مكامن السعادة والتعاسة في الحياة

news image

 

كتب - عبدالله العميره
عندما أريد الخروج إلى العالم، وأعيش مع السعادة في الحياة فإن من طقوسي المفضلة؛ مشاهدة الطبيعة، ومخلوقات الله عبر قناة WILD - إذا لم تتهيأ لي فرصة السفر ، أو الخروج إلى الطبيعة مباشرة .
كم أحرص على العيش وسط  فرح الناس في العالم، بمشاهدة - مثلاً - دورة الألعاب الأولمبية ، أجد فيها متعة.
منتهى السعادة أن تشارك الناس في نشاط يجلب المرح .
ولا أحب - مطلقاً، المسلسلات والأفلام الكئيبة، أو جالبة للتعاسة، وبخاصة العربية، وبالذات المسلسلات التي يكتبها أناس من السرداب .. كآبة في كآبة .. وتسطيح في غاية الغباء. وتستهدف كبت الناس!
ومما يترك فيّ أثراً سلبياً، ، مشاهدة  عروض يتم التركيز فيها على التوافه، أو الأداء المسطح..
لا إبداع ، ولا محفز على الإبداع .. بل العكس.
كممارس للعمل الصحفي (40عاماً)، وإن شئتم ( 40 سنة)، وكدارس ومتخصص في علم نفس الإعلام، والمؤثرات الفكرية على الخطاب، وتحليل الخطاب الإعلامي  (وبقية انواع الخطاب).. أدرك جيداً مسببات (الإسترجاع، والنكوص، أو توقف العقل)..
الإسترجاع، والنكوص، وتوقف العقل، تدخل ضمن أساليب إعلامية، تنتهجها دول، تفرض عليها، أو تتعمدها في منهج، ليصل المجتمع إلى حالة من الجمود العقلي حتى تسهل قيادته. وهذا يدخل في إطار سياسة (الإستثمار في الجهل).
لا أريد أن أتعمق، فالموضوع عميق وطويل، وبائس ، وجالب للتعاسة.. وهو ليس موضوعنا في هذا المقال.
أريد التركيز على جوالب السعادة . المحفزة على البناء والإنتاج والإندماج الإجتماعي، ومع بقية البشر.
طبعاً؛ من أجل السعادة، لابد من معرفة مواطن التعاسة ، لنتجنبها.
للوصول إلى نتائج طيبة، لابد من إجراءات، تقوم على البحث. وهذا يدركه المتخصصون. باتباع أساليب البحث، باختيار النوع المناسب من مناهج البحث:
التاريخي.  التجريبي. الوصفي. دراسة النمو والتطوّر. ودراسة الحالة.
النتيجة؛ التوصل إلى مصادر السعادة.
علينا اختيار الوصفات الجالبة للسعادة، والمعينة على الوصول إلى الغاية؛ وهو الفرح.
في ديننا الإسلامي؛ بواعث الفرح والسعادة كثيرة .
على رأسها؛  طاعة الله تعالى، والسعي إلى عمل كل ما يرضيه سبحانه وتعالى.
وتجنب الإستجابة للفكرة الجالبة للتعاسة - أعني؛ تأنيب الضمير. وعدم حسن الظن بالله.
إذا وصل إي منكم لدرجة عالية من تأنيب الضمير، عليه أن يتوقف عن الإيذاء، وأن يعلم علم اليقين أن الله غفور رحيم.
كما من بواعث السعادة، والبهجة ، الصدقات، وتقديم العون للمحتاج.. فلذة العطاء لا يعادلها لذة.
كما من الأسباب الرئيسية في استمرار بعض الناس في إيذاء الآخرين، هو الشعور  بأن الإيذاء سلوك يعزز القيمة، ويمتع النفس - هذا مرض، يتصف به الساديين من البشر .
_____
من بواعث السعادة، ودليل على رضى الله تعالى؛ إعمار الأرض.
سأضرب مثالين إثنين:
1- ما يجري في المملكة العربية السعودية ، من تنفيذ استراتيجية (2030) ، خبر مثال على الأرض، أن الله قيض لرجل دولة ( الأمير محمد بن سلمان) ليعمر الأرض، وقبل المشاريع الضخمة وما فيها من استقطاب لللإستثمار من كافة أنحاء العالم ؛إعمار ورعاية غير مسبوقين للحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن. 
عمل عظيم مشهود، يؤكد أن الله اختار هذا القائد ليقوم بأسمى مهمة خلق الله الإنسان من أجلها ( عبادة الله وإعمار الأرض ).
2- المثال الآخر، في قصة أو حديث دار  بيني والصديق العزيز الكاتب والمفكر الإماراتي أحمد إبراهيم، في دبي، قبل أكثر من عقد من الزمن..
أتذكر جيداً أنه سألني عن التطور في دبي، ورأيي في الشيخ محمد بن راشد.
قلت له ، باختصار: هذا الرجل، أعني الشيخ محمد بن راشد، أشهد أنه من أهل الجنة - بمشيئة الرحمن، وأن الله راضي عنه - أرجو ذلك - فما قام به ويقوم في إعمار الأرض، ليس يالأمر  الهين، فقد ساهم في تطوير دبي بشكل مذهل، ليس هذا فقط، بل فتح الإمارات ليتكسب كثير من البشر ، وفتح بيوتاً، ومنح فرصة ليعيش الملايين بكرامة، بإطعامهم  عن طريق ذويهم العاملين في دبي.
أرجو أن بستمر الشيخ محمد، وتستمر الإمارات في طريق البناء والخير.. وعدم الإستسلام ، أو الإنجرار وراء من  يريد للإمارات أن تتحول إلى طريق آخر غير  البناء والمحبة.
_____
حكمة بليغة - أثر -  لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص:
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".