ترامب وتصريحاته

news image

 

 

كتب: عبدالله العميره

 

أبدأ برأي مشترك لمعظم المحللين المتخصصين: "لقد نجح ترامب خلال أيام في أن يشغل ويربك العالم من خلال عشرات القرارات والتصريحات الصادمة، لكن من يتابع أسلوب قرارات وتصريحات ترامب منذ دخوله البيت الأبيض يجد أنه يتبع أسلوبًا فوضويًا يعتمد الصدمة والترويع والمفاجأة."

تتوالى التطورات في قطاع غزة، حيث تتصاعد التوترات وتتنوع ردود الفعل الدولية تجاه الأحداث الجارية.

تصريحات ترامب:

في تصريحات الرئيس الأمريكي المثيرة والمربكة للعالم حول عودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة في إطار خطته المقترحة، أشار إلى أنهم سينتقلون إلى أماكن "دائمة" و"أفضل بكثير". وأضاف أنه يخطط لبناء مجتمعات جديدة لـ1.9 مليون شخص كجزء من تطوير عقاري في غزة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية. يواجه هذا الاقتراح رفضًا من قبل المجتمع الدولي، حيث اعتبره العديد من القادة السياسيين محاولة لتغيير ديموغرافي في المنطقة.

ردود الفعل الدولية:

الدول العربية: تالرفض التام  لخطة ترامب، المتعلقة  بترحيل الفلسطينيين خارج بلادهم وأراضيهم، مؤكدة ضرورة إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية.

الدول الأوروبية: عبرت بعض الدول الأوروبية عن قلقها من تبعات خطة ترامب، مشددة على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين والالتزام بالقانون الدولي.

الأمم المتحدة: وصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف المقترح بـ"المفاجئ جدًا"، مؤكدًا أن التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة محظور بموجب اتفاقيات جنيف.

التحديات والآفاق المستقبلية:

تواجه خطة ترامب تحديات كبيرة، بما في ذلك رفض الفلسطينيين والدول العربية، بالإضافة إلى تعقيدات سياسية داخلية في إسرائيل. من المتوقع أن تستمر المناقشات والضغوط الدولية لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية.

أحدث التطورات في خطة ترامب بشأن غزة

دونالد ترامب استبعد أن الفلسطينيين الذين يغادرون قطاع غزة في إطار خطته المفترضة للسيطرة على المنطقة سيتمكنون من العودة. رغم أن الرئيس الأمريكي يزعم أنهم سيكونون في "مكان دائم" سيكون "أفضل بكثير".

قال ترامب: "سنقوم ببناء مجتمعات رائعة لـ1.9 مليون شخص"، وذلك خلال مقابلة له على قناة "فوكس نيوز"، حيث عاد للدفاع عن خطة تتضمن، من بين أمور أخرى، تطوير عقاري في غزة بعد عام ونصف من الهجوم العسكري الإسرائيلي.

في هذا السياق، أشار إلى أن الأمر سيستغرق "سنوات" قبل إعادة بناء المنطقة التي وصفها بأنها "غير صالحة للسكن". وأضاف: "أعتقد أنني يمكنني التوصل إلى اتفاق جيد مع الأردن، مع مصر"، رغم أن كلا البلدين قد تبرأ من أي مبادرة محتملة تشمل النقل القسري للفلسطينيين.

في الواقع، فإن غالبية المجتمع الدولي قد شكك في هذه الفكرة، والتي وافقت إسرائيل على دراستها. وكان ترامب قد تصور في وقت ما أن غزة يمكن أن تصبح "الريفيرا الخاصة بالشرق الأوسط"، ويطمح إلى "شراء" والسيطرة على القطاع بعد انتهاء النزاع الحالي، وهو ما طرحه في تصريحاته العامة ومواقعه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحسب تصريحات الرئيس الأمريكي، فإن الفكرة هي بناء "مستوطنات دائمة" لأكثر من مليوني شخص من سكان غزة في دول أخرى بالمنطقة. كما أشار إلى مصر، حيث يريد بناء "ستة أو سبعة أو تسعة" تجمعات، "مجتمعات جميلة"، "أفضل بكثير".

آراء بعض المحللين:

يرى بعض المحللين العرب والإسرائيليين والغربيين أن ترامب يتبع أسلوب التاجر، حيث أن تصريحاته تستخدم المساومات لأهدافه ومصالحه الخاصة. ويعتقدون أنه يستثمر في الخلافات والحروب للحصول على المزيد من الأموال، ولا يهمه لا إسرائيل ولا العرب ولا دول العالم.

ردود فعل القوى الكبرى:

روسيا: ترى أن التحركات الأمريكية-الإسرائيلية تهدد العالم الإسلامي.

الصين: ترى أن ترامب يواصل إشعال الحروب.

 

ترامب يتبع أسلوب التاجر المحنك، وليس السياسي الضليع. يتخذ أسلوبًا جديدًا على العالم يعتمد على الفوضى، الصدمة، والترويع، والمفاجأة.

هل سينجح؟

 

طريقة تفاض رجل الأعمال:

 

التفاوض هو مهارة أساسية بالنسبة لرجل الأعمال، ويتطلب استراتيجيات محددة وأسلوب مرن لتحقيق أفضل النتائج. يمكن تلخيص كيفية تفاوض رجل الأعمال في النقاط التالية:

التحضير الجيد.

التواصل الفعّال.

المرونة والتكيّف.

الهدوء تحت الضغط.

التأثير.

إغلاق الصفقة.

التقييم والمتابعة.

إدارة الخلافات.

التفاوض متعدد الأطراف.

التفاوض بعيد المدى.

 

طريقة تفاوض السياسي:

 

تفاوض السياسي يتطلب مهارات دقيقة واستراتيجيات خاصة نظرًا لأن القضايا السياسية غالبًا ما تكون معقدة وتنطوي على مصالح متعددة وأطراف مختلفة. عملية التفاوض السياسي تتسم بالتحديات. يتطلب:

التحضير الجيد.

فهم الموضوعات والملفات.

دراسة الأطراف الأخرى.

تحديد الأهداف.

المرونة والتكتيك.

استخدام التكتيك والتهديدات.

الاستماع والتواصل الفعّال.

التفاوض بعيد المدى.

بناء التحالفات.

إدارة التوترات داخل التحالفات.

القدرة على إدارة الضغوط والأزمات.

التقييم والمتابعة.

 

الرئيس ترامب قدم عناوين لمنهجه في إدارة الولايات المتحدة والعلاقات الدولية. كيف ستتعامل معه دول العالم؟ بأسلوب رجل الأعمال التاجر أم بأسلوب السياسة المتعارف عليها؟ أو ابتكار أسلوب جديد في التعامل مع تصريحات الرئيس ترامب؟ هذا يتطلب استراتيجيات وخطط جديدة يضعها خبراء المال والأعمال والسياسة.

المؤكد أن ترامب يمكنه استعداء العالم، وخاصة العرب، لكن لا يمكنه مواجهة الغضب العالمي ولا العربي. لن يستطيع خسارة حلفائه الحقيقيين ولا الشركاء المفيدين.

 

أرى ؛ أن تصريحات ترامب " الثورية"، لن تصمد.

وإن خرج ببعض المكاسب، فإنها أقل من المكاسب المعتادة، الناتجة عن العلاقات الجيدة والمتنامية مع  كثير من دول العالم بخاصة التي استهدفها بتصريحاته الصادمة، وأعتقد أن وتيرة المكاسب ستكون بطيئة، وأن الحلفاء الذين صدمتهم تصريحات ترامب، سيرجحون التأني في أي قرار مرتبط بـ "صادمات " ترامب، حتى التأكد من أن المصالح "المشتركة" هي التي تربط  الدول ببعضها.

المصالح المشتركة تعد من العوامل الأساسية التي تربط الدول ببعضها البعض. فالدول غالبًا ما تتعاون وتتحالف عندما تكون هناك مصالح مشتركة يمكن أن تساهم في تحقيق أهدافها الوطنية، سواء كانت هذه المصالح اقتصادية، سياسية، أمنية أو ثقافية.

عندما تتلاقى مصالح الدول في مجالات مثل التجارة، الاستقرار الأمني، التقدم التكنولوجي، أو مواجهة تحديات عالمية مثل التغير المناخي، فإن ذلك يسهم في تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات بينها.

لكن في الوقت نفسه، قد تتباين المصالح في بعض الأحيان، مما قد يؤدي إلى خلافات بين الدول. ولكن حتى في تلك الحالات، تسعى الدول غالبًا إلى إيجاد أرضية مشتركة للوصول إلى حلول مرضية.