المنتخب السعودي المشرف !


 

كتب - عبدالله العميره

أشعر بالحرج عندما يأتي الحديث مع أصدقائي وزملائي - غير السعوديين - عن المنتخب السعودي لكرة القدم.
مستويات ونتائج غير مشرفة، ولا تتناسب  - على الإطلاق مع الرعاية  والدعم  من الدولة للإتحاد السعودي لكرة القدم والميزانية الضخمة التي تصرف على هذه اللعبة.
لا شكلاً ولا مضموناً.. لايوجد في المنتخب ما يشرف، أو يجعل المواطن السعودي يشعر بالفخر أن هذه المجموعة تمثله كمواطن سعودي، في وطن يصل إلى عنان السماء  - إلا ؛ كرة القدم!!
لم أنوي الكتابة عن منتخب كرة القدم الهزيل، ولا عن الدوري ، بعد أن تعبنا مع الفساد فيه الموسم الماضي، وسمعة الدوري التي لاتسر في العالم.
أتمنى أن تتعدل الحال هذا الموسم.
ولا أعتقد أنها ستتعدل السمعة دون قرار حازم وصارم، بتغيير كل الكوادر المرتبطة بكرة القدم على وجه الخصوص، وابعاد كل الدخلاء ، والقضاء على السوس والمفسدين للسمعة.


أقول، لم أكن أنوي الكتابة بعد ما حدث، لأن الصورة صارت واضحة للعالم كله، لولا أحداث مشرفة متجددة يصنعها الأبطال الحقيقيين من شباب وشباب الوطن.
حصد الميداليات والجوائز العالمية في الأولمبياد الدولية:  في الذكاء، والهندسة، والكيمياء والفيزياء.
آخرها - ومؤكد لن تكون الأخيره، خبر أسعدني وشرفني اليوم - كما يشرف كل مواطن ومحب لهذه البلاد،  وهو " تتويج المنتخب السعودي للمعلوماتية  بميداليتين عالميتين  ".
 

مثل هذه النتائج، هي التي تمثلنا، هي التي تمثل جانب مهم من قوتنا الناعمة ..
لا منتخب بإدارات أقل ما يقال عنها " جاهلة" وترتقي إلى الفساد، والعبث بسمعة المملكة من خلال واحدة من أهم مقومات القوة الناعمة .
هل من المعقول أن نرى هذا المنتخب - ضمن سلسلة منتخبات، لهم ثلاثون عاماً لم تحقق ما نتطلع إليه، رغم ما يصرف عليه؟
منتخب يمثلنا يتم اختيار معظمه من نادي واحد أو اثنين؟!
هل هذا المنتخب الذي يستحق أن يقال عنه نأخذه وندعمه ؟!!
يا لفضاعة الخجل، وقساوة " الفشيلة".

انتهى الحد عند هذا المنتخب، حتى لو فاز في مباراة أو اثنتينن، لن نصل به إلى ما نتطلع.
السؤال:
منتخباتنا  تقوم على نادي واحد أو اثنين أو ثلاثة، ويتم اختيار الأسوأ ، دونا عن بقية أندية الوطن ، وما فيها من لاعبين جذورهم من ارض الوطن ويحترقون من أجل خدمة الوطن.. هل هذه طريقة سليمة ؟  
لقد كذبوا، ويكذبون، عندما يقولون، أن هذه العناصر هي الأفضل في المملكة.
بعض لاعبي المنتخب الحاليين، هذه حقيقة مستواهم، لايمكن أن يقدموا أكثر من ذلك.. كثر خيرهم، ولا أرى عليهم ملامة.. الملامة على من اختارهم ووضعهم في هذه المواقف "المحرجة" ووضعنا في حال يرثى لها مع صدمات التطلعات من خلالهم.

إلى متى، يبقى احداً مقومات القوة الناعمة بعيداً..ويمثلنا بأسوأ ما يمكن؟

أتمنى على إعلامنا نسيان الحال في كرة القدم، والتركيز على من يشرفونا في العالم.. أبطال الذكاء والكيمياء والفيزياء والهندسة.. أبطال موهبة.
التعليم يتقدم  بعلو وهمة وجمال.. والرياضة بعيداً بسوأتها القبيحة.
إلى أن يغير الله الحال.. ونتطلع إلى يوم تتغير الحال، بحل المحال واحلال الأجدر مكان المحال الذي لن  يتغير  لو تم الإبقاء عليه.