إيران على صفيح ساخن.. العرش يهتز فمن يحكم غدًا؟

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
تشهد الساحة السياسية الإيرانية في الأيام الأخيرة تصاعدًا في التوترات والصراعات الداخلية بين المتطرفين وحكومة مسعود بزشكيان وقادة السلطات الثلاث. الهجمات الشرسة التي يشنها المتطرفون على الحكومة، ومحاولاتهم تصفية الحسابات السياسية، إلى جانب الضغوط الإعلامية والجدل المحيط باستقالة محمد جواد ظريف، تكشف عن عمق الأزمة التي تعصف ببنية السلطة في النظام.
صحف إيرانية تكشف حجم الصراع والانقسامات الداخلية
1. "الاتمتاد": "مسرحية مغرضة باسم الثورة"
وصفت الصحيفة تصرفات المتطرفين بأنها مسرحية تهدف للحفاظ على مصالح فئوية ضيقة، مشيرةً إلى أنهم يسعون لزعزعة استقرار حكومة بزشكيان.
📌 اقتباس: "التطرف الذي يُمارس باسم الثورة ليس سوى مسرحية سوداء للسيطرة على السلطة."
2. "آرمان ملي": "المتطرفون ضد الحكومة والسلطة"
تناولت الصحيفة الضغوط الأخيرة، معتبرةً أنها ليست للإصلاح، بل لإضعاف الحكومة والقضاء على المنافسين السياسيين. كما أشارت إلى تفكك الوحدة داخل النظام.
📌 اقتباس: "المتطرفون لم يعودوا يتصارعون مع الحكومة فقط، بل مع هيكل السلطة بأكمله."
3. "همميهن": "خفايا رحيل ظريف"
رأت الصحيفة أن استقالة ظريف جاءت تحت ضغوط المتطرفين والخلافات الداخلية، مما يشكل ضربة قوية لحكومة بزشكيان.
📌 اقتباس: "رحيل ظريف لم يكن خياره، بل فرضه المتطرفون الذين لم يريدوا صوته مسموعًا."
4. "كيهان": "اتهام الحكومة بالتواطؤ مع الغرب"
هاجمت الصحيفة حكومة بزشكيان، متهمةً إياها بالضعف والتقارب مع الغرب، مستخدمةً مثال زيلينسكي في أوكرانيا لتشويه سياساتها.
📌 اقتباس: "زيلينسكي أثبت أن الثقة بالغرب لا تجلب سوى خيانة الوطن."
5. "خراسان": "الضغط الإعلامي جزء من صراع السلطة"
أكدت الصحيفة أن الضغوط الإعلامية التي تمارسها الفصائل المختلفة تهدف لإضعاف الحكومة لصالح مكاسب أكبر.
📌 اقتباس: "هذه الضغوط ليست لأجل الشعب، بل لاقتسام السلطة."
6. "جوان": "وسائل الإعلام المعارضة تسعى للفوضى"
اتهمت الصحيفة بعض وسائل الإعلام بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، ووصفتها بأنها أدوات للغرب.
📌 اقتباس: "هذه الوسائل لا تسعى للوحدة، بل للفرقة وإثارة الفوضى."
الخلاصة:
تكشف الصحف الإيرانية عن صراع سلطة محتدم داخل النظام الإيراني، حيث يسعى المتطرفون عبر مسرحيات سوداء باسم الثورة للقضاء على منافسيهم وتقويض حكومة بزشكيان.
استقالة ظريف
الهجمات على المسؤولين الحكوميين
النزاع مع قادة السلطات
كلها علامات على أزمة هيكلية عميقة أوقعت النظام في مأزق تاريخي. المتطرفون، بضغوطهم الإعلامية واتهاماتهم بالتواطؤ مع الغرب، يحاولون تدمير الحكومة، لكنهم عاجزون عن مواجهة الفساد المتفشي وفشلهم السابق.
داخليًا، يواجه النظام استياءً شعبيًا متصاعدًا وفسادًا متجذرًا، وخارجيًا، يعاني من عزلة دولية وفشل دبلوماسي، مما يضع ولاية الفقيه في مأزق لا مخرج منه.
قد يتمكن المتطرفون من البقاء في السلطة مؤقتًا عبر القمع والدعاية، لكن هذا النهج يزيد غضب الشعب ويهز النظام أكثر من أي وقت مضى.
🔍 تحليل مركز: أين يتجه النظام الإيراني؟
1️⃣ انهيار الوحدة داخل النظام:
الصراعات بين الفصائل لم تعد تقتصر على المتشددين ضد الإصلاحيين، بل امتدت لتشمل نزاعات داخل معسكر المتطرفين أنفسهم. هذا الانقسام يجعل النظام أكثر هشاشة.
2️⃣ فشل السيطرة على الحكومة:
المتشددون لا يسيطرون بالكامل على حكومة بزشكيان، لذلك يحاولون تدميرها إعلاميًا وسياسيًا، لكن ذلك يعكس ضعفهم أكثر من قوتهم.
3️⃣ فقدان الاستراتيجية الواضحة:
لا يوجد حل اقتصادي للخروج من الأزمة.
لا توجد استراتيجية سياسية لاستعادة شرعية النظام.
لا توجد خطة دولية لتخفيف العزلة.
4️⃣ تصاعد السخط الشعبي:
استياء شعبي متزايد بسبب تدهور الاقتصاد.
قمع داخلي غير قادر على تهدئة الأوضاع.
زيادة الهجرة والنفور من النظام بين الشباب الإيراني.
🔴 الخلاصة:
النظام الإيراني ليس على وشك السقوط ، فمن الواضح أنه يعاني من تصدع داخلي عميق يجعله أضعف من أي وقت مضى.
✍🏼 المستقبل القريب:
إما أن يعزز المتطرفون قبضتهم عبر قمع أكبر.
أو أن يستمر الصراع الداخلي حتى يصل إلى نقطة الانهيار.
وفي كلا الحالتين، ولاية الفقيه باتت أمام أصعب اختبار وجودي منذ عقود.
🔍 تفسير وتحليل: هل فقد خامنئي السيطرة على الإعلام؟
المعلومات الواردة في التقرير تشير إلى أن الصحافة داخل إيران باتت أكثر جرأة في انتقاد المتطرفين، والمقصود بهم هنا المؤسسة الحاكمة بقيادة خامنئي وجماعة ولاية الفقيه. هذه نقطة مثيرة للجدل، خاصة أن الإعلام في إيران يخضع عادةً لرقابة صارمة من الأجهزة الأمنية، مما يثير التساؤلات التالية:
1️⃣ هل الصحافة في إيران أصبحت حرة فجأة؟
🔹 من غير المرجح أن يكون الإعلام الإيراني قد حصل على مساحة حرة للتعبير فجأة، لكن المؤكد أن حدة الصراع الداخلي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مما جعل بعض الصحف تتجرأ على انتقاد الأصوليين الموالين لخامنئي بطريقة لم تكن مألوفة من قبل.
🔹 هذا يشير إلى تفكك داخلي حاد، حيث لم يعد حتى خامنئي قادرًا على إخماد الخلافات الإعلامية بين الفصائل المتصارعة.
2️⃣ لماذا يسمح النظام بانتقاد المتطرفين (الأصوليين)؟
🔹 في الأنظمة السلطوية، عندما يشتد الصراع، تصبح بعض أدوات الرقابة أقل فاعلية، وقد تستغل الفصائل المتناحرة الإعلام كسلاح ضد بعضها البعض.
🔹 الصراع بين المتشددين والإصلاحيين بلغ ذروته، مما دفع الإعلام التابع للفريقين إلى كشف المستور بشكل غير مسبوق.
🔹 هذا لا يعني أن هناك حرية صحفية حقيقية، لكنه يكشف أن النظام نفسه منقسم من الداخل لدرجة تعجز معها أجهزته عن التحكم الكامل في الرسائل الإعلامية.
3️⃣ هل فقد خامنئي السيطرة؟
🔹 من الواضح أن سلطة خامنئي لم تعد مطلقة كما كانت، فحتى الصحف التي تعمل تحت رقابة الدولة تجرأت على طرح أسئلة وانتقادات تمس جوهر الحكم الديني في إيران.
🔹 ربما لا يزال خامنئي يملك السلطة العليا، لكنه لم يعد قادرًا على فرض الانضباط التام داخل النظام، مما يعني أن بنية السلطة نفسها بدأت تتفكك.
4️⃣ ما الذي يعنيه هذا لمستقبل النظام؟
🔹 لم يعد الصراع مجرد خلافات سياسية، بل أصبح معركة بقاء داخل النظام نفسه.
🔹 إذا استمرت الصحافة في التمرد على الخطوط الحمراء، فقد نرى تحركات قمعية ضد الإعلام نفسه في المستقبل القريب.
🔹 هذا الوضع يضع ولاية الفقيه في أزمة غير مسبوقة، حيث يجد خامنئي نفسه عالقًا بين فصيلين يتصارعان علنًا، وسط أزمة اقتصادية وشعبية متفاقمة.
🔴 الخلاصة:
ما يحدث الآن ليس مجرد انقسام سياسي، بل هو تفكك تدريجي لسلطة ولاية الفقيه. النظام الذي كان محكم السيطرة على الإعلام، أصبح عاجزًا عن ضبط الصراع الداخلي. هذه إشارة قوية على ضعف الدولة العميقة في إيران، وقد تكون مقدمة لاضطرابات أكبر، سواء داخل النظام أو في الشارع الإيراني.
لمزيد حول تطورات المشهد.. اقرأ أيضًا:

📌 على صعيد موازٍ.. المعارضة الإيرانية تتأهب لما هو قادم
في الوقت الذي يشهد فيه الداخل الإيراني صراعًا متصاعدًا على السلطة، تواصل المعارضة الإيرانية في أوروبا استعداداتها تحسبًا لما قد يحدث.
📍 آخر نشاطاتها: مساء الخميس 6 رمضان، الموافق 6 مارس 2025، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اجتماعًا في مقره الرئيسي بمنطقة أور سور أواز شمال باريس، تحت عنوان:
"رمضان شهر الأخوة والتسامح ضد ولاية الفقيه والتطرف"، حيث أقيم حفل إفطار مميز حضرته شخصيات عربية وإسلامية بارزة، وترأسته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية.
📍 الرسائل السياسية للحفل: رغم الطابع الاجتماعي الظاهر للحدث، لم يخلُ من توجيه رسائل سياسية وحشد الدعم للمعارضة.
💬 في كلمتها، قالت مريم رجوي عن النظام الإيراني:
🔹 "فقدان النظام لهيمنته في سوريا ولبنان أدى إلى تفكك استراتيجية تصدير الأزمات التي يعتمد عليها خامنئي، مما جعله أقرب إلى السقوط."
🔹 "الاضطرابات في الداخل الإيراني، الاقتصاد المحطم، والعزلة الدولية، كلها عوامل تحاصر النظام وتدفعه نحو نهايته."