دهاء اليائسين

news image

 

كتب - عبدالله العميره

كان متكئاً؛ فاعتدل .. نظر بنصف عين ، مغمضاً الأخرى، وكأنه " ينشن " ببندقية ، يستعد لإطلاق رصاصته على طريدة.
لا أدري من أين جاءت كلمة " ينشن " وربطها بأداة صيد, رغم  المعنى اللغوي المختلف..
ينشن في اللغة يعني صوت صبِّ الماء ، أو صوت غلَيان الماء.
أعتقد بين المعنيين إرتباط: القنص وصوت الماء المغلي.
أليس كذلك؟!
أراد أن يعبر عن دهائه ومكره!!
فأغمض عينيه الإثنتين، ثم فتحهما، واعتدل مستقيماً..  وأخذ "يبرم" شاربه، ثم قال بصوت ملئ بالثقة : " لاتستهينوا بدهاء اليائسين".

الإنصات للمتحدث؛ في مثل هذه الحالة، لايعني الجمود، والبحث في المقصد.
لكنها الصدمة الأولى، تفعل فعلتها.
صاحبنا ، أحدث هزة، وصمت.
هذا نوع من الدهاء. أو الخبل.
الصمت نوع من المكر، والرجفة الأخرى بعد الصدمة الأولى؛ أكثر دهاء.

هنا؛ أريد أن أخاطب أهل الإعلام، من صحفيين وغيرهم ، ممن لهم إرتباط بالإعلام:
هل تحرك عقلكم الباطن؟
هل أثرت فيكم الصدمة.. وتحركت في أدمغتكم؟
أم جمود وتجمد؟!

صوت المتحدث، في الحالة الطبيعية عند المستمع؛ كمن استمع إلى طرقعة مفتاح التلفاز، أو همس " الريموت" وبدء الإرسال. محتواه أشد من تأثير التريتيوم مع الديوتيريوم، المخلوط باليورانيوم.
أشد دهاء من إبليس ذاته !
وإبليس لايفكر في الخير، وليس بذاك العبقري في الحياة.
إبليس ذكي في أعمال الشر، لكنه لو فكر في الخير؛ لصار أغبى خلق الله!
الأمر الواقع؛ يحتم - أحياناً - أن تكون إنساناً أشد دهاء من إبليس في ذروة تنفيذ خطته..
الإستكانه أمام "الأبالسة" وأولادهم؛ تصبح حالك كمن وضع الملح والفلفل على طريدة تم شواءها وطهيها حتى استوت وحان أكلها.

ملاحظة:
من لم يفهم هذا الموضوع؛ لايتعب نفسه، فهو مخصص لغيره ممن يهمهم الأمر ويفهمون.