ماذا يجري حولنا ؟!

news image

 

كتب - عبدالله العميره

أعرف أن كثير منكم يعرف ماذا يجري حولنا من حروب.
ولكنني أريد منكم التركيز معي: 
لماذا هذه الحروب ؟
من يشعلها، وماذا يريدون؟
هل تستحق البشرية، أو بعض منهم القتل؟
أما الإجابة على السؤالين - الأول والثاني - فهذه هي حياة البشر؛ منذ الأزل.
بعض دول؛ مثل قطاع الطرق، حياتهم قائمة على الإستيلاء على أقوات الناس.
لصوص  تحت مسمى " مستعمرون "، ومع أسلوب الإستعمار يبذلون جهوداً لتلميع صورتهم القبيحة.. يحاولون جعل الصورة الشيطانية؛ ملاك يريد الخير.
لكل مستعمر أسلوبه، بحسب ثقافته.
الأوربيون منذ الأزل يعيشون على نشر بذور العداء، والإقتتال، والحروب. مثلهم دول لاتقدم خيراً للبشرية، تضيع موارد شعوبهم في صناعة الإرهاب .
تقوم دول وتسقط حضارات في أوروبا، نتيجة الحروب .
يقول الحكماء: ما من دولة أو حضارة؛ ثقافتها الحرب واستعمار أراضي الغير؛ إلا سقطت - لاتدوم طويلاً.
لايدوم إلا من ثقافته الإعمار والبناء والسعي إلى حياة كريمة لمجتمعه الخاص، ولكل البشر.
لاحظوا ما على الأرض من ذكريات وبقايا لحضارات:
لم يبق من الشواهد إلا  ما يدل على البناء لرغد المجتمع. أما آثر الحروب ؛ فإنها تزول بزوال تلك الدولة التي كانت تعيش على السلاح والقتل.
دول ؛ ثقافتها إستعمارية..
مثال؛ في مثل واقعي:
اجتمعت ثلاث دول، وكيان، وقيل لهم:
أمامكم بحيرة فيها سمكة، كيف يمكن الحصول على السمكة؟
قال البريطاني: أردمها بالتراب / شيئاً فشيئاً حتى أصل إلى السمكة .
قال الفرنسي: أغرف الماء بملعقة، حتى أفرغها، لأحصل على السمكة .
وقال الأمريكي: أفجرالبحيرة.. ألقي فيها قنبلة أو صاروخ، حتى تظهر السمكة فأمسك بها.
أما الكيان، فلم يدخل في النقاش حتى انتهى الجميع.. رفع رأسه، وألقى تلك النظرة الشهيرة، وقال: أراقب ماذا سيفعلون، ثم أسبقهم وأستولي على السمكة!
مثيرة سياسة الأخير.. أليس كذلك؟
الأخير، مستريح، يخطط ليشعل الحرب أو الأفكار التي تجعل الآخرين يخدمونه..
ماهو العامل المشترك بين الأربعة.. وماهو المفقود؟
الجواب: يجمع بينهم أن " الغاية تبرر الوسيلة"، وأن الحرب غايتهم، والثقافة "اللصوصية" توجههم.
أما المفقود، فهو خيارهم، المتوازن، مع أخيار العالم.

سؤال: وهل في الغرب أخيار؟
أكيد، هناك صناع خير للبشرية.
منهم مخترعون، ومبتكرون، وبناة عقول، وملهمون، ومؤمنون بكرامة البشر، وبحياة كريمة للإنسان.. ومؤمنون بالتكامل بين دول العالم.
ولكن، لماذا الملاحظ أن الدول "ذات الثقافة الإستعمارية"، تسيطر عليها حكومات شريرة، مراوغة.
هل بينهم أخيار، ولكنه مغلوب على أمرهم؟!
أم أن السياسة الظاهرة من الحكومات الشريرة ؛ تأكيد لنظرية المؤامرة,, بأن من يدير العالم، هي منظمة سرية، لها زعيم واحد يحكم العالم؟!
أنا شخصياً؛ لا أعتقد بذلك.
أعتقد بشيئين:
أولهما: أن المؤامرة لاتقع إلا في البيئة الصالحة، بمعنى لايمكن أن ينجح متآمر- مهما بلغت قوته -  إلا إذا تم التعاون معه - بعلم أو بدون علم - لتسهل على المتآمر وضع بذور مؤامرته.
ثانيهما: أن سياسة الأخيار أطول عمراً، وكلما كانت إرادة الأخيار حاضرة، فإن الأشرار ينتهون.
الشرير مثل إبليس، عبقري، ذكي، في الشر، لكنه لو فكر في الخير لصار أغبى خلق الله!
نقطة ضعف الأشرار، إعجابهم الشديد بخططهم، واعتقادهم أن الآخرين أغبياء، وغير قادرين على المواجهة / أو لنقل ؛ إعتقاد الأشرار أن الأخيار كسالى أو جبناء.
الحقيقة أن الأخيار، يعلمون ماهي نهاية الشر والأشرار؛ يسقطون مهما طال الزمن،والأشرار يصنعون - دائماً - ما يعجل بسقوطهم.
يقول الله تعالى : " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ".
ويقول تبارك وتعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ".

ماذا نفعل - كمواطنين- في أي دولة؛ والحاله هذه؟

كان الله في عون من يريد أن يعيش بسلام في أي مكان من العالم..
أما نحن في المملكة..
لاننشغل، فهناك من يتولى الأمر.. علينا قيادة لامثيل لها، في الذكاء والحكمة، وإرادة الخير لنا وللعالم . قادرون على حل كل الإشكالات، يفهمون جيداً ماذا يدور .
علينا التركيز في حياتنا.. على أحولنا، نشعر بما نحن فيه من أمن وأمان، وعمل جاد يتم على الأرض لحاضرنا ومستقبلنا .
أعداء البشرية، مشغولون بأنفسهم.
الدنيا بخير.. لانلقي بالا بما يحدث. لاننشغل بما لايمكننا فعله؛ إلا المشاركة بمشاعرنا تجاه ضحايا الشر. ونتمعن في التجارب.
نستمر قوة بالوقوف خلف قيادتنا.. ونحافظ على مقدرات بلادنا.
نترك الخوف، فالعمل بيد أمينة .. بيد قيادتنا. ونتوكل على الله.
من  حديث الأمير محمد بن سلمان اليوم، في المنتدى الدولي للأمن السيبراني المنعقد بالرياض؛ تأكيد سموه أن "المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها قوة خير لكل ما فيه صالح البشرية ورخاء الإنسان حول العالم؛ إذ عملت ولا تزال على إعلاء مبدأ التعاون، وتوطيد العمل الدولي المشترك نحو كل مجهود يخدم التنمية والازدهار لجميع دول العالم".