علّمونا .. وحققنا السبق

news image

 

كتب - عبدالله العميره
أعتقد؛ أن معظم السعوديين يشعرون بالإمتنان للأشقاء والأصدقاء العرب وغير العرب الذين بادلونا المعرفة بالعيش الطيب.
ألم أقل لكم في كل مرة؛ أن الحياة الصحية والصحيحة؛ في العمل التكاملي، وليس العيش على المعونة بدون مشاركة.
كأحد أفراد شعب المملكة العربية السعودية، أعترف بفضل الأشقاء في التعليم.
من تجربتي؛ في حياتي التعليمية:
في المرحلة الإبتدائية، كان كل المعلمين سعوديين.
في المرحلة المتوسطة، تعلمت على يد مجموعة متنوعة: موريتاني، لا أنسى ذلك المعلم الجاد المخلص، أسمه " صدّيق". كما تعلمت على  فلسطينيين، وممن لا أنساهم من الأساتذة الفلسطينيين في المرحلة الإعدادية: يوسف النبريص، وابراهيم حسن، وبين المعلمين؛  معلم لغة عربية؛ سوري، ومعلم مصري.
وفي المرحلة الجامعية، سعوديون وقليل من العرب. ولا أنسى ثلاثة أساتذة مصريين:
عبدالرحيم عارف، ومحمود الفيل، وربيع شعيب.

ولم أسمع يوماً ممن علمونا - فعلاً - يمنون علينا، ويقولون ، نحن من علمناكم!

وبعد هذا التنوع الجميل، الذي لايوجد له مثيل في العالم العربي.. تنوع شكل وحدة عربية حقيقية على أرض المملكة. ويحاول إفساد هذا التنوع فئة تختصر العملية بأنهم وحدهم من علمونا !

معظم العرب شاركوا معنا التعليم والبناء، والجميع نعم المشاركين ونعم الأخوة، نفتخر بأنهم معنا، أخلصوا في العمل. ونالوا الجزاء مقابل عملهم.
ومن شاركنا فعلاً لم أسمع أنهم يماروا ويمنون بمشاركتهم.. بل؛ متى أتيحت الفرصة لهم يعترفون أن المملكة منحتهم الأجر مقابل العمل، والإحترام والحب والتقدير والاعتراف بالجميل مقابل خلقهم الرفيع،  وما قدموه.

والمعرف عن المملكة أن هذا نهجها، منذ عهد الملك عبدالعزيز  - رحمه الله - الذي حرص على استقطاب أهل الخبرة من العرب، مفضلاً - رحمه الله - العربي على الأجنبي، مع أن الأجانب أكثر تعليماً وخبرة - آنذاك - حتى اليوم.
ولكن الملك المؤسس، له نظرة بعيدة تختلف عن غيره، ممن صار بعضهم يعتقدون أنهم يمنون.
العجيب أن من يعلن فضله علين، لم يكن من المشاركين، ولم يقدم شئ أبداً، وهو لايقوى على شئ.. عقليه ضعيفة، وفكر تعيس.. عقد مريرة!
لامشكلة .. أولئك لن يغيروا نظرة التقدير منا لمن عمل وأخلص. فهناك أوفياء من العرب، من لايمنّ، ولا يخدع نفسه بالأفضلية، ولا بالفضل على أحد.

هل يجوز لي أن أباهي ما قدمته وتقدمه المملكة للأشقاء وإنقاذهم من عواصف الزمان؟!
نعم يمكننا فعل ذلك، ولكن هذه ليست أخلاقنا العربية الأصيلة..
تعلمنا من أهلنا ومن قيادتنا، أننا لانمن على أحد.

نتاج تربية، ولأننا واثقون أننا تقدمنا بمراحل عن غيرنا، ولم نشعر في يوم بمركب نقص.
ولا تتردد حكومة بلادي في إيصال العلم لشبابها من أي مكان وفي أي مكان.

بالأمس استقطبنا معلمين.. وعندما توقفت المعرفة في البلاد العربية، تم استقطاب العلم الأكثر تقدماً.
فصار التمكين لشبابنا وشاباتنا أن ينهلوا العلم من أرجاء الكرة الأرضية .. من معلمين وأساتذة أمريكان وأوروبيين، وصينيين، واستراليين  وكوريين.. ومن كل بلاد؛ متقدم العلم فيها،  من خلال برامج الإبتعاث، أو إستقطاب كفاءات عالمية أجنبية في جامعاتنا الحكومية والخاصة.. جامعات متخصصة في كل العلوم الحديثة والمستقبلية، وليست مدارس " أ ب ت ث...".
دائماً أقول للأصدقاء من الزملاء الإعلاميين والمثقفين العرب، عندما نلتقي ونتحاور حول الحضارة الإنسانية، والمستقبل العربي، والتكامل..أقول:
المال والنفط، لم يصنعنا ، بل عقولنا هي التي خططت وبنت، وتبني للمستقبل .
هناك بلاد العربية - ربما - هي أغنى وأكثر ثراء وأجود نفطاً من السعودية، مثل العراق وليبيا.. وهناك دول فيها فرص للإستثمار على الأراض المحفوفة بالأنهار، والأراضي الخصبة.. 
نحن نحب العرب.. كل العرب. ولا نوقف رأينا فيهم على رأي من توقف دماغة على ناصية شارع أغبر من تاريخ الأمة في عصر الإنحطاط العربي والشعارات الفارغة.
___________
بدأت - منذ يوم أمس - أتلقى تهاني أصدقاء وزملاء عرب، بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 94
وأرد عليهم بتهنئتهم بمرور ما يقرب من قرن على إنطلاق قلب الأمة.. قلبهم العربي والإسلامي النابض.
لا أقول الله يبارك في أعماركم يا عرب.. بل الله يبارك فيكم وأعماركم يا أشقائي.

 

أسئلة لاتبرح خاطري:
علمونا، نعم.. ولكن ألم يسأل أحد نفسه: كيف ارتقى السعودي عنان السماء؟
والمعلمون أجناسهم تواجدوا في بلاد عربية أخرى،  علموا شعوبهم، ولكن تلك البلاد لم تتقدم ؟!