أحادي الثقافة.. والسياسي

news image


كتب - عبدالله العميره
كنت أحضّر لموضوع حول ذلك العنوان " أحادي الثقافة "؛ أركز فيها على تلبس شخص / أي شخص لثقافة معينة، ولايسمح لعقله أن يتمس ثقافات أخرى، ليمكنه تبادل العصسف، والتأثير.

فرغم  أن الثقافة الإسلامية والعربية تقوم على ضرورة التعرف على ثقافة الآخرين .." من تعلم لغة قوم أمن مكرهم" .. و " أطلبوا العلم ولو في الصين".
لايعني أن الآخرين يعيشون دوماً في دوامة المكر، أو أن العلم لايوجد إلا في الصين.
إلا أن كثير من العرب تتجمد تصرفاتهم من منطلق " أحادية الثقافة، أو التمرد، والخروج خارج نصوص الإعتدال، وعن الواقعية.
هناك فرق بين من يتبنى ثقافة، لايفهم فيها ، ولا في نهايتها.
وبين من يتعرف على ثقافة ليؤثر فيها.
والأخير هو دور الإعلامي المتمكن الخبير.

كنت سأدخل أكثر في عمق ذلك الموضوع، حتى استوقفتني إحدى المحطات ( الناطقة بالعربية )، وهي تلتقي بشخص عربي ظهر كمحلل، متعاطف مع  كمالا هاريس ، يصف ترمب بأنه ساذج !
قفز إلى ذهني  فوراً سؤال وطلب..
السؤال : من أنت حتى تقول عن ترمب أنه ساذج؟

لابد أن يكون الرأي قائم على أدلة، وليس إنطباعاً شخصياً !


والطلب..  أقول له : أترك ساحة الآخرين، والعب في ساحتك الخاصة، إذا كنت مفيداً في بلدك. وأترك الرأي لأصحاب الإختصاص من المحللين الدوليين، عرب، حتى من المتميزين في بلدك، ومن غير العرب الواقعيين.
غير ذلك، سأعتبر ما سمعت رأي عابر من شخص في الشارع، لاعلاقة له بالتحليل الإستراتيجي.

استمعت إلى باقي حديثه عن الإنتخابات الأمريكية؛ ليس إعجاباً، إنما أردت التعرف على عقلية شخص غير أمريكي يعيش في أمريكا، ويلتحف عباءة صحفي دولي، وتم منحه مساحة كبيرة في قناة تعتبر دولية !
رأيت العباءة عليه واسعة، والعقلية أحادية الثقافة.


كان قبل ذلك؛ سألني زميل: هل أنت مع ترمب، أو هاريس؟
إجابتي:  لايهمني اسم من يحكم الولايات المتحدة. كل ما يهمني السياسة الأمريكية، والتعامل مع العرب، وبخاصة مع بلادي المملكة العربية السعودية .
أتحدث كمواطن سعودي عربي، عن إنعكاس سياسة الحكومة الأمريكية المقبلة على الساحة العربية، والعلاقة مع المملكة. وحتى دورها في حفظ الأمن والسلام في العالم، وتعزيز التكامل الإقتصادي مع الدول الأكبر إقتصاداً.

ولكن من قراءة؛ أميل إلى الرئيس ترمب.. 
ببساطة لأنه أكثر وضوحاً، ولأنه رجل اقتصاد، ولأنه صاحب قرار، ولأن له تجربه سابقة، فيها من الإيجابيات ما يمكنه أن يعززها، ومن السلبيات ما يمكنه أن ينخطاها.

أما كمالا هاريس، فلن تخرج عن مشورة إدارة بايدن، وعن رأي أوباما ومستشاريه.
أمامنا ثلاث تجارب، تجربة ترمب، وتجربة أوباما، وتجربة بايدن . والأخيرين يسيران على ذات الطريق.
ترمب مختلف.. وهو أمريكي؛ ثقافة وفكراً وأسلوباً، واهنماماً بمستقبل أمريكا.


__________
هذا رأي صحفي، ولست محللاً سياسياً متخصصاً في الممكن والمستحيل. حتى وإن كان بين الرأي الصحفي والتحليل السياسي مشتركات: " الرؤية الفسيفسائية".