يمكنني أن أقوم بذلك .. لكنها معركة !
كتب - عبدالله العميره
عادة؛ عندما يقابلني مسؤول، أو ممن أرى فيه مشروع مسؤول؛ ألقي عليه السؤال التالي:
هل يمكنك أن تقوم بهذا ؟
وأحدد له تفاصيل أعمال طال أمد في تنفيذها.
لم أجد إلا القليل؛ ممن أجابني إجابة الواثق:
نعم؛ يمكنني، لكنها معركة ، لابد من قادة أقسام وجنود (فريق عمل) من الموظفين المقتدرين، ممتلئين شغفاً وفهماً، ورغبة في العمل وتحدي الصعاب، وأمانة.
التجارب؛ تؤكد أن أي مسؤول ، أو موظف في مكان مهم، إذا لم يتصف بالعلم والخبرة والإبتكار والإبداع، وبالأمانة والإخلاص، والقدرة على تكوين فريق عمل متناغم ، فيه الصفات التي ذكرتها؛ فإن نهايته السقوط، طال الزمن أو قصر.
وياليته يسقط لوحده، بل كل المؤسسة أو الصرح، لابدأ يتهدم، فما بناه كان صرحاً من ورق، بدون قواعد أو أركان قوية .. كان الهدف معلوم ، فصار السقوط حتمي مهما كان ذلك الشخص ودرايته.
تذهب الدراية وتتلاشئ في سراب الرغبات غير الواقعية، و الأطماع الخاصة.
السؤال:
كيف نعرف هؤلاء؟
الجواب:
من خططهم، ومشروعاتهم المعلنة ، والنتائج.
ولا أقيس النتائج بالتكاليف / باهضة أو رخيصة.
كم من مشروع نراه باهظ الثمن، عالي الميزانية، ولكن مردوده عظيم، يجني أضعاف المصروف عليه ، مكاسب مستدامة .
وكم من مشروع باهظ الثمن في أيادي غير أمينه، لاحت ملامح الفشل، وبانت، وكان الفشل أكثر تدميراً بالصبر على الفشل البين.
وبعض المسؤلين، ؛ منهم من يريد؛ ويبحر بكل شغف، ثم يتم تكسير مجاديف القارب ، ومع ذلك؛ لا يتوقف.. يستمر في التجديف بيدية حتى وصل إلى بغيته .. إلى السفينة الأكبر، فاعتلاها بالصبر والمثابرة والشغف، فنال ما يستحق ، وحقق جائزة الصبر والمثابرة والأمانة؛ بالإنتاج المبهر.
الوصول الشاق، يتطلب صبر أيوب.
كم من مسؤول أمين، تقاعد ، واستمر يسكن في منزل بالإيجار، ولكنه سعيد ، مطمئن، مرتاح الضمير.
وكم من مسؤول، يسكن قصر اً بعد تقاعده .. لكنه غير سعيد، ولا ضميره مرتاح، ولا أحد يحبه.
من أين خطرت لي فكرة هذا الموضوع ؟
من زملاء؛ يعانون الجحود..
صحفيين رائعين، بعضهم كانوا قادة في صحف.
بعضهم لم يتحمل فانطوى على نفسه.
وبعضهم مازال يجدف بيديه، في مواقع بعيداً عن الصحافة التي تميزوا فيها.
هم يقدمون خدمات جليلة في مواقعهم، بخبراتهم ودرايتهم، ولكن مكانهم يجب أن يكون أعلى.
يتم محاربتهم من أشخاص أقل منهم.
هذا ما كنت أكتب حوله، عن تأخرنا في تطوير الإعلام، وتحديداً؛ الصحافة.
مازالت هناك عملات رديئة، تحاول طرد العملات الجيدة.
لو زدنا في التركيز على استقطاب الجيدة، وحافظنا على الموجود الجيد، سيحدث التغيير وسنرتقي بسرعة، وسيحدث التأثير الأكبر.
لابد من التذكير بأن كل صحفي؛ إعلامي.
وليس كل إعلامي ؛ صحفي.
الصحفي، يمكنه أن يتعامل مع جميع فنون الإعلام.
إنما لايمكن لأي إعلامي وليس بصحفي؛ أن يحقق إنجاز الصحفي الإعلامي.
كما لابد من الإشارة إلى تكنولوجيا الإعلام والاتصال ، وقدرة الصحفي المتطور على مواكبة مراحل تطور وسائل تكنولوجيا الإعلام والاتصال. وتقنيات المعلومات والتواصل.
الأهم: الهدف، والتأثير.
العمل على تكوين فكرة وإرسالها للجماهير ضمن مسار إعلامي.
المعادلة : الفكرة - المسار - الجمهور.
ماهي الفكرة؟
ماهي المسارات؟
من هم الجمهور؟ : القائد،المتردد،المحايد، المسرنم.. الثابت، المتغير، المعارض.
الإنجاز مرتبط بالتركيز والتفرغ للعمل، وليس التفرغ للمعارك!
إشارات مهمة :
- لايمكن أن يتحقق الإبداع في بيئة ممتلئة بالعراك والتعارك والتآمر والتنافس غير الشريف.
- القائد المبدع؛ هو من يستطيع أن يكون فريق عمل متناغم ، متكامل. وقادر على فرض الإبداع.
- السيطرة على المعادلة، بخاصة الأفكار والمسارات، حتى لايتشتت الهدف ويضعف..منع أي عمل يخلق تضارب وخلل في المعادلة.