الكعابة
كتب - عبدالله العميره
من أمثالنا القديمة " الهزيمة شينة ولو في لعب الكعابة" و " الخيبة أشد إيلاماً".
ومن الأقوال المأثورة عند العرب: " نحن قوم لانستسلم؛ ننتصر أو نموت".
لم تعد هناك حروب لها ديمومة العيش - كما السابق .
فنحن في نعمة وأمن وأمان، ولكننا نعيش حالتين دائمتين، لاننساهما:
الأولى: الحفاظ على الأمن والنعمة.
ومن الحفاظ على الأمن والنعمة؛ الإستعداد دائما، لمن يريد أن ينال من أمننا ونعمتنا. ونصد من يحاول أن يستغل برامجنا لصالحهم فقط، من دول ومنظمات خارجية.
( نعم، هناك طفيليون يستغلون إعلامنا وبرامجنا ، باقحام أنفسهم، ويجيرون العمل لصالح بلادهم فقط).
الثانية: أن نُظهر للعالم قوتنا، في كل شئ.
القوة الخشنة؛ ليهاب العدو، ويسعد الصديق.
والقوة الناعمة التي تبرز مقومات قوة الفكر والعقل والإبداع، ونشرها في العالم، بالوسائل المؤثرة.
العمل الصحفي؛ مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالقوة الناعمة ( قوة روحية ومعنوية بما تجسده من أفكار ومبادئ وإبداع الإنسان في البناء والثقافة والفن والرياضة ، الجالب للإحترام والإعجاب،والتأثر به.
وبالدبلوماسية الناعمة؛ هي نوع من القوة الناعمة: القدرة على الحصول على ما تريد بالجذب بدلًا من الإكراه أو الدفع. وهي تنشأ من ثقافة البلد، ومُثله السياسية وسياساته".
والدبلوماسية الشعبية، وهي أساس بناء القوة الناعمة ، ومن أهم مجالات الدبلوماسية العامة.
والدبلوماسية الشعبية دبلوماسية تحويلية .. وتُعرف الدبلوماسية الشعبية بأنها تلك التي تستهدف مخاطبة الجماهير بوسائل محببة - قنوات التواصل بين الشعوب)..الهدف منها في الأساس كسب الرأي العام.
لن أطيل في التعريفات، ولا في سرد الأهداف واختراع وسائل تحقيقها وأهدافها.
_____
لدينا في المملكة العربية السعودية مقومات عظيمة - في كل المجالات - رسائل على الأرض واقعية تدعم تحريك القوة الناعمة. يمكننا أن نستلهمها من برامج رؤية 2030، وما تم تنفيذه على أرض الواقع، في كل المجالات .
ومن بين هذه المجالات الرياضة.
استقطاب الأقوى في العالم، وتنفيذ برامج غير مسبوقة عالمياً.
اثنان من المستحقات والأهداف:
1- هل تم تنفيذ البرامج بدقة، وبتأثير يوازي قوة البرنامج.
2- هل يتم قياس الأثر، أم نكتفي بالدعاية وصرف الميزانيات، ولايتم التركيز على الأهم، وهو الأثر أو النتائج، وقياس ما تحقق من الأهداف.
3- هل نكتفي بالتنظيم، أم نستثمر ( نستغل) فيما يتم تنظيمه من مسابقات بالعالم.
_____
ما أراه، أننا ننجح في إيصال الرسالة، بوسائل تقنية تمكن من مخاطبة الآخر.
وننجح في إبراز قدرات شبابنا في مسابقات الذكاء بالعالم، وهو ماترك أثراً رائعا.
وننجح في تنظيم مسابقات لها تأثير ، بإشراك العالم فيها: كالملاكمة، وسباق السيارات والرياضات الإلكترونية. وفي برامج السياحة والترفيه.
لكنني أرى عدم النجاح - كما يجب - في الإستثمار بالرياضات الشعبية الأولى بالعالم: كرة القدم، والألعاب الأولمبية.
فشل في تحقيق أهداف دوري كرة القدم - الموسم الماضي. ليس فشلاً في إدارة الدوري فقط، بل تم العمل على ضد النجاح ، وبدلا عن ترك سمعة طيبة، صار الدوري السعودي ( العام الماضي) مثار سخرية، ومثال للفساد!
لنعلم أن العالم لن ولا ينسى السوء في العمل، إلا بمعالجة الخطأ، وتحويل السئ إلى جمال ونجاح باهر.. هنا فقط يمكن للعالم أن ينسى، بل يمكن قلب الفكرة، من سيئة إلى حسنة.
وفشلنا ، في تكوين منتخب أول بكرة القدم، يوازي ما يصرف عليه، فيما تقدم علينا دول، أقل إمكانيات مادية ( عادة الإمكانات المالية هي التي تسهل تحقيق الأهداف بسرعة ) ولكن لسوء إدارة المنتخب، وسوء اختيار العناصر. جعل من منتخبنا اضحوكة.. وأحدث سؤالا استنكارياً كبيراً:
كيف خراج هذا المنتخب الهزيل، من رحم " أقوى" دوري بالعالم ؟.
وها نحن نرى دورة الألعاب الأولمبية في باريس، واستثمارنا فيها ( صفر)..
نتمنى من الأعماق، أن يكون 2025 ، بداية تغيير، وأن تحدث فيه نقلة عدل ضخمة، لتحقيق نتائج ومكاسب وطنية مشرفة، ترفع الرأس.
أعني أن يعمل المسؤولون؛ المناط بهم العمل؛ جدياً، لتحقيق طموحات القيادة والمواطنين والمحبين.
_____
لايجب أن نضع رؤسنا في الرمل، ونقول كله تمام بفضل الدعم.
نعم يوجد دعم ضخم من الدولة، ولكن التنفيذ ليس في المستوى المأمول، لايرون غير مكسب نادي بعينه، ولمن بعده الطوفان، لايهم وطن ولا سمعة وطن.
المواطن، والعالم، يعرف العمل الجيد من النتائج على الأرض.
قبل كأس العالم المقبلة .. أمامنا " امتحان " إثبات أن مالدينا من دعم، يجب أن يوازي النتائج الإيجابية.
لا أعتقد أن وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل يرضيه ما يحدث، ولكنني أتعجب من سكوته عن التغيير بما يحقق له جهده ورغبته، ويحقق لكل الأندية المبتغى - والأهم ، للوطن، ما نريده.
نعلم أن الدوري أو الكأس، لن يحصل عليه إلا نادي واحد.. ولكن عندما يتحقق الكأس بالعدل، هذا يسعد الجميع، وتكون المنافسة مرضية في النتائج.
وبالتالي، مؤكد سيخرج لنا منتخب مشرف، شكلاً ومضموناً، نفاخر به أمام العالم.
أتمنى معالجة الأخطاء في الماضي، وأرجو أن نمحو كل ماحدث من خيبات. ونسعد بالعدل. وأن يخرج الدوري في الأداء والأخلاق، ما يبهر العالم، كما شاهدنا في أبطال أوروبا والألومبياد.. بل نرجو أن يظهر التنظيم، كما تنظيم هيئة الترفيه للرياضات الأخرى.
_____
لولا الأخطاء، والجد في علاجها؛ لما وصلنا للعمل الجيد.
العابنا القديمة، ومنها “ الكعابة"، فيها تنافسية، وفيها حركة وذكاء.. ويمكننا الفوز بالذهبية، لو كانت اللعبة مدرجة في الأولمبياد !