الإحتواء
كتب - عبدالله العميره
لا أبرر جرائم إسرائيل؛ لكن من العقل أن نسأل:
لماذا هذا التدمير الذي تنتهجه إسرائيل في غزة ، ولبنان؟
من يريد للعرب التدمير؟
هل هذا هو ماتريده إسرائل؛ أن تعيش بشعبها في حالة حرب وعداء، وخوف ، وعدم استقرار، أم أن هناك عدو خفي، يشعل العداوة بين البشر؟
كيف نواجه هذا العدو؟ ونهزمه؟
برأيي؛ حل المشكلة ؛ يبدأ من :
1- تشخيص الذات، قد تكون المشكلة أنت سببها. وكذلك الحال ينطبق عليهم، لابد أن يشخصوا ذاتهم.
2- التفكير خارج الصندوق.
سئمنا من تكرار: العدو الإسرائيلي، إسرائيل عدونا اللدود، إسرائيل تقتلنا، إسرائيل تدمر العرب، إسرائيل غول لا يرحم، إسرائيل المجرمة، إسرائيل تتآمر على العرب.. وإسرائيل.. وإسرائيل...
وكأننا بهذا التهويل والعويل، نعترف بضعفنا، وعدم القدرة على المواجهة.. ولا حتى على الإحتواء لهذا " العدو" المؤذي قليل العدد ضعيف الحيلة، الجبان !
عقولنا متشبعة بالمؤامرة، والعويل والخوف من مخططات الأعداء.
وهذا نتيجة جهل يؤصله الإعلام العربي من خلال من - نعتقد - أنهم من المفكرين والمحللين والإستراتيجيين المتحدين العرب، وهم في الحقيقة أجهل ممن وظفهم في مكاتب الدعاية الرخيصة الضحلة!
نعم، الحياة ، ليست سلام دائم، والأعداء لن يتوقفوا عن التخطيط للأذى. هذه حياتهم، وهذه عقولهم .
السؤال: ماذا نحن فاعلون؟!
سنوات وسنوات ، نسير خلف ظلمة يوج لهم إعلام عالمي، يصورهم أقوياء، ومظلومين يروج لهم إعلام عربي.. فجعلوا الشعوب العربية في حالة صراخ وعويل وتظلم دائم، ونعطي العدو من القوة ما ليست فيه.
بل لوحاول عربي أصيل شجاع أن يفكر بطريقة مختلفة في نهايتها مصلحة للعرب؛ لتناوله بعض الأعراب والمستعربين بالتخوين .
عرب ومستعربون ضعفاء، ولا يريدون من يحررهم من ضعفهم بطرق لم يسبق لهم التفكير فيها.
نعم؛ ينجح العدو في هزيمة العرب كل مرة.
وينجح العدو في حصر العرب ومحاصرتهم وجعلهم يعيشون في دائرة الإرتياب والشك والتخوين لأشقائهم العرب الصادقين.
وينجح العدو في جعل كثيراً من الشعوب العربية تؤمن بالشعارات الزائفة بدون فعل حقيقي.
ويصدق بعض العرب كل زاعق بالشعارات العتيقة.. يقول بإرسال جيوشه لتدمير إسرائيل، ورمي اليهود في البحر، وكل من أولئك الصارخين؛ كدجاجة راجنة راقدة على بيض فاسد، لايقوى على حل المشاكل المتفاقمة في بلاده ، ومنهم من زعق ونعق، وذهب تاركاً بلاده في مهب ريح الفساد والتخلف!
بداية الحل؟
نسف كل الطرق القديمة التي حولت العرب من قوة إلى ضعف، ومن عز إلى خذلان.
ونسف الفكر العربي التخويني ، ومحاصرتهم بإعلام عروبي إسلامي عالمي حضاري إنساني قوي ومؤثر.
لقد تم تدمير العقل العربي بوسائل إعلام عربية تركز على الحروب والمصائب التي يتعرض لها العرب. وعلى برامج تؤصل التخلف والخلاف.
إعلام عربي جعل من أسباب ما يتعرض له العرب، وما جعله مدعاة لإسرائيل لتعثي في الأرض فساداً، وجعل من أولئك مقاومون أشراف!
نعم، قادة حزب الله، وحماس، وأمثالهم من أدوات الأعداء، هم أعداء الأمن والسلام، وأعداء الأمة الحقيقيين.
وأرى العلاج في طريقتين:
1- محاصرة العدو الحقيقي الخفي - وليس بخفي الآن.
2- احتواء إسرائيل ومن يدعمها.
فالعرب الآن ليسوا في حالة ضعف ، على الأقل في العرب دول قوية ، لاتحتاج لكل الدول العربية (العالة).
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، وما حدث في في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة (مارس 627م).. وأعني صلح الحديبية.
دولة عربية قوية واحدة، خير من 57 لامنفعة في كثير منهم. بل بعضهم (عالة) وبعضهم (علة) مازالوا على عقلية (أنا الزعيم) حتى لو كانوا فارغين ، لايحلون مشكلة، بل عقبة. ومنهم شجعان كرماء يعرفون قدراتهم.. شرفاء بمساندتهم للأقوى القادر، قدر ما يستطيعون.
وهدف الشرفاء الأقوياء، فرض الإستقرار، والعمل على التنمية لرفاهية الشعوب وأمنهم في المنطقة والعالم .
سياسة الفكر الإستعماري، والبحث عن المكاسب الفردية ا، يجب أن تزول، ويحل مكانها التكامل لرفاهية كل الشعوب.
يكفينا دولة قوية، ومن يسندها من الأشقاء الصادفين؛ خير .
ومن لم يأتي فخير وبركة، فمن الخير الإبقاء مع الإعتزاز بمن هم غير قادرين تأمين العرب، يكفي أن يركزوا على تأمين شعوبهم، وإحياء الدم العروبي فيهم.. وكفاية العرب شره، وشرور تثبيطه.
- الوضع؛ بين متعاطف لايفعل شيئاً غير الجعجعة، ومتضرر لايفعل شيئاً غير ضجيج ضد من يريد أن يساعده!
_____
ذكرت أهم كلمة في هذا المقال ، وهي ( الإحتواء ).
الإحتواء هي القوة الفاعلة، مع الحالة التي نعيشها في المنطقة والعالم .
والإحتواء يحتاج أدوات ، والأدوات متوفرة وقوية .. الإقتصاد والمنافع المتبادلة.
الإحتواء؛ التملك، والسيطرة.
" يُعرّف الاحتواء في علم النفس التحليلي بأنّه الطريقة التي يستوعب فيها الشخص الطرف الآخر، ويهتمّ به بشكل يغطّي جميع جوانب حياته. لكن مفهوم الاحتواء عند الأشخاص يختلف، ولعلّ أقربها هو التفاهم والانسجام، والاحتواء بحدّ ذاته لا يقتصر على علاقة بعينها، بل يشمل كلّ العلاقات الإنسانية، حتى إنّه يدخل في الجانب السياسي".
يقول الله تعالى في الآية 34 من سورة فصلت :
" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ".