أكاديمية الإعلام السعودية .. المهمة الصعبة السهلة
*كتب - عبدالله العميره
أسعدني خبر إطلاق أكاديمية الإعلام السعودية أول برامجها التدريبية، في مجالات الإعلام والإعلان الرقمي.
( الخبر في وكالة بث ).
يبشر ببداية تشكيل كوادر صحفية متخصصة.
أكبر معاناة تواجهنا في وكالة بث، وتواجه غيرنا؛ هي عدم وجود الصحفي السعودي والعربي العالمى.
99 % صحفيين تقليديين. النسبة الأقل لابأس بهم، ولكن بجاجة إلى تطوير.
والأكاديمية ممكن أن تحل هذه الإشكالية المزمنة.
عندما انطلقنا إلى العالمية، تبين حاجتنا إلى صحفيين وصحفيات عالميين وعالميات على مستوى عال في أهم متطابات العمل: (الحس، الثقافة، الإستيعاب، القدرة على ترجمة الأفكار، التطور السريع للسباق مع الإعلام العالمي، الإبداع في العمل..).
والإبداع لايمكن أن يكون إلا بتوفر العناصر السابقة، مع فهم لأهم عنصر من عناصر المعادلة ، وهو ( الهدف ).
الصحفي أو الإعلامي الذي لايعرف ماذا يريد؛ لاتنتظر منه إبداع.
ثمة أمر مهم، وهو؛ التركيز على التخصص في كل مجال، مع معرفة جيدة بكل التخصصات.
الصحافة بتخصصاتها المتنوعة، والإعلام الاجتماعي، وإلكتروني، و الرقمي، والبديل..الخ.
كما التركيز على علم النفس الإعلامي - المعرفة والنظريات النفسية، في جوانب كالذكاء والتعلم، والاتصال، وتأثير وسائل الإعلام على عقل الإنسان وانفعالاته وسلوكه، وسيكولوجية الإعلام المتعددة .
المتعارف عليه؛ أن تخصص الإعلام يعتمد على جمع الأخبار والمعلومات، وتحريرها وإعدادها لنقلها الى الجمهور، عبر مختلف الوسائل الإعلامية.
في هذا الإتجاه، نحتاج إلى تحديد الفهم، والهدف.
والمتعارف عليه أن معادلة وسائل الإعلام / نظرية المعادلة الإعلامية :
وسائل الإعلام = الحياة الحقيقية
بمعنى أثر وتأثير وسائل الإعلام في الحياة، وعلى الأفراد والجماعات.
السؤال هنا:
مالمقصود بالإعلام؟
هل المقصود بالإعلام أنه الوسيلة أو التقنية المعنية بنشر الأخبار ونقل المعلومات؟
أم أن الإعلام يتناول مهاماً متنوعة أخرى، تتعدى نشر الأخبار إلى موضوعات الترفيه والتسلية، خصوصا بعد الثورة التلفزيونية وانتشارها الواسع، وسيطرة مفهوم القوة الناعمة وارتباطها بالدبلوماسية العامة أو الدبلوماسية الشعبية، وجهود التواصل مباشرةً مع الجماهير الأجنبية والمحلية من خلال وسائل وبأساليب غير رسمية.
لتلك الأفكار تفاصيل.، المهم فيها يكون في التركيز على كيفية تعامل الناس مع أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون ووسائل الإعلام الجديدة - المغزى العملي لمعادلة الوسائط -.
الخلاصة - أو الهدف؛ التأثير .. تأثير الإعلام هو القوة الفعلية التي تمارسها رسالة وسائط الإعلام.
الوسائل إلى تحقيق ذلك، ليس فقط العمل الصحفي، وكتابة الخبر، أو التميز في فنون العمل الصحفي: الخبر، التقرير، الصورة، الجرافيك..الخ.
للتأثيرعلى الرأي العام؛ لابد أن أعرف خصائص الهدف.. كيف يمكن التأثير.. بأي طريقة ووسيلة.
( دراسة خصائص المجتمعات )
فيما مضى، كان كل ما يفكر فيه المنتمي لعالم الصحافة؛ الإثارة - نقل .. أكرر نقل كل ما يثير الرأي العام ،وليس المهم الأثر الإيجابي، ويتم إرسال الرسالة - كيفما اتفق - دون معرفة خصائص المجتمع ( حتى المجتمع الواحد في مناطق مختلفة). ولايتم رصد التأثير، ولايجري دراسة درجات التأثير من أجل التطوير .. هذا لايحدث، لأن العاملين في الصحافة، لاعلاقة لهم بالعمل الصحفي أو الإعلامي.
مجرد مراسلين ، أو ما نسميعم في تقسيمات الصحفيين (مخبرين )، لايصنعون، ولا يبتكرون .
اليوم، لدينا دائرة انتشار أوسع.. ولدينا أهداف واضحة.
ونمتلك تقنيات.
اليوم؛ الخبر هو : رقم ومعلومة وصورة - ثابته ومتحركة.
والصورة الحقيقية هي التي تُبهر، أكثر بكثير من التصور الخيالي، والرسوم الإفتراضية.
التصور الخيالي، أوالصور والرسومات التخيلية، أوالرسوم الإفتراضية - و تصميم الجرافيك أو التصميم الغرافيكي - والبيانات؛ قد تعطي المتلقي فكرة وتصور عن المستقبل.
ولكن لابد أن يتم تغذية المتلقي بالواقع.
والواقع في المملكة غني بالمثيرات للجماهير في العالم.
كنا نقول، أن الصورة بألف كلمة، الآن الصور الحقيقية الإحترافية بمليون كلمة. ويمكن للصورة، ثابتة أو في مقطع متحرك، أن تشكل شرارة تشعل في العقول إثارة وانبهار كبيرين، لاينطفيان. بل تزداد الإثارة كلما قدمت العروض الصحفية والإعلامية بشكل متناسق ومتناغم ومتطور، مع تطور الواقع.
هذا ليس في العمل الصحفي فقط.. بل العمل لايد أن يكون متناغماً ( مكملاً لبعضة ) بين عناصر ( القوة الناعمة ).. فإذا علمنا أن الدبلوماسية الناعمة هي نوع من القوة الناعمة - القدرة على الحصول على ما تريد بالجذب - وهي تنشأ من ثقافة البلد، ومُثله السياسية وسياساته. ما يشير إلى أن قيمة الثقافة هي قدرتها على جذب الأجانب إلى الأمة. والدبلوماسية الثقافية هي أيضًا عنصر من عناصر الدبلوماسية العامة أو القوة الناعمة.
وعناصر متنوعة، تخدم ذات المشروع : معارض، مؤتمرات، مسارح، نشاط سياحي وترفيهي، رياضة.. الخ
وأود التركيز على التناغم، إذ لايمكن أن يتحقق النجاح إلا بخطة عامة تضمن التعامل مع كل تلك العناصر - النشاطات - والحذر من أن يشذ نشاط عن القاعدة ليخرب كل عمل.
ونحن تحدثنا عن أهمية ما يجذب الناس، ويضرب على وتر شغفهم. ونعلم دور كرة القدم وتأثيرها على الرأي العام في العالم.
سأنتقل إلى مجال آخر، مرتبط إرتباط وثيق بالإعلام وتشكيل الصورة لدى المتلقي..
السينارست، المؤلف - الحوار
القدرة على خلق أفكار إبداعية يتم عرضها في المسلسلا والأفلام.
غالب ما تظهره شاشات التلفزيون من منتجات مستوردة، هي أعمل " مسطحة" ، لا تثير فضول واهتمامات الناس، في مجتمعنا الذكي، أو المجتمعات الأخرى .
نعم؛ هي أعمال يتم إدراجها في نطاق الترفيه.
دعوني أدخل مباشرة في هذه النقطة : تعرض محطاتنا مسلسلا طويلة، من إنتاج دول أخرى.
هذا تنوع جيد.. ولنتعرف على عقلية المجتمعات وثقافاتها.
ومن منطلق أننا جزء من المحيط العربي والعالمي.
والجانب الإيجابي؛ قوة الإعلام السعودي، وأنه أكثر إنفتاحاً من الآخرين، ووسيلة من وسائل جذب للآخرين.
ولكن؛ لماذا لانشاهد مسلسلات إبداعية سعودية أو مشتركة تفوق ما نشاهده، ويتم بثها في تلفزيونات تركيا أو مصر أو لبنان، أو سوريا .. أو أي بلد عربي تشغلنا مسلسلاتهم، أو في محطات أجنبية بعد الترجمة ؟!
أطرح ذلك التساؤول، مع إدراكي بكثير من تفاصيل تتعلق بين سياسات محطاتنا، ومحطات الآخرين.
نحن أكثر انفتاحاً..
والمثير؛ أن محطات الآخرين أكثر إنغلاقاً، مع أن السماء مفتوحة !!
هذا النطاق من النقاش يدخل في أهم أدوار الوزراء واستراتيجيات العمل الإعلامي.
ما يخصنا؛ لابد من تدريب كواد متخصصة في كتابة الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وكل ما يتعلق بالإنتاج المرئي.
-
يعتمد تخصص الإعلام على جمع الأخبار والمعلومات، ومن ثمّ يتم تحريرها وإعدادها لنقلها الى الجمهور، عبر مختلف الوسائل الإعلامية كالإذاعة والتلفزيون، والصحف والمجلات وشبكة الانترنت.
كما تم تعريف الإعلام بأنه الدور المنوط بالصحفيين والقائمين على إدارة العمل الصحفي، ويتمثل دورهم في إخبار الجمهور عن الأشياء التي تدور حولهم، كما أنهم يطلعونهم على كافة المستجدات التي تحيط بهم.
ماذا عن العلاقة بين الكتابة الصحفية، والتأليف؟
إن العمل الإعلامي بشكل عام لأي مجال؛ يحتاج الى الحركة والصبر والتحمل، مع الذكاء والجرأة وطرح الأمور بشكل حيادي، مع التواجد الدائم في مكان الحدث.
أرى أن مهمة الأكاديمية؛ أوسع من التدريب على العمل الصحفي ، أو ( كيف تكتب رسالة، وكيف تتعامل مع التقنية؟ ).
الأهم: الهدف.. ماذا نريد؟
هذا يحتاج جهد وتخطيط، ومن المؤكد أن القائمين على مشروع الأكاديمية يعملون على ذلك.
الخبر؛ مُفرح.. والتطلعات كبيرة، ونحتاج لدائرة من المبدعين والخبراء المتطورين..
أؤكد على الخبرات ذات العقول المتطورة؛ مع سرعة التنفيذ.
فالإعلام ؛ كما أي تخصص، يتطور باستمرار، ولابد أن تتواصل التغذية للرأي العام العالمي، عبر كل الوسائل، مع مواكبة تطورات التقنية، وبالعمل الممنهج الجاد المتناغم، سنصل إلى أعلى موقع في الإعلام العالمي.
والله ولي التوفيق..
* مدير وكالة بث الإعلامية - للأنباء