لن تهجرك يا ماثيو !
كتب - عبدالله العميره
يمكن القول أنني مع من يعشق الأفلام الأمريكية ، بخاصة ذات الحركة الذكية، وقصة تجعلك تعيش مع تفاصيلها، ولها طابع أمني، وهدف مرسوم.
أفلام الأكشن : الأداء، التأثير.. . مثل فيلم SAFE HOUSE والذي وردت فيه العبارة "لن تهجرك يا ماثيو ، بل أنت من ستهجرها".
ومشابه له فيلم JASON BOURNE
انصح بالمتابعة لمعرفة أسلوب الإخراج، والهدف .. وللمتعة فقط لاغير!
وكلما كان الفيلم قديماً، ويعيش الحاضر، كلما كان أكثر تشويقاً ومتعة .
هناك أفلام لاتموت. بل تعيش وكأنها صنعت اليوم وفي المستقبل.
أستطيع أن أشبهها بأفكار الكاتب والفيلسوف جان جاك رسو (28 يونيو 1712 - 2 يوليو 1778). وهو من مفكري عصر التنوبر الأوروبي. وهو الذي قال - بعد أن ضيق عليه كهنوت الكنيسة والمجتمع في عصره.. قال عبارته الشهيرة: " بعد200 عام ستفهمون".
من يقرأ لجان جاك رسو اليوم (بعد 246 عام) من وفاته، سيفهم ماكان يقصد.
ما يعاب على الأفلام الأمريكية، أو بعضها، أنها تبالغ في إهانة عقل المتلقي،. تبالغ في العرض، حتى يخيل للمشاهد أن أمريكا الدولة العظمى الوحيدة الأقوى ، والتي لاتغلب، وأنها الجبروت الذي لايُقهر.
في سنوات سابقة، كانت لأفلام " الأكشن" الأمريكية تأثير.
نتذكر مسلسل "رجل الستة ملايين دولار " - ستيف أوستن - الخارق، ظهر على الشاشات عام 1973.
لو تم عرضه اليوم، سينال قصطاً كبيراً من السخرية، كما كثير من الأفلام الهندية والمصرية.
اليوم؛ الجيل الحالي، لم تعد تؤثر فيه تلك الحركات وطريقة الإخراج المثيرة للسخرية.
كثير جداً من الناس ، يعرفون أمريكا أكثر من الأمريكيين أنفسهم ، لاتحتاج لتمجيد أكثر مما تستحق.
لها متا كل التقدير على تقدمها، وقوتها، ولكنها ليست بتلك القوة الخيالية التي ترسمها أفلام هوليود.
الجيل الحالي؛ يفكرون بعقولهم، وقليل جداً من يفكر بتأثير مشاعره فقط ، وهذه الفئة الأخيرة، لاتأثير لهم.
العالم قد يتابع اليوم فيلماً من أفلام الأكشن الأمريكية المحبوكة، ونفس البشر، يتابعون أفلاماً واقعية (أخبار وقصص إخبارية) عبر الشاشات الإخبارية، ممتلئة بالحروب والدمار والقتل والتشريد - كما يحدث في فلسطين - حروب لم تستطع أمريكا أن تمنعها، بل بعض الحروب تغذيها .
طبعاً لايجب الخلط بين مخططات السياسيين، والعسكريين، وصناع الحروب، وصانعي الإرهاب ومحاربيه، وبين المجتمع الأمريكي الذي يتشابه معنا في الطيبة، وربما في طريقة التفكير، لتقارب البيئة، مع اختلاف الجنس.
ربما يسألني أحد في هذه اللحظة : هل تحب أمريكا؟
إجابتي، تنطلق من نسبة وتناسب ..
ككتلة واحدة، نعم أحب أمريكا ، فهم الشركاء الذين استفدنا منهم واستفادوا منا، وهم الأقرب ، رغم الاختلاف - أحياناً - في بعض وجهات النظر .. اختلاف، قد يتحول - أحياناً - إلى خلاف، لايطول.. .
إلا من بعض تصرفات وسياسات عدائية من أفراد، لايهمهم المصالح العامة والعليا الدائمة .
والمصالح تحكم.. وكثير من المؤذين يتراجعون.
عندما أقول نحن، فأقصد نحن في المملكة العربية السعودية . والعلاقة مع الولايات المتحدة.
"لن تهجرك يا ماثيو ، بل أنت من ستهجرها".
إذا استمر صراع هوليود من أجل البقاء على القمة.. فهناك قمم ظهرت، وتكبر كل يوم بسرعة.
ومن المصلحة أن تكون الأفلام واقعية، لاخيال.
وإن استمر الخيال، فإنه لايمكن أن يؤثر على علاقة قارب عمرها من القرن.