مشاركة ثرية لأمانة منطقة الرياض وهيئة تطوير بوابة الدرعية في المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة .. د. بن عياف يلقي كلمة المملكة
بث:
ألقى الأمير د. فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، رئيس الوفد السعودي، كلمة المملكة في الجلسة الوزارية بالمنتدى الحضري الثاني عشر الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في جمهورية مصر العربية ، واستعرض سموه جهود المملكة العربية السعودية في تعزيز التنمية الحضرية وتحقيق رؤية 2030 عبر مبادرات رائدة لتحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية المستدامة.
فقد أكد سموه أن المملكة بدأت منذ عام 2016م بتبني رؤية وطنية طموحة شاملة تستهدف عام 2030، تمتاز بأبعاد متعددة مرتبطة تمس حياة الإنسان بمختلف مناحيها.
وأوضح أن هذه الرؤية اشتملت على 27 هدفًا، من بينها رفع مستوى جودة الحياة في المدن السعودية، كذلك جوانب اقتصادية، وبيئية، واجتماعية تحتضنها وتؤثر فيها المدن بشكل كبير، مشيرًا إلى أن المملكة تمتلك تجربة غنية في تحسين وتنمية المدن، ورفع مستوى جودة الحياة لساكنيها من خلال عدد من المبادرات والمشاريع، حيث تعمل 17 أمانة لتحويل الرؤية الوطنية إلى مبادرات واقعية يلمسها السكان والزوار على حد سواء ويشعرون بتأثيرها.
وقال: "إن المملكة تعد موطنًا لعدد من المشاريع النوعية، التاريخية في حجمها وتأثيرها، من بينها مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الدرعية، كذلك تأتي المبادرات البيئية، وعلى رأسها مبادرة “السعودية الخضراء” وغيرها من المبادرات.
وتطرق سمو رئيس الوفد السعودي خلال الكلمة إلى الجهود التي تبذلها المملكة في عدد من المجالات التي أسفرت عن تحقيق عدد من النجاحات ففي مجال الإسكان تم رفع نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن إلى أكثر من 63% بنهاية عام 2023م، وفي مجال الابتكار والتكنولوجيا الحضرية، فإن وزارة البلديات والإسكان قد أحدثت أثرًا كبيرًا من خلال تطوير منظومة رقمية مستدامة.
وأشار سموه إلى أن تلك الجهود توجت مؤخرًا -ولله الحمد- في تحقيق نتيجة تاريخية في مؤشر الخدمات الرقمية ضمن تقرير مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية لعام (2024م) وذلك بحصول المملكة على المركز الرابع عالميًا والثاني على مجموعة دول العشرين، والأول على مستوى المنطقة، لافتًا النظر إلى أن المملكة حققت المرتبة السادسة عالميًا في المؤشر العام، إضافة إلى تحقيق مدينة الرياض المركز الثالث عالميًا في مؤشر الخدمات الرقمية المحلية.
وفي ختام كلمته، أشار سموه إلى جهود المملكة الرامية لتعزيز العلاقات مع العديد من العواصم العالمية، للتعاون في المجالات المختلفة وتبادل الخبرات والتجارب بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، ويتيح الفرصة أمام الجميع لتحقيق المنفعة المتبادلة نحو ارتقاء وتقدم المجتمعات.
وتشارك أمانة منطقة الرياض في المنتدى الحضري الثاني عشر الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في جمهورية مصر العربية، الذي يهدف إلى عرض أبرز التجارب المتميزة في المجال الحضري، البيئي، على المستوى العالمي، والإقليمي، والاطلاع على الخبرات العالمية في إدارة المدن، والاستفادة التقنيات الحديثة في التنظيم، والتطوير، وبناء مدن المستقبل.
وتأتي مشاركة الأمانة الثرية في المنتدى عبر العديد من الأنشطة التي يضمها جناح الأمانة، حيث يشمل الجناح عقد جلسات رفيعة المستوى، وورش عمل مستقلة، بمشاركة الجهات المعنية، حيث بلغت الأنشطة أكثر من أربعين مشاركة، ومشاركة أكثر من عشرين جهة حكومية، من القطاع العام والخاص، والقطاع الثالث، ينفذها أكثر من مائة وخمسين مشاركًا، فيما بلغت مساحة الجناح ثلاثة آلاف متر مربع.
ويستهدف الجناح زيارة أكثر من ألفي زائر، وذلك لتعزيز حضور المملكة في المنتدى ودورها في الحوار العالمي حول التنمية المستدامة، وإبراز إنجازات المملكة في التنمية الحضرية المستدامة والمبادرات المبتكرة، إبراز الحلول والابتكارات التي طُوّرت محليًا بما يعكس التزام المملكة في التنمية الحضرية المستدامة، وإظهار دورها عبر التفاعل الاجتماعي في تحسين جودة الحياة، والتخطيط الحضري الشامل.
كما تشارك هيئة تطوير بوابة الدرعية ببرنامج ثري ومتنوع ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، بالتعاون مع وزارة البلديات والإسكان.
وتُعد الدرعية أحد النطاقات العمرانية الرائدة في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، لا سيما الهدف المتعلق بـ "جعل المدن شاملة، وآمنة"، حيث يأتي مشروع تطوير الدرعية ليكون نموذجاً عالمياً في الحفاظ على التراث مع تعزيز الاندماج الاجتماعي والتنمية الحضرية المستدامة.
وتشارك هيئة تطوير بوابة الدرعية ضمن الجناح السعودي في المنتدى، حيث تقدم تعريفاً شاملاً بمهامها الإشرافية ضمن نطاقها، التي تشمل الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي والعمراني للدرعية، بالإضافة إلى الإشراف على تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع الحيوية، وتشمل هذه المشاريع إنشاء مراكز سياحية، ثقافية، وتعليمية مبتكرة، تحاكي تاريخ المملكة وتواكب مستقبلها.
وتسعى هيئة تطوير بوابة الدرعية من خلال هذه المشاريع والمبادرات إلى تحقيق رؤية شاملة تتجاوز مفهوم التنمية العمرانية التقليدية، من خلال اعتماد نهج ديناميكي ومتعدد المراحل يضمن استمرارية التطوير والتحديث بما يحقق الازدهار للمنطقة وسكانها.