أم قويق (؟!)
كتب - عبدالله العميره
"أم قويق" هي نوع من البوم تتميز بحجمها الصغير، وريشها الناعم المميز عن بقية أنواع البوم الكبيرة الحجم. ولا يُعرف المصدر الذي يقف خلف إطلاق بعض الناس على الشخص كثير الكلام غير المفيد والمتشائم اسم "أم قويق". وهذا يتعارض مع صفات الطائر، فإن صوتها هادئ ولكنه مستفز، كونه رتيبًا مملًا، لا يُطرب ولا يُفيد، مثل ثرثار مصاب بمتلازمة توريت.
فكرة هذا الموضوع وصلت إلي فكرته كقبس خلال متابعتي للقاء مع القائد السوري أحمد الشرع، على قناة العربية. وأدار الحوار بتميز طاهر بركة.
القائد أحمد الشرع، عربي بامتياز، ذكي، متحدث بارع، ملم، سياسي، حكيم، مثقف.. كل هذا وأكثر؛ أن هواه سعودي، فهو مولود في السعودية.
العلامة الأخيرة، من الواضح أنها غرست فيه الوفاء، ومعرفة معنى حب وطنه سوريا، وحبه لدينه وعروبته.
كل حديثه ممتع .. في نبراته تفاؤل، ومتعة للسامع.
وتوقفت عند جزئية تجعل المستمع ينكمش تشاؤماً من سمع الإسم " إيران ونظامة" وأثر وجوده السلبي على سوريا والشعب السوري، قبل إعادة ضبط الوضع.
(لايشعر الإنسان بمتعة الصحة والراحة والإستقرار، إلأ بعد وخزة مؤلمة تم علاجها).
توقفت عند جزء من الحديث.. شدني وأوصل الفكرة لي، عندما تحدث عن إيران. كان الشرع هادئًا حكيمًا وهو يتحدث عن آماله في أن تكون العلاقات مع إيران طبيعية، فيها احترام لسوريا. ونحن نعلم أن النظام الحالي في إيران لا يمكنه أن يخرج عن خط سيره أو أهدافه؛ فهو يصدر العبث والحروب. لا يمكن لإيران أن تفهم التعامل مع الآخرين إلا بذلك؛ أدمغة مقفلة، وسياساتها غير المعلنة عبثية، والمعلنة في "التقية".
ولكن الشرع تحدث بحكمة السياسي، وكأن السياسة عركته بسنينها وأعوامها.
أما حقيقة إيران الحالية؛ بومة مشؤومة، حياتها في المناطق الخربة والنائية. تثرثر كثيرًا بصوت عالي لافتًا للانتباه لقناصها، أو لحكيم يتجنبها احترامًا لنفسه، وثقة في قدرته على قمعها من حيث لا تعلم. لا يمكن أبداً أن تتحول إيران إلى حمامة مسالمة، أو إلى صقر يمكن تدجينه، وهي تحت إدارة هذا النظام. "أم قويق" تبقى أم قويق. هادئة، أو تتصنع الهدوء، وقلبها يحترق في ذات الوقت، مزعجة (معادلة غريبة)، عنيدة، ولا تملك قرار نفسها!
ذكرت الصوت قبل قليل، والصوت هنا مرتبط بـ"أم قويق"... والصوت عمومًا مرتبط بالإعلام أو الإخبار والدلالة. والصوت السيء المستفز ليس حكراً على "أم قويق". ما يجمع "أم قويق" وأصحاب الأصوات السيئة، حتى لو كانوا يشعرونك بأنهم موالون لك (منك وفيك)، هو أن نذير الشؤم بخراب قادم هو ما يجمع بينهم!
ما يجمع أولئك بأم قويق في طهران هو الارتهان إلى التطرف العقدي إلى درجة الإرهاب، والتعصب إلى درجة الرهاب / اضطراب القلق ، وهو القلق من المستقبل. وهذا ما يجعله متعجلًا في نشر التعصب، لعلّه يصيب "عبثًا " ينشده. ومن خبثه ولؤمه؛ اعتقاده أن في العبث متعة!
كفى الله بلادنا وسوريا، وكل البلدان العربية بشعوبها الطيبة، شر الأشرار الظاهر منهم والخفي.
أسئلة ومداخلات:
- هل يمكن أن يُطلق على القنوات الإخبارية التي تركز على الكوارث والحروب اسم "أم قويق"؟ ولماذا؟
- هل يمكن إعادة برمجة "أم قويق" لتصدح كالبلابل؟
- حتى مواقع التواصل الاجتماعي؛ يوجد كثير من البوم والغربان، والبائعات.. قليل من البلابل والعصافير، كثير من الغربان.
- قدماء الإغريق كانوا يعتقدون أن البومة مقدسة للإله أثينا، إله الحكمة لديهم!
- من منكم يحب أن يكون بومة حكيمة، أو صقرًا مدجّنًا، أو بلبلًا حرًا؟