الهيئة الملكية لمحافظة العلا تؤسس الصندوق العالمي لحماية النمر العربي من الانقراض في محمية شرعان
بتوجيه ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أسست الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الصندوق العالمي لحماية النمر العربي من الانقراض في محمية شرعان بالعلا. وقال صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عبر "تويتر": "بتوجيه ودعم سمو سيدي ولي العهد، أسست الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الصندوق العالمي لحماية النمر العربي من الانقراض في محمية شرعان بالعلا".
ما هو الصندوق العالمي لحماية النمر العربي؟ وما هي أهدافه الأولية؟
العلا هي موطن للجمال الطبيعي المذهل، مع مواطن متنوعة ازدهرت مع الحياة وعاشت مع أجدادنا الأوائل. وقد تم تخصيص منطقة الوادي الجميل في شرعان كمحمية طبيعية، مما يضع معيارًا جديدًا في المنطقة لإعادة التوازن بين النظم البيئية الصحراوية الحساسةـ ويعكس التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على البيئة الطبيعية للأرض.
وسيتبلور جزء من هذ الالتزام عبر إنشاء الصندوق العالمي للنمر العربي، وهو النوع الذي كان منتشراً في جميع أنحاء جبال العلا في السابق.
وتتمثل مهمة الصندوق العالمي لحماية النمر العربي في "ضمان وجود مجموعة قابلة للحياة ومدارة بشكل مستدام من النمر العربي، مع توفير فرائسه البرية ومواطنه الطبيعية وضمان تعايشه مع المجتمعات المحلية".
لماذا اختارت الهيئة الملكية لمحافظة العلا حماية النمر العربي؟
صنف النمر العربي على أنه معرض للخطر الشديد من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وقد تم الاعتراف بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ النمر العربي من الانقراض من المملكة العربية السعودية وفي المنطقة بشكل عام. وحاليا لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للنمور العربية التي ما زالت على قيد الحياة في البرية، لكن قد يصل المجموع الكلي للبالغين منها إلى أقل من 250 نمراً، أو حتى إلى أقل من 100. أما هذه المجموعات الصغيرة المتبقية، فهي معزولة، ومجزأة ومهددة بالانقراض. وفي المملكة العربية السعودية فهناك على الأرجح أقل 50 نمراً عربياً، ومن المحتمل عدم وجود نواة لتكاثرها هناك.
وتراجعت أعداد هذه النمور بسبب اضطهاد البشر من خلال الصيد والتسميم، وانحسار أعداد فرائسها إلى جانب التوسع في التنمية حول موائلها الطبيعية. كما أن الانخفاض في أنواع الفرائس يعود أيضا إلى الصيد الجائر والرعي الشديد للغطاء النباتي من قبل الماشية المحلية.
ويبدو أن أعداد النمر العربي وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية لدرجة أن تلك الأنواع قد لا تتمكن من البقاء في البرية بدون دعم برنامج تأهيل يرتكز على الحيوانات المرباة.
هل توجد بالفعل برامج مماثلة في المنطقة؟
هناك برنامجان رئيسيان للتكاثر في الأسر في شبه الجزيرة العربية، أحدهما في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعمل كمركز تربية للحياة البرية العربية المهددة بالانقراض، والآخر في الطائف في المملكة العربية السعودية، وهو مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة البرية، والذي يقع حاليا تحت إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا. ويحتضن مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة البرية ثلاثة عشر نمرًا عربيًا )بما في ذلك ثلاث إناث(. وتنوي الهيئة الملكية لمحافظة العلا نقل مركز تربية الحيوانات البرية في الطائف في نهاية المطاف إلى منشآت جديدة تقع داخل محافظة العلا.
كيف ستتم هيكلة الصندوق؟
على مدى الأشهر الثلاثة القادمة، ستعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الخبراء الرئيسيين، مثل Panthera وIUCN وWWF وMbZSCF وحديقة حيوان ساندييغو وSWA لإعداد هيكل الصندوق، بما في ذلك نموذج الحوكمة والتشغيل.
كيف سيحقق الصندوق أهدافه؟
سيشارك الصندوق مع المنظمات الوطنية والإقليمية الهادفة للحفاظ على النمر العربي وموطنه. حيث تحتاج النمور المهددة بالانقراض إلى مواطن معزّزة ومجموعات من الفرائس لتبقى، فضلًا عن ممرات محمية لربط التجمعات المبعثرة على نحو متزايد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام التمويل للتعريف بحالة هذا النوع ورفع مستوى الوعي حول التهديدات التي تواجهها مثل فقدان الموطن، والصيد التنافسي والتسمم.
وستسعى حملات التثقيف العام إلى الحدّ من الصراع الإنساني الفوضوي وإظهار قيمة النمور للمجتمعات المحلية، من خلال مبادرات السياحة الإيكولوجية على سبيل المثال. ومن الأمور التي يجب القيام بها تمويل عمليات مسح شاملة لتوزيع النمر العربي داخل المملكة العربية السعودية وتحديد المجالات الرئيسية للحماية، وتقييم التهديدات مثل أعداد الفرائس والصيد غير المشروع وتعزيز مرافق التربية في الأسر الموجودة. ويمكن أن يتبع ذلك تقييم إضافي للأنواع وموائلها في البلدان المجاورة.
أين سيستثمر الصندوق؟ ما الذي سيستثمر فيه؟
سيركز الصندوق على دعم مجموعة من المبادرات المتعلقة بما يلي:
المراقبة. تحديد التوزيع الحالي للنمور العربية ومواقع الاستعادة المحتملة.
المناطق المحمية. إنشاء شبكة إدارة فعالة للمناطق المحمية والمحميات الطبيعية الأخرى، مع التركيز على المواقع والممرات المعروفة والمحتملة للنمر العربي.
التفاعل الاجتماعي. ضمان الدعم من المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة في برامج حماية النمر العربي.
الوعي العام والتعليم. التركيز على مزايا وفوائد وأهمية الحفاظ على الأنواع والمواطن.
بناء الموارد والقدرات. تأمين الكفاءات والوسائل اللازمة لتنفيذ برامج الحفظ.
تطبيق القانون. تبني وتطبيق التشريعات المناسبة لحماية النمر العربي وفرائسه ومواطنه.
ترميم الموقع. تخفيف العوامل الرئيسية المسببة لانخفاض النمر في المواقع القائمة والمحتملة.
انتعاش الأعداد. تعزيز وإعادة تأسيس أعداد النمر العربي حيثما كان ذلك مناسبًا.
التعاون الدولي والشراكات. ضمان التعاون والشراكة الفعالين بين دول النطاق والوكالات ذات الصلة التابعة لها ومع الشركاء الدوليين.
التربية في الأسر. توفير مخزن وراثي وديموغرافي لبقاء النمر العربي من خلال التربية في الأسر.
نهج الحفظ المتكامل. الجمع بين المشاريع في برنامج شامل للحفظ في الموقع وخارج الموقع.
سوف تستند الاستثمارات إلى المقترحات التي تقدم تفاصيل عن خلفية المشروع، والإجراءات والنتائج المتوقعة للحفظ، بالإضافة إلى طرق قياس النجاح.
وستدعم المبادرة المملكة كونها دولة طموحة تحكمها رغبتها في صون وحماية البيئة الطبيعية الأكثر حيوية.
وتماشيا مع أهداف رؤية المملكة 2030 ، فستتمكن المنظمات غير الربحية من خلق تأثير أعمق على المملكة العربية السعودية والعالم ككل. كما ستساهم المبادرة في تنمية اقتصاد مزدهر من خلال إنشاء قطاعات جديدة للحفظ البيئي والسياحة الإيكولوجية؛وتعزيز مجتمع نابض بالحياة من خلال المشاركة والتدريب وبناء القدرات المستدامة للمجتمعات المحلية.