الإنتصار على يونس محمود (؟!)

news image

 

كتب - عبدالله العميره

انتصر المنتخب السعودي لكرة القدم على منتخب العراق؛ وهذا هو الطبيعي، نظير ما تجده الرياضة السعودية عامة من رعاية ودعم لا مثيل لهما.

للرياضة، وبخاصة كرة القدم، تأثير في إسعاد الشعب، وفي إظهار المستوى الحضاري للمملكة، خاصة في زمن الرؤية والإنجازات التي لا يماثلها رؤية وإنجازات في العالم.

هذه ليست شهادة مني كوني سعودي؛ وأفتخر بكل الإنجازات، إلا أن كرة القدم في سنواتها العقيمة الأخيرة.

تلك مقدمة مهمة جدًا أن أبدأ بها هذا المقال.

وأرجو أن تُفهم مقاصدي من هذا الموضوع، لذلك أرجو التركيز، والقراءة بعمق.

سعدت - ككل المواطنين والمحبين - بفوز المنتخب ليلة أمس على العراق. ولكنني لم أكن سعيدًا في دافع الفوز الذي ركز عليه الإعلام، وهو أن الفوز هو رد على تصرف العراقي يونس محمود!
أسوأ اعتقاد؛ أن الانتصار من أجل الرد فقط على سفيه ينتقدنا.

هل نحتاج إلى تحفيز من السفهاء والحاقدين لنتقدم؟
أم تكون قاعدتنا "الكلاب تنبح والقافلة تسير"؟
 

علينا الإدراك؛ أن :
كل عمل عظيم؛ لابد وأن يكون وراءه رجل عظيم.
وكل عمل سيء؛ لابد أن يكون وراءه أشخاص سيئون.
وكل عمل جبار حضاري؛ لابد وأن يكون حوله كلاب نابحة.
ولو كل كلب عوى ألقمته حجرًا... لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ.

أرجو التركيز..

من هو يونس محمود الذي يجعلنا نرفع رايات التحدي؟!
سيقول قائل: إنه الرجل الثاني في اتحاد القدم العراقي، وقد سخر من وطننا، وأن الجمهور تحرك وكذلك اللاعبون، للرد عليه!

وأقول: لا يونس، ولا غيره يمكنه أن يسخر من المملكة وإنجازاتها، ولا يمكن تأويل أي نقد على أنه تقليل من شأن وطننا.
رايتنا عالية، وكرة القدم مجرد منفَس، وليست حربًا عسكرية، فيها مهزوم لن تقوم له قائمة، ومنتصر دائم.

(أعلم ماهية عقلية الجماهير في العالم العربي، تحركهم العواطف - والعاطفة؛ كعود ثقاب يشتعل وينطفئ بسرعة. ويسهل إشعاله بأساليب مستفزة غير اعتيادية؛ لفائدة وقتية).

بعض من أدوات الإعلام في السعودية؛ يساندون المخفقين، ويعاضدون المتعصبين؛ لتجنيبهم العقاب!

لقد نجح المخفقون بالبقاء في مناصبهم - لوقت أطول..!
عبث، ثم عبث، ثم عبث.. حتى يقترب العقاب، ثم استغلال موقف، يجعل الكل ينسى ما مضى من عبث!
أو؛ هكذا الإعتقاد.
لا أعتقد - هذه المرة - أن تلك الخطط الماكرة تنطلي على أصحاب القرار.
فأمام المملكة استحقاقات عالمية يقوم عليها رجال ونساء موثوق في قدراتهم، لا يمكن السماح لناس محددين وضحت نتائج قدراتهم في الاتحاد السعودي، ليجيروا إنجازات غيرهم لهم.

أعاود القول والتأكيد:

أهلاً بالنقد... فالنقد المخلص الصحيح؛ أحد الدوافع للتصحيح، ولكنه ليس المحرك الأساسي للإنجاز.
المحرك، أو الدافع الرئيسي، هو الوطن، وبالتالي من ينتقدك وأنت وصلت إلى درجة عالية في سلم العطاء والإنجاز، من أجل أن تستمر في العلو، ليس كمن ينتقدك وأنت لا شيء، وهو يعلم أنك لن ترتقي أكثر من درجة، ولا يمكنك أن تستمر في الارتقاء وأنت بنفس خططك وقدراتك - قد تتحمس للرد على النقد، ولكنه حماس مؤقت، لأن النفس قصير، وليس مؤهلاً للذهاب بعيداً.

السؤال البسيط العميق: أين هذا الحماس من لاعبي المنتخب، قبل ضحكة يونس الساخرة على اللاعبين؟!

الفوز على العراق، لا يعني وجوب نسيان سوء أداء اللاعبين، واختيارات المدرب، وسوء إدارة المنتخب، وإدارة الدوري، وما فيه من تعصب، وبالذات من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه.
مهما كانت النتائج المتبقية في دورة الخليج، يجب أن يحضر القرار...
(الخب لا يخدع الأذكياء)
الخب: المخادع
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخب ولا الخب يخدعني".
وإذا كان "الخب" يحاول خداعنا بنتيجة أو اثنتين، وبمداخيل مالية جيدة، فإن النشاط الرياضي بدون "الخب" سيحقق أضعافًا مضاعفة.
وأصبحت الجماهير تتساءل: "لصالح من بقاء الأخباب في مناصبهم؟".
إن الأمر مضر للوزارة ولكرة القدم والنشاطات الرياضية بالمملكة. ولن يصلحه فوز أو حتى بطولة خليجية..
ماذا بعد؟!

المطلوب؛ تغيير شامل في عناصر المنتخب، ووجود عناصر (وهي جاهزة في الدوري الأقوى حالياً) لتمثيل المنتخب في الاستحقاقات المقبلة القريبة، مع التحضير الوطني لمنتخب وطني قوي يشرف بالشكل والمضمون في 27 و 34م.

__________

يجب أن تبقى روح المنافسة موجودة، ولا تخرج عن إطارها.
دورة الخليج، تنافس مبهج بين شعوب "التعاون"، إلا من محاولات من دخلاء بإخراجها إلى ما هو أبعد من المنافسة الطيبة بين أبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وأرى؛ أن الهدف قد يتخطى الإيجابيات باستمرار اليمن والعراق.
أرى أن الأمر يستوجب اختيار أحد أمرين:

أن تبقى الدورة على دول الخليج الـ6.
أو إدخال الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين.
والأفضل هو الخيار الأول.
فمن الواضح؛ وجود "فجوة" فكرية وثقافية، ووجدانية!

-   قيل لأحد الناس، بماذا تعلل بطء ردة الفعل عند الأفارقة في الملاعب، قياساً على غيرهم في أوروبا والخليجيين وبعض الدول العربية التي تعتبر متقدمة إلى حد ما؟
قال: الجينات والتعليم.. في دول الخليج، الطفل وهو في مرحلة الحبو يبدأ في استخدام التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، والتعليم عالي، والصحة متقدمة.