بين قناتي العربية والجزيرة ..
كتب - عبدالله العميره
أعلم أن مقالي هذا سيغضب بعض الناس، ممن لا يقبل التصحيح والتعديل، بل؛ ربما من الناس من يحقد - كما حدث ويحدث.
أعلم أنني سأتعرض لمواقف أشد من السابق (لو أتيحت لهم الفرصة). هذا لا يهم، لقد تساوت مواقفهم عندي.
إنني لا أريد غير الإصلاح والتطوير من أجل بلادي .. ومن لا يرضى... لا يرضى. ..
كما يرى المشاهد.. إذا أردت أن تتحدث عن المهنية والحرفية في الإعداد والأداء وعرض الصورة، وتناسق وتناغم البرامج مع تنوعها الفكري (ثقافي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي) ووضوح الرؤية.. فإنك ترى كل ذلك في قناة الجزيرة. أداء عالمي بكل ما تعني الكلمة.
أفرح أن بين القنوات العربية وجود مثل أداء قناة الجزيرة، وأحزن على أداء قناة العربية التقليدي واستقطاباتها لعقول عتيقة، بأفكار غير متجددة، ما زالت تعيش في عصر الثورات العربية، والهم العربي الغارق في التخلف.
المقارنة في المهنية وذكاء التعامل مع الأهداف ( بلا أقصد الأهداف بحد ذاتها - - فهي تحتاج لبحث آخر - أكرر ، أعني التعامل مع الهدف)..
والجزيرة والعربية خير مثال للمقارنة.. مع الإحترام لبقية القنوات ، بخاصة من فيها جوانب من التميز,
من النادر جداً أن نشاهد عرضاً واحداً على قناة الجزيرة كما العمل التقليدي الروتيني، الذي تؤديه كثير من القنوات العربية. ممكن استثناء (بعض) القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية.
الجزيرة الآن متفردة .. متقدمة كثيراً في السباق. وقناة العربية على مسافة بعيدة منها.
هل يمكن للعربية أن تعود بشكل أزهى وأكثر تفرداً؟
ممكن جداً، ولكنها تحتاج إلى إعادة هيكلة، وغربلة في كل قطاعاتها. وأولها الإدارة الاستشارية، أراها تحتاج إلى تغيير كامل في الأشخاص، وبالتالي في المنهجية. وصقل وتدريب؛ أو تغيير في كوادرها .. كلهم. ولا مكان لهم؛ إلا للمهرة من المنتجين للإبداع في الإعداد والتقديم والتصوير - والإخراج.
(لو كنت مسؤولاً لاستغنيت عن نصفهم.. والإبقاء على المتميزين، والبحث بجدية عن التميز من الكوادر السعودية والعربية.مع توفير الأجهزة المتطورة، واللازمة للتغطيات المباشرة وغير المباشرة. وإعداد تقارير خاصة بأسلوب وعرض فيه تفرد).
الأداء تقليدي، نقل بدون تطوير أو بحث فيما وراء الحدث. أعطي مثال: لاحظوا، يقرأون الخبر مثل ما يعرفه المشاهد في الصحف التقليدية ومواقع التواصل، وتكراره دون البحث فيما وراء الخبر، ودون تفسير له.
تابعوا كيف تتعاطى العربية مع الخبر (في أي حدث).. كيف يقرأه المذيع أو المذيعة (المعلومة، والصوت والأداء، والتفاعل). استثني ثلاثة من المتميزين والمتميزات.
أرى وجوهًا جميلة، أما المضمون فيحتاج إلى مراجعة!
في برامج الجزيرة الحوارية واستضافة المحللين، تظهر بوضوح الحرفية في الإعداد والحوار، وفي التصوير/ العرض. في العربية، مجاملات في سياسات، كثير منها لا يهم السعودية. ومعلومات وتحليل سطحي. والأهم، العرض، أعني التصوير والإخراج، الجزيرة تتفوق بمراحل.
مثال؛ شاهدوا كيف تتعامل العربية مع المساعدات الإغاثية السعودية إلى فلسطين وسوريا ومواقع كثيرة من العالم.. مساعدات غير مسبوقة، ولا مثيل لها، ولا يمكن لأحد من الدول أن يجاريها.. والتغطية عرض إخباري تقليدي، بأدوات تصوير بدائية !
السؤال: كيف يمكن تطوير القناة العربية لتكون - على الأقل - موازية للجزيرة، مع إمكانية تجاوزها، نظير المصدر الغزير، وأهميتها، وحجم الدعم، وتأثيرها بحجم ثقل وتأثير المملكة؟.
أكرر: عرض بدائي تقليدي، لأسباب منها: استقطاب كوادر ضعيفة تنطلق من ثقافة إعلامية غارقة في التقليدية، مهمتها تنفيذ أجندات ليست لصالحنا.
من أسباب الضعف في الأداء، الاعتماد على كوادر أقل من المستوى المطلوب، في الإعداد والإخراج. المراسلون من ذوي الكفاءات المحدودة جداً. بدون تدريب.
من الواضح أن التقنية في العرض التصويري يفتقد للجودة. ضعف في التصوير.
لافتقاد أجهزة تقنية حديثة، ومصورين غير احترافيين.
( نتخيل مراس يصور بالجوال! هل هذا معقول في قناة مهمة كبرى؟).
الأهم، الكادر الإداري.. مجتهد، غير متطور.
أؤكد - كما ذكرت سابقاً - على أهمية إعادة الهيكلة، وأول التغيير لابد أن يطال الهيئة الاستشارية، فمن الواضح أن دائرة التفكير والتطوير توقفت عند هذا الحد. لا يمكن أن تتقدم.. ثم السؤال، ما هي الحاجة لهيئة استشارية والكوادر ضعيفة؟! أدت شخصيات دورها (لها التقدير والشكر على ما مضى)، أما القادم فيتطلب جودة أعلى... وقد حان وقت التغيير.
أركز على ذلك؛ لا لشئ؛ سوى النتيجة الظاهرة.
بقي نقطة أخيرة.. يجب إيقاف كل البرامج الحوارية التقليدية، التي تنبش في ماضي لا فائدة منه، دون فهم في استثمار الأحداث الماضية لتفسير ما سيكون في المستقبل.
أركز على؛ إيقاف البرامج التي يديرها إعلاميون تقليديون من هنا وهناك. بعيدون عن الأداء المشوق، ولا يمكنهم اختراع وابتكار رسائل إعلامية متطورة.
يمكنكم المقارنة بين الجزيرة والعربية، افتحوا القناتين وقارنوا، ويمكن المقارنة مع قنوات أخرى إخبارية ناطقة بالعربية، لتعرفوا الفرق.. والفرق واضح ومعلوم.
أكرر.. أعلم أن هذا المقال؛ سيثير من مكسبه في استمرار العربية بهذا الشكل.. لا يهم.. المقياس لدي، في سؤال: هل ما ترونه مطابق لما ذكرته، أم أن ما ذكرته قليل؟!
نريد التميز في السباق الفضائي..
اللهم اشهد أنني لا أريد غير العمل الصحيح والخير لبلادي.