"شارع الأعشى".. دراما بين التشويق والجدل!

news image

 

رصد وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

مسلسل "شارع الأعشى" هو دراما سعودية عُرضت خلال شهر رمضان 2025 على قناة MBC1 ومنصة "شاهد". المسلسل مستوحى من رواية الكاتبة بدرية البشر التي تحمل نفس الاسم، وتدور أحداثه في منتصف السبعينيات داخل حارة شعبية في الرياض، حيث تركز القصة على ثلاث فتيات: عزيزة، وضحى، وعطوة، يسعين لتحقيق أحلامهن في مجتمع محافظ تحكمه التقاليد.​

 

الآراء المتباينة حول المسلسل:

المشاهدون المستمتعون: يرى بعض المشاهدين، خاصة من غير السعوديين، أن المسلسل يقدم نظرة جذابة ومؤثرة عن المجتمع السعودي في تلك الحقبة، مما يزيد من فهمهم للثقافة والتاريخ السعودي.​

المنتقدون للمبالغات: يشير بعض النقاد إلى وجود مبالغات ومشاهد غير واقعية لا تعكس بدقة المجتمع السعودي في السبعينيات، مما قد يؤثر على مصداقية العمل.​

المؤيدون للدراما الفنية: يعتقد فريق آخر أن المبالغات جزء من الدراما الفنية، حيث تُستخدم لإبراز المشاعر وتضخيم الأحداث لجذب انتباه المشاهدين.​

 

تحليل المسلسل:

"شارع الأعشى" يُعتبر خطوة جريئة في الدراما السعودية، حيث يتناول فترة زمنية حساسة ويعرض التحديات التي واجهتها النساء في مجتمع محافظ. المسلسل يسلط الضوء على قضايا مثل الحرية الشخصية، الطموح، والصراع بين التقاليد والتحديث. بالإضافة إلى ذلك، يعكس العمل التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع السعودي .

 

الأهداف المحتملة للمسلسل:

إلى جانب الترفيه، يسعى المسلسل إلى:​

توثيق التاريخ: تقديم صورة عن الحياة في السبعينيات، مما يساعد الأجيال الجديدة على فهم تاريخهم وتراثهم.​

نقد اجتماعي: تسليط الضوء على التحديات التي واجهتها النساء في تلك الفترة، مما يفتح باب النقاش حول التطور الاجتماعي.​

تعزيز الهوية الثقافية: إبراز الثقافة السعودية وعاداتها وتقاليدها، مما يعزز من شعور الفخر والهوية الوطنية.​

 

المبالغة .. بين التشويق والتشويه

المبالغة لأجل التشويق: سلاح ذو حدين

المبالغة الدرامية مقبولة إلى حد ما، فهي جزء أساسي من أي عمل فني، خاصة في المسلسلات التي تهدف إلى شد انتباه الجمهور. لكن هناك فرق بين المبالغة التي تعزز القصة وتضيف إلى التشويق، وبين المبالغة التي تشوه الواقع أو تغير الحقائق لصالح رسالة معينة.

✔️ إيجابيات المبالغة المقبولة:

تضخيم الأحداث والمواقف لجذب انتباه المشاهدين.

إضافة بُعد درامي يجعل القصة أكثر إثارة وتشويقًا.

مساعدة الجمهور غير المطلع على فهم سياق الحياة في ذلك الزمن.

🚨 لكن عندما تتحول المبالغة إلى أداة تحريف، تصبح إشكالية:

 

إذا تم تقديم حالات فردية (تمرد النساء في السبعينيات مثلًا) على أنها "ظاهرة" عامة، فهذا يخلق تصورًا غير دقيق عن المجتمع السعودي في تلك الفترة.

المشاهد غير المطلع قد يعتقد أن هناك "ثورة نسائية" في السبعينيات ضد العادات والتقاليد، بينما الواقع كان أكثر تعقيدًا ومرتبطًا بتغيرات اجتماعية متزة حدثت لاحقًا.

 

التشويه المقصود أو غير المقصود؟

هناك دائمًا شعرة فاصلة بين تقديم الواقع بنكهة درامية وبين رسم صورة مشوهة عن مجتمع ما.

❌ إذا كانت المشاهد المختارة تصور المجتمع وكأنه كان يعيش في قمع تام، وأن كل امرأة كانت تعاني، فهذا فيه مبالغة قد تؤدي إلى انطباع مشوه.

❌ إذا تم التركيز فقط على تمرد النساء على العادات دون عرض جوانب أخرى مثل الدور الإيجابي للأسرة والمجتمع، فهذا يوجه رسالة غير متوازنة.

✔️ أما إذا كان هناك عرض للحياة الاجتماعية بمختلف أوجهها (المحافظة، المنفتحة، الريفية، الحضرية)، فالمسلسل يكون أكثر موضوعية.

 

السؤال الأهم: هل المسلسل يقدم رسالة محددة؟

إذا كان الغرض من المسلسل إبراز صراع المرأة في الماضي دون مبالغة، فهو مشروع ومقبول دراميًا.

لكن إذا كان الهدف تقديم صورة نمطية على أن كل امرأة في السبعينيات كانت تتمنى "كسر القيود"، فهذا قد يكون موجهًا ويحتاج إلى نظرة نقدية أكثر حذرًا.

💡 الخلاصة:

المبالغة ضرورية في الدراما، لكنها تصبح مشكلة إذا تحولت إلى تحريف للواقع أو تقديم صورة نمطية غير متوازنة عن المجتمع. مسلسل "شارع الأعشى" قد يكون مزيجًا من الاثنين، ولذلك يحتاج إلى تحليل نقدي دقيق لمعرفة إلى أي درجة كان منصفًا في تمثيل تلك الفترة.

 

هل MBC تقدم محتوى مؤثر أم مجرد ترفيه؟

🔹 الإجابة تعتمد على منظور المشاهد:

هناك برامج تحمل قيمة معرفية مثل سين ..

وهناك برامج تعتمد على الكوميديا  الإجتماعية المقبولة ، مثل يوميات رجل عانس، وجاك العلم، وبرامج  للتسلية مثل واي فاي ورامز.

🔹 MBC  القناة لا تسعى لتقديم محتوى نخبوي، بل تستهدف الشريحة الأوسع من الجمهور، وهذا يفسر تنوع المحتوى بين الجاد وغير الجاد والساخر والمفيد.

 

  النتيجة:

✅ القناة ذكية في تنويع محتواها لضمان بقاء الجمهور مرتبطًا بها، لكنها بحاجة إلى توازن أكبر بين الترفيه والمحتوى الهادف، كي لا تصبح مجرد منصة للضحك دون تأثير حقيقي على الوعي العام.

 

القناة نجحت في صناعة الجدل  حول  “ شارع الأعشى ” وحقق   المسلسل نسبة مشاهدة عالية

: لكن السؤال :

🔹 هل تعني المشاهدة العالية أن المسلسل سيترك أثرًا دائمًا؟

🔹 أم أنها مجرد "فورة جدلية" ستنتهي مع انتهاء الحلقات؟

 

📌 تحليل التأثير المحتمل:

✅ التأثير اللحظي:

الجدل الدائر حول المبالغات في تصوير المجتمع السعودي قد يستمر لفترة قصيرة على وسائل التواصل.

هناك انقسام بين جمهور مستمتع بالقصة وجودة الإنتاج، وبين آخر يرى أن المسلسل يضخم قضايا فردية وكأنها ظاهرة عامة.

✅ التأثير البعيد المدى:

إذا كان للمسلسل رسالة خفية أو توجه معين، فقد يساهم في تشكيل صورة معينة عن تلك الفترة الزمنية، خصوصًا لدى الأجيال الشابة التي لم تعشها.

الأعمال الدرامية التي تعكس واقعًا مشوهًا قد تخلق "إرثًا زائفًا" يرسخ لدى المشاهد العادي.

 

❗ هل مجرد الجدل كافٍ لجعل المسلسل مؤثرًا؟

ليس بالضرورة.

✔️ بعض الأعمال تحظى بجدل كبير لحظة عرضها، لكنها تُنسى بسرعة.

✔️ وأعمال أخرى قد لا تحقق مشاهدات ضخمة لكنها تترك بصمة دائمة بسبب قوتها الفنية والموضوعية.

 

🎭 الخلاصة:

قد يحقق "شارع الأعشى" نجاحًا جماهيريًا على المدى القصير بسبب الجدل والإثارة، لكن التأثير الحقيقي يعتمد على:

1️⃣ مدى واقعية الطرح ومدى تصديقه من قبل الجمهور.

2️⃣ الطريقة التي سيستذكر بها النقاد والمجتمع العمل بعد سنوات.

3️⃣ ما إذا كان مجرد ترند لحظي أم مرجع درامي موثوق.

 

 سؤال مفتوح:

هل سيصبح "شارع الأعشى" نموذجًا حقيقيًا يُستشهد به عن تلك الحقبة، أم أنه مجرد زوبعة ستتلاشى مع ظهور عمل درامي آخر؟

 

هل يمكن استخدام المسلسلات لقياس درجة وعي الجمهور؟

📌 الإجابة :

✅ نعم، لكن بشروط ومعايير دقيقة.

✅ المسلسلات يمكن أن تكشف طبيعة اهتمامات الجمهور ومستوى وعيه، لكنها ليست المقياس الوحيد.

 

🔹 كيف يمكن قياس الوعي من خلال المسلسلات؟

1️⃣ تحليل نوعية التفاعل مع المسلسل

هل يناقش الجمهور القضايا المطروحة بعقلانية؟

أم ينجرف مع العاطفة والجدل دون تحليل منطقي؟

هل يميز الجمهور بين الحقيقة والدراما أم يصدق كل ما يُعرض على الشاشة؟

2️⃣ مستوى النقد الموجه للعمل

هل يركز الجمهور على القصة والأداء والإخراج؟

أم يتأثر فقط بالإثارة والجدل دون التحقق من الحقائق؟

هل هناك وعي بالتضخيم والمبالغة أم يتم تبني الأحداث كحقائق تاريخية؟

3️⃣ مدى استيعاب الجمهور للرسائل المخفية

بعض المسلسلات تحمل رسائل خفية (ثقافية، سياسية، اجتماعية)، هل يكتشفها الجمهور؟

أم تمر مرور الكرام ويتم استهلاك العمل فقط للترفيه؟

4️⃣ قدرة الجمهور على التفريق بين الواقع والدراما

هل يدرك الجمهور أن الدراما ليست توثيقًا تاريخيًا؟

أم أنه يتعامل مع المسلسل كأنه "مرجع حقيقي"؟

📌 إذن، هل المسلسلات أداة دقيقة لقياس الوعي؟

  ليست مقياسًا دقيقًا، لكنها مؤشر قوي على توجهات المجتمع وكيفية تفاعله مع القضايا المطروحة.

  يمكن استخدامها كأحد الأدوات جنبًا إلى جنب مع دراسات أخرى مثل تحليل وسائل التواصل، اتجاهات القراءة، والإعلام التفاعلي.

🎭 السؤال الأهم - مفتوح:

  هل تساهم المسلسلات في رفع وعي الجمهور، أم أنها يكرس بعض الجهل عبر الإثارة والمبالغات؟ وكيف  يمكن للإعلام العربي إنتاج دراما تُحاكي الواقع بدون تضخيم أو تشويه؟