وراء المظاهر تختبئ الأسرار

news image

كتب - عبدالله العميره
حكمة تروق لي؛ لأنها حقيقة.
أكبر الأسرار تحدث نتيجة حياتنا الخاصة والعملية .
ستكتشفون أننا في محيط كبير، ولو كنا نعيش في حيز صغير منه.
هو متشابه.
ملئ بالأصدقاء والأعداء.
يجب؛ عدم الإعتقاد أن كل من حولنا أصدقاء، ولا أنهم أعداء.
الإعتدال في التعامل مطلب. حتى لانصطدم بالحقيقة.

الحقيقة المرضية  تظهر عند تمحيص التجربة ، حتى لو كانت قصيرة .
والتجربة لاتقاس بمقدار عمر الإنسان، بل بمقدار ما يستفيده من حياته. والذكي هو من يستفيد من تجارب الآخرين.

في حياة أي منكم، لابد أن منحتم مساحة من قلوبكم لأناس، اعتقدتم أنهم أصدقاء، وفي الأخير إكتشفتم أنكم منحتم مساحة من القلب لكي يزرعوا فيها أشواكاً ليتم طعنكم بها.
ومنحتم مساحات صغيرة لأناس، إكتشفتم أنهم يستحقون مساحات حب أكبر.. أناس ممتلئين حباً وإخلاصاً لكم .
المحظوظ من إكشف السيئين والصالحين  في وقت مبكر .
والأكثر حظاً من عرف قيمة الطيبين بعد مراجعة لمن اعتقد أنهم أخيار.

لايمكن معرفة الطيبين، إلا بمعرفة الأشرار.
غالباً، الأشرار يدمرون ، ليأتوا الأخيار لتطبيب ومعالجة ما تم تدميره.
مساحة التدمير هي بمقدار المساحة الممنوحة لهم في قلوبكم .
في النهاية، الناس مخابر، ليسوا مظاهر..
وراء المظاهر تختبئ الأسرار
لاتغتروا بالمظاهر.. فالثعابين ترون وجوهها بريئة.. وتظهر لكم أنها مبتسمه .. أو هكذا يتهيأ لكم .. ولكن الحقيقة مختلفة .
وقد ترون طيوراً يعلوا وجوهها شئ من العبوس. ولكنها ملائكة بأجنحة تحف بكم .
دققوا في الأفعال..
الأصل غلاب .. والجينات تلعب دوراً.
من وصايا والدي - رحمه الله .
" ياولدي صاحب في الدنيا إثنين:  صاحب الدين الطيب ( يعني المعتدل.. يخاف الله)، أو صاحب الأصل الطيب ( لم يقل صاحب النسب ) فالأنساب لاتظهر المعدن الأصلي، ربما معدنه مغشوش !
الأصل الطيب - الجينات  الأصيلة ، فهي لاتكذب !
وتظهر من التصرفات والتعامل، ومن طريقة التفكير.
وقال - رحمه الله:  أولئك؛ إن نفعوك،  وإلا لن يضرونك، الأول يمنعه الخوف من الله أن يضرك، والآخر يخاف على أصله - جيناته الطيبة  تجلب لك الخير وتمنعه من الشر، ووقفته للخير ومنع الضرر.
وإن اجتمع إثنان في واحد، فلا تتركه أبداً.. فهذا الصاحب نعمة من الله".

من تجربتي ؛ وجدت في أيامي الأخيرة، من يحملون في داخلهم كم كبير من الحب الصادق، والوفاء منقطع النظير.. ومنهم من يقف في ذروة الطيب، غير مسبوق في المرجلة، وصدق المحبة.
دققوا في اختياراتكم، وتفحصوا دائرة مجتمعكم في العمل ، والخاص، لابد أن فيهم من لا يقدر بثمن .
كما فيهم من لو عادت بكم الأيام، لما منحتموهم ذرة من الإهتمام والتقدير. أعداء أو أشد، ومنهم  من لايوجد في داخلة عداوة، ولكنه ممكن أن يصدق فيك أراذل الناس والكائدين !  


السعادة في وجود أحباء أصدقاء صادقين أشد من محبة أي أحد سوى الله ورسوله.
ولا يوجد ألذ وأطيب من محبة شقيق، أو صديق صدوق.

__________
قد يخطر  في عقل بعض من ليس لديهم باع في الفهم، أنني أكتب معبراً عن حياتي ، أو من معاناة وتجربة خاصة فقط.
أحب تذكير أولئك، إن كانوا صحفيين أو حكماء أو غيرهم:
أنا صحفي ، ممارستي للمهنة أثرت على طريقتي في الحياة.
الصحفي هو من يستطيع أن يعبر عن شجون وشؤون الآخرين.
أن تكتب وتنقل أحاسيس ومشاعر وطلبات واحتياجات، وحتى التعبير عن ما يخالج النفس عند الجمهور / القراء، المتابعين.
الصحفي؛ لايكتب عن ذاته ؛ أو لنفسه.
وأرجو أن يعتبر الزملاء والزميلات ، أن هذا هو الدرس الأهم في حياة الصحفي أو الصحفية .
إذا لم يستطيعوا الوصول إلى هذه الدرجة من فهم ما يخالج مشاعر الناس وعقولهم، فلا يكتبوا، ولا يعبروا، ولا ينقلوا أفكارهم.
أرجو قراءة الفاصل الأخير في هذا المقال، والتمعن فيه جيداً.
__________
نقطة أخيرة ذات صلة ..
يخاف كثير من أصحاب الرأي والأفكار الجميلة، من طرح أفكارهم للعلن، خوفاً من سرقتها.
نعم ، قد يكون الخوف في محلة، كلنا نعرف بوجود " لصوص الأفكار"، لايترددون في سرقة فكرة وينسبونها لأنفسهم. في كل المجالات.
أقول : لاننسى أنه لايوجد على الأرض من ينفذ الفكرة؛ كما صاحبها.
قد "يلطشها" لص أفكر، لكن التنفيذ سيكون أعرجاً ، مشوهاً.
طيب .. ماهو الحل ؟
نصيحتي لأي مسؤول، عندما يتم عرض فكره عليه، يجب أن يدقق ويتأكد ويسأل عن أصل الفكرة.و يجب أن يطلب خطة التنفيذ، ويعرضها على متخصصين.. هذا إذا لم يعرف صاحب الفكرة الأصلي.
أكرر.. لايمكن أن ينفذ الفكرة إلا صاحبها. أو يشرف عليها مبتكرها الأصلي.

وراء المظاهر تختبئ الأسرار