم تحالفات متوازنة شرقًا وغربًا.

يصنع إعلامًا لا يجمّل الفشل بل يكشفه بجرأة.

يبني وعيًا عامًا بأننا في عصر تُصنع فيه الهيمنة من سرد، لا من مدفع فقط.

 

💡 ختامًا:

الحروب تُدار أحيانًا بذكاء إبليسي، وأحيانًا بغباء بشري.
لكن الأخطر... حين تُترك "بلا عقل" أصلاً.