هذا هو الفرق !

news image

 

كتب - عبدالله العميره
بين الرقي في التفكير والتصرفات الجميلة الحضارية والتعامل الديني والإنساني، وبين العجرفة والعربجة والتخلف في التفكير والأسلوب والتعامل بصلافة .
__________
قد تتساءلون؛ لماذا هذا المقدمة والمدخل القاسي؟
الإجابة: لأن  العجرفة والعربجة لا تستحق غير الضرب بالسوط.. وسوط الكلام أكثر قسوة، ولكن البعض لاينفع ..
وجب التذكير !
وأهل الصحافة الأصحاء ليس بيدهم غير سوط الكلام؛ للمساعدة في علاج الأمراض، أما السيف الفاعل، فهو بيد السلطة العليا فقط.

يوجد في المحيط المحلي والعالمي  نقاط في غاية الأهمية؛ يجب التوقف عندها، لنعرف كيف تسير المجتمعات، وأحوالنا.
دائماً أتساءل:" لماذا نحن شعوب مستهلكة (بضم الميم وفتح اللام) واستهلاكية، وغيرنا ينتجون .. متقدمون بما ينتجون؟!
هل عقولهم أرجح وأدمغتهم أذكى؟
هل أخلاقهم أعلى؟
طبعاً؛ هذا له علاقة بالتربية والتعليم والتثقيف والإعلام.
مصيبة المصائب ؛ الإعتقاد - في هذا الزمان - أننا مازلنا كما كنا؛ في محيط ضيق  منغلقون عن العالم. لانتأثر، ونريد أن نؤثر بما فينا من خير وشر ( خلط في مفاهيم الحياة وتأثيرات الإعلام).


من المأثور عن الشيخ محمد عبده عندما ذهب الى مؤتمر باريس عام 1881 ثم عاد فيما بعد الى مصر، أنه قال حينها مقولته الشهيرة: "ذهبت الى الغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين، ولما عُدت إلى الشرق، وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلامًا".


كما؛ ذلك الشيخ الدكتور الأزهري، عندما دعته إحدى الجامعات الأمريكية ليلقي محاضرة عن الإسلام.. النظافة والطهارة والصدق، والأمانة في الإسلام، ومحاربة الإسلام للفساد.
قبل أن يلقي محاضرته؛ أطرق - شارد الذهن، وسُئل عن سبب شرود ذهنه ؟
قال، أخاف بعد المحاضرة أن يسألني الطلبة الأمريكان سؤالاً أعجز عن إجابته .. قلوا للشيخ، ماهو السؤال؟ قال:
أخاف أن يسألوني : "  مادام الإسلام كذلك، فلماذا أنتم هكذا ؟!".


في المجتمعات التي يقال عنها إسلامية، وصاحبة حضارة مبنية على الأمانة وكلمة الشرف والأخلاق والرقي والنظافة في المخبر والمظهر.. في هذه المجتمعات ينتشر الكذب والتدليس والغش والدجل، والعربجة التي لامثيل لها .
وبنتشر أكثر بين المجتمعات التي تدعي الإسلام، وتعتقد بالخرافة.. تلك مجتمعات أخطر على الإسلام والإنسانية جمعاء.


تجدونها في التعاملات اليومية، حتى في تعاقدات كرة القدم، وفي المدرجات - أياً يكن باعثها وصاحبها ومهندسها.

يبقى السؤال الأهم:  لماذا ؟ -  من المستفيد؟
بعضها منتج محلي، وكثير من تلك العادات والأخلاق القبيحة مستورد؛   إما من جينات خبيثة، أو مستشارين من أخبث أجناس الأرض، أو ممن جذبته العقول المافيوية والأساليب الإرهابية ..التقت وتجمعت  في العقل المافيوية والارهاب.
من الطبيعي أن القبيح لاينتج عنه إلا قبحاً ..
لقد تعود على القبح في التخطيط، وفي نعدام الخلق وضعف الأمانة والذمة، وسوء التفكير والمعاملة، وخطورة التخطيط. وأكل الأموال بالحرام.. وما جاء بالحرام يذهب في الحرام.

لماذا تترك الدرعى ترعى ، حتى تستفحل المشكلة، ويصعب حلها، إذا كان لها حل، وغالباً عندما يستفحل السرطان، فلا علاج له.
ما يحدث لاعلاقة له ببوابة الإقتصـــاد، بل ظرب من ظروب الفســــاد.
العلاج .. 
المكافحة في وقت مبكر ( تفعيل خطط السلامة)، أما إذا تقدمت المرحلة وصعب العلاج ، إلا بالبتر، فبتر العضو الفاسد قبل أن يفسد الجسد كله.