صنع القادة في هذا الزمان؟ تحليل استراتيجي لتطور السلطة في العالم

news image

 

مقدمة

قرر فريق العمل في إدارة الإعلام الاستراتيجي بوكالة بث أن يكون هذا التقرير مختلفًا في تحليله، حيث جاء نتاج عصف ذهني متنوع، يناقش محاور الحاضر ويربطها بشواهد تاريخية، ليكشف كيف تتشكل السلطة في العالم، ومن يختار القادة، ولماذا يصل بعضهم إلى الحكم رغم أنهم لا يستحقونه؟

كيف يصل القادة غير الأكفاء إلى السلطة؟

هناك ثلاث طرق رئيسية يصل بها القادة إلى الحكم:

الاختيار الشعبي (الديمقراطية): يفترض أن الديمقراطية تُنتج قادة أكفاء، لكن هذا لا يحدث دائمًا، بل العكس أحيانًا. الشعوب لا تختار دائمًا الأفضل، بل من يجيد التلاعب بمشاعرها عبر الإعلام الموجه والمال السياسي والاستقطاب الأيديولوجي، مما يؤدي إلى وصول "شعبويين" يجيدون دغدغة العواطف أكثر من امتلاك رؤية للمستقبل.

الانقلابات والقوة العسكرية: القادة الذين يصلون للحكم عبر القوة غالبًا يكونون مهووسين بالسيطرة لا بالإصلاح. التاريخ مليء بانقلابات أطاحت بحكماء وأتت بمتهورين لا يفكرون إلا في البقاء في السلطة بأي ثمن، مما يؤدي إلى تراجع التنمية لأنهم يصبحون "حراسًا للسلطة" بدل أن يكونوا "بنّائين للأوطان".

الوراثة والأنظمة الملكية: الأنظمة الوراثية تنتج نوعين من القادة: حكماء يتم إعدادهم منذ الصغر لتحمل المسؤولية، أو  دون مؤهلات حقيقية سوى أن دماءهم زرقاء، مما يؤدي إلى  انهيار تدريجي.

لماذا تزايدت نسبة القادة المتهورين  بالعالم في العصر الحديث؟

الإعلام وحكم الصورة: القائد القوي إعلاميًا قد يكون ضعيفًا في الإدارة، لكنه يصل للسلطة لأن الشعب يحكم عليه بالمظهر لا بالكفاءة.

سرعة العصر وغياب القادة ذوي الرؤية: المتهورون يتخذون قرارات سريعة ويدّعون أنهم "حاسمون"، مما يجعلهم يبدون أقوياء، لكن هذه القرارات غالبًا ما تكون كارثية.

المصالح الدولية ولوبيات النفوذ: قوى خفية مثل الشركات العملاقة والجماعات الضاغطة تساهم في صناعة القادة الذين يخدمون مصالحها، مما يجعل بعض الدول تُدار من خلف الستار.

هل الحضارات التي يحكمها متهورون محكوم عليها بالزوال؟

✅ نعم، بدون شك! فلا توجد حضارة عاشت طويلًا بقيادة الجهلة والمتهورين.

📌 أمثلة تاريخية:

روما: صعدت كمؤسسات قوية لكنها انهارت بالفساد والترف.

الأندلس: كانت منارة علمية، لكنها سقطت عندما سيطر الطامعون والمنغمسون في الترف.

الاتحاد السوفيتي: رغم قوته العسكرية، انهار بسبب السياسات العدائية وقلة الأصدقاء.

كيف يمكن إنقاذ العالم من سيطرة الجهلة؟

🔹 لا يمكن تغيير القادة بسهولة، لكن يمكن تغيير وعي الشعوب عبر:

إعلام حقيقي يكشف الحقيقة بدل الترويج للأكاذيب.

تعليم قوي يصنع مواطنين يفهمون السياسة ولا يتم التلاعب بهم بسهولة.

اقتصاد متين يجعل الدول قوية من الداخل فلا تحتاج إلى قادة مقامرين بمصيرها.

هل الديمقراطية اليوم حقيقية أم مجرد وهم؟

📌 نظريًا: الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه. 

عمليًا: أصبحت أداة للتلاعب بالجماهير عبر الإعلام والمال السياسي.

🎭 كيف تتوافق الديمقراطية مع دغدغة الشعب دون امتلاك رؤية؟

الانتخابات ليست عقلانية بالكامل، إذ يتأثر الناخبون بالعاطفة أكثر من البرامج السياسية.

الإعلام يوجه الرأي العام لاختيار مرشحين معينين بناءً على أجندات وليس حقائق.

المال السياسي يجعل القادة المنتخبين "مدينين" لمموليهم أكثر من كونهم ممثلين لشعوبهم.

✅ الحل؟ إصلاح الإعلام، زيادة وعي الشعوب، وتحجيم دور المال السياسي.

هل الديمقراطية في الغرب حقيقية والشعوب متعلمة؟

📌 الديمقراطية في أوروبا قائمة على أنظمة تمثيلية، لكن هل تحكم الشعوب فعليًا؟ ليس بالضرورة، لأن النخب السياسية والاقتصادية تتحكم في المشهد.

أقرب السيناريوهات للواقع: "ديمقراطية مزيفة والشعوب متعلمة وفاهمة اللعبة." حيث تفهم الشعوب أن الخيارات محددة مسبقًا، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالأحزاب التقليدية وصعود التيارات الشعبوية.

الديمقراطية: وسيلة أم غاية؟

🎯 الديمقراطية ليست هدفًا، بل وسيلة لتحقيق الأمن، العدالة، والرخاء. إذا لم تحقق ذلك، تصبح بلا معنى، حتى لو كان هناك "صندوق اقتراع".

كيف يمكن للدول الإسلامية تقديم نموذج عادل بديل عن الديمقراطية الغربية؟

✅ الإسلام لا يفرض نفسه بالقوة، بل ينتشر بالمعاملة، الصدق، والعدل. 

✅ لا بد من بناء نموذج عملي قوي قبل الترويج الإعلامي. 

✅ الإعلام يجب أن يكون عالميًا، يخاطب الغرب بلغته، لا بلغة داخلية لا يفهمها. 

✅ الإسلام دين بناء وليس غزو، حيث نشرت التجارة قيم الإسلام أكثر من الجيوش.

📌 مثال تاريخي: دخول المسلمين للأندلس لم يكن غزوًا بل فتحًا حضاريًا، حيث لم يُجبر المسيحيون على تغيير دينهم، وعاشوا بسلام.

كيف نعيد كتابة القصة للعالم بطريقة يفهمها الجميع؟

مخاطبة الشعوب بلغتها، وليس بلغتنا نحن.

استخدام الإعلام الذكي بدل الإعلام العاطفي.

بناء الجسور لا الجدران، وتعزيز الحوار مع المثقفين الغربيين.

كشف القوى التي تصنع العداء بدلًا من لوم الشعوب.

🎯 الخلاصة: 📌 العالم لا يُدار وفق مبدأ العدل، بل وفق مبدأ "المصلحة والقوة". 

📌 هناك قوى تستفيد من إبقاء الشعوب في صراعات. 

📌 نحتاج إلى إعلام ذكي، خطاب عقلاني، وتحالفات استراتيجية لكشف الحقيقة.

🚀 السؤال الأهم الآن: كيف نبدأ تنفيذ هذه الاستراتيجية، ومن يمكنه قيادتها؟