عبد الله النعيم رجل التنمية وإنسان التواصل

news image

الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف

كانت فترة تولي معالي الأخ عبد الله العلي النعيم أمين مدينة الرياض الأسبق (1396هـ - 1411هـ) أمانة مدينة الرياض فترة خاصة ومختلفة. كان جلها في فترة الوفرة المالية والتوجه الدائم للقيادة للتنمية الشاملة. وكانت مدن المملكة جميعها وعلى رأسها العاصمة الرياض تعمل كورش دائمة وعلى جميع الأصعدة والتوجهات، وكانت الرياض بقيادة أمير التنمية الأمير (الملك) سلمان بن عبد العزيز تعتمد على جهود جهات مختلفة كان أهمها أمانة مدينة الرياض، وتدعمها من أجل تحقيق وتنفيذ وتسهيل مشاريع التنمية الكبرى والتي رصدت لها الميزانيات بكل أريحية، وكانت الأمانة بقيادة الأخ عبد الله النعيم على قدر المسؤولية وعند قدر ثقة سلمان بن عبد العزيز.

كان على الأمانة مسؤوليات كثيرة لتقديم الخدمات، وعليها مسؤوليَّات أخرى لا تقل أهمية ومتطلَّباتٍ وهي التنسيق بين هذه الخدمات وتلك التي تقدم من جهات أخرى وتسهيل تنفيذها وإزالة أي عوائق أمامها. وهنا برز دور الأخ عبد الله النعيم معينًا لسلمان بن عبد العزيز في جوانب من معركته التنموية وسباقه مع الزمن لتنفيذ ما خطط للرياض من مشاريع وبرامج. كان من مزايا الأمين عبد الله النعيم ميدانيته وموهبته في الاتصال والتواصل مع الجميع، وأخص هنا المسؤولين، سواء في الديوان أو في وزارة المالية أو وزارة النقل أو غيرها من الوزارات؛ يترجم أوامر وتوجيهات أمير الرياض بكل فاعلية واقتدار، وينزل إلى الميدان ولا يكتفي بالمراسلات والخطابات بل يعززها بالاتصالات الهاتفية والتواصل الشخصي مع جميع المسؤولين في مكاتبهم. وكان يذهب لأبعد من ذلك ليقوم بالزيارات المنزلية للمسؤولين في مساكنهم لطلب أمر يسهِّل أعمال وتنمية الرياض، وفي كثير من الأحيان يستثمر المناسبات الخاصة والعامة لمتابعة أمور تنمويَّة تخص مدينة الرياض.

في داخل الأمانة، كان عبد الله النعيم الصديق والأخ والأب لجميع العاملين، وكان المحفز والداعم والميسر لهم في جميع أعمالهم، استطاع استقطاب الكثيرين واحتواء الجميع وجعلهم ضمن منظومة وفريق عمل واحد مشترك. كان الجميع يبذلون كل ما في وسعهم ويظهرون أفضل ما لديهم من حماس وقدرات لمصلحة مشتركة وهدف سامٍ وهو تحقيق توجيهات وتوجهات سلمان بن عبد العزيز وما كان يريده لعاصمة المملكة الرياض.

تعلم عبد الله النعيم من سلمان بن عبد العزيز حب الرياض والتفاني في خدمتها والعمل من أجلها، وعمل بكل اقتدار على نقل تلك المحبة لتسري في جميع أركان ومكاتب وشخصيات الأمانة.

كان مع المراجعين صاحب تواصل مباشر وعطاء مخلص، ولم يكن ممن يتوارى خلف مدير مكتب أو سكرتير أو غيرهما، فاتحاً لمكتبه ولقلبه مستمعاً لمتطلبات الناس ساعياً لإرضائهم. وإذ قد لا يتمكن من تحقيق مبتغى المراجعين جميعاً، فإنّه كان يبذل بحرصٍ جهد المحاولة وبذل الاستطاعة.
لم تكن لي علاقة شخصية بالأخ عبد الله النعيم قبل تسلمي العمل أميناً للرياض، لكن محبتنا للرياض وموهبته في الاتصال والتواصل عززت العلاقة بيننا. واستمر طيلة عملي في الأمانة يكرر الاتصال والتواصل إما مستفسراً أو مهنئاً ومشجعاً لكل ما يخدم المدينة التي أحبها سلمان بن عبد العزيز وعلمنا حبها والتفاني في العمل من أجلها.

رحم الله معالي الأخ الأمين عبد الله النعيم، فقد كان رجلاً من رجالات سلمان بن عبدالعزيز وساعداً له في تحقيق رؤيته الطموحة والمستقبلية لمعشوقته الرياض. والحمد لله أن متعه بحياة سعيدة شهد فيها محبة الناس وتقديرهم له، وأن شهد الرياض وهي تتألق كعاصمة عالمية معاصرة وأصيلة وتخطو إلى المستقبل بكل اقتدار ووثابة في ظل رؤية المملكة 2030 برعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقيادة سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله وأدام عزَّهما.