تقريظُ الفيلسوف الشَّقيّ

news image

إنّ اختيار عنوان هذه المقالة مُستلهمٌ من كتابٍ فريد سَبَكَهُ أبو حيّان التوحيدي مادِحاً أكبر ناثرٍ عربيّ كلاسيكيّ لدينا؛ وأعني: صاحب "البيان والتبيين"، الجاحظ. وقد كنّاه التوحيديّ بـ "تقريظ الجاحظ". ويُعَدّ هذا الأخير ممَّن أَولوا العناية الفائقة للّغة العربيّة، وتبذّخوا في الكتابة بها، وبرعوا أيضاً في القفز على حبالها برشاقةٍ عزّ نظيرها، حتّى صارت اللّغة في يده مجرّد لعبةٍ يفعلُ بها ما تُمنّيه نفسه، وتَنسلُّ من بين أناملها بتدفُّقٍ كبير. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب الذي احتفى فيه التوحيدي بالجاحظ قد سقطَ وضاع، ولم يتبقَّ منه إلّا النّزر القليل من النصوص التي ذكرها ياقوت الحموي في كتابه المؤسِّس: "مُعجم الأدباء". كما نجح الباحث إبراهيم صبري راشد في جمْعِ بعض النصوص من هذا الكتاب وعملَ على تحقيقها وتحليلها (يُنظر: الجاحظ في مرآة أبي حيّان، كتاب مجلّة "العربيّة"، ع 179).
لقراءة الموضوع