الخارجية الأمريكية: جميع الإعفاءات الاقتصادية لإيران قيد المراجعة – ماذا يعني ذلك؟ .. تحليل

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس يوم الخميس إن الولايات المتحدة تراجع جميع الإعفاءات القائمة من العقوبات التي توفر لإيران أي درجة من الإغاثة الاقتصادية، وتحث الحكومة العراقية على التخلص من اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن.
وقالت الحكومة الأمريكية إنها تريد عزل إيران عن الاقتصاد العالمي والقضاء على عوائد صادراتها النفطية من أجل إبطاء تطوير إيران لسلاح نووي.
كان استئناف ترامب حملة “أقصى الضغوط” على إيران أحد أول أعماله بعد عودته إلى منصبه في أواخر يناير كانون الثاني.
وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للمنظمات الإرهابية، مما أدى فعليا إلى حظر الدول التي لديها معاملات مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.
______________
تحليل الخبر:
هذا التطور يعكس استمرار نهج الضغط الأقصى على إيران، ولكن مع بعض التعديلات في الاستراتيجية الأمريكية بناءً على السياق الجديد. دعونا نفكك هذا الخبر ونحلله من عدة زوايا:
1. ماذا يعني ذلك؟
الولايات المتحدة تراجع جميع الإعفاءات الاقتصادية الممنوحة لإيران، مما قد يشمل الاستثناءات التي تسمح لبعض الدول بمواصلة استيراد الطاقة الإيرانية أو التعامل معها ماليًا.
التركيز على العراق يعني أن واشنطن تريد منع بغداد من الاعتماد على الغاز والكهرباء الإيرانيين، وهو أمر معقد نظرًا لأن العراق يعتمد بشكل كبير على إمدادات الطاقة من إيران.
إعادة فرض العقوبات يهدف إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني بالفعل من مشاكل داخلية مثل التضخم والاحتجاجات الشعبية.
2. ما الهدف من هذا القرار؟
إضعاف الاقتصاد الإيراني: من خلال منع تدفق الأموال إلى طهران، مما يقلل من قدرتها على تمويل برامجها النووية والعسكرية ودعم الحلفاء الإقليميين.
دفع العراق للبحث عن بدائل: واشنطن تريد إجبار العراق على تنويع مصادره من الطاقة، وهو أمر قد يصب في صالح الشركات الأمريكية والخليجية التي قد تحاول تقديم بدائل.
تعزيز المفاوضات بشروط أمريكية: قد تكون هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي، ولكن بشروط أكثر تشددًا.
3. ماذا بعد؟ (التداعيات المحتملة)
على إيران:
مزيد من التدهور الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضد الحكومة الإيرانية.
قد تلجأ إيران إلى التصعيد العسكري أو الأمني (سواء عبر ميليشياتها في المنطقة أو عبر استهداف مصالح أمريكية) لمحاولة الرد على الضغوط.
احتمالية لجوء إيران إلى التعاون مع روسيا والصين بشكل أعمق للالتفاف على العقوبات.
على العراق:
قد يواجه العراق أزمة طاقة حادة إذا لم يتمكن من إيجاد بدائل سريعة عن الغاز والكهرباء الإيرانيين.
زيادة الضغوط على الحكومة العراقية لاتخاذ موقف أكثر استقلالية عن إيران، وهو ما قد يضعها في موقف صعب بين واشنطن وطهران.
على المنطقة:
احتمالية تصاعد التوترات في الخليج، خصوصًا مع إمكانية استهداف ناقلات النفط أو الهجمات غير المباشرة عبر ميليشيات متحالفة مع إيران.
تأثير على أسعار النفط: إذا زادت العقوبات وتوقفت صادرات النفط الإيرانية تمامًا، فقد يؤثر ذلك على السوق العالمي ويدفع الأسعار للارتفاع، رغم أن السعودية والإمارات قد تعوضان النقص.
السيناريوهات المحتملة:
تصعيد متبادل بين إيران وأمريكا، سواء عبر ميليشيات إيران أو من خلال مواجهات دبلوماسية واقتصادية.
عودة إلى مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي بشروط مشددة على إيران.
محاولة إيران الالتفاف على العقوبات عبر التحالف مع روسيا والصين وزيادة تهريب النفط.
الخلاصة:
هذا التحرك الأمريكي يشير إلى توجه متشدد تجاه إيران، لكنه يفتح الباب أيضًا لتطورات خطيرة في المنطقة، سواء من ناحية التصعيد أو إعادة تشكيل التحالفات.