Weekend

news image

كتب - عبدالله العميره


برنامج Weekend على القناة العربية.
أعطاني أمل في إمكانية تطوير القنوات الإخبارية، التي تعودنا على بثها لكل ما يسبب الكآبة والكبت، وكل ما يسئ للبلاد والمجتمعات.
البرنامج أكد ماذكرته في مقالات وتغريدات سابقة، أن عندنا عقول سعودية وعربية ممكن أن تقدم برامج إخبارية تلفزيونية رائعة؛ متى أتيحت لهم الفرصة، بدلا عن تلك العقليات المتوقفة عن الابداع، أو الإعتماد على  ما تنتجه العقول التقليدية.
 

( أؤمن بضرورة وجود الخبرات المتطورة مع الشباب المتحفز .. ومؤمن جداً بسياسة التعديل أولاً، ثم التغيير؛ إذا كان  لايوجد أمل في التعديل إلى الإبداع.. وأعرف أن هناك عقول مقولبة مصبوبة صباً على أسلوب في التقديم والإعداد والإدارة، هؤلاء يجب التعجيل بتغيرهم).

وطبعاً التعديل، لايمكن أن يحدث إلا بوجود قائد قادر، يملك فهماً وبعد نظر، ومؤمن بالعمل التكاملي، وتفاصيل العملية التكاملية.
_____
لابأس من تغطية الأخبار السياسية والاحداث في منطقتنا والعالم، ولكن بطريقة حديثة، وليس مجرد نقل، وتركيز بؤرة العدسة على الحريق.
المطلوب؛ لقطات احترافية، وتحليل للحدث، وتحويله إلى عرض مشوق (سريع) بعطي أمل بالحلول المنتهية إلى الأمل والراحة في المستقبل. واستخدام أمثل للتقنيات الحديثة والذكاء الإصطناعي.
وليس مجرد نقل صور للحريق، بدون الغوص في أسبابه، وما سيحدث؛ لو تم منع أسبابه، وماسيحدث بعد إطفاء الحريق.

أو أن نتبنى رأي مخرب، أو مهووس بالحرب، أوالتركيز على فوضى غوغاء ..

( مشكلة العرب الأزلية، أنهم لايفكرون قبل أن تقع المصائب. أو يهملوها في بدايتها، عندما تكون شرارة صغيرة، أو يساهمون في إشعال حرائق قبل أن يفكروا في كيفية إطفائها، وتحويل اللهيب الحارق إلى نتائج مفيدة).

وهكذا الإعلام؛ ردة فعل وليس صناعة فعل.

شاهدوا ما يحدث في غزة وأسلوب التغطية، بخاصة من قناة الجزيرة.
محطة مقيمة وسط الركام؛ لاتقدم خيراً لمشاهديها العرب، ولاتصنع مادة إعلامية مفيدة لقطر.
مجموعة من الناس الغرباء بتاجرون بقطر باسم الجزيرة .
سؤال بديهي: من المستفيد الذي يصرف على الجزيرة، ويوجهها؟!!
أترك الإجابة لكم.. وهي إجابة صارت معلومة  مكشوفة.
لا أحب أن أضيع مساحة في هذا المقال على حساب هدفي الأساسي، وهو " تطوير القنوات الإخبارية بما يفيد ويمتع المشاهد العربي، وبما يكون رأي عربي موحد أمام العالم، وتشكيل قوة إعلامية محترمة ومهابة".

هذا يحتاج إلى إدارة أزمات متمكنة، وإلى " إعلام عربي أزموي" محترف.
_____
الحاصل؛ تقارير مملة وتصوير بدائي، يجلب التعاسة ويذهب بالمشاهد إلى الجحيم.
حروب وقتل ومصائب .. حتى كرهنا متابعة تلك القنوات، كونها أصبحت نوافذ دعائية مكشوفة لسياسات مجرمي الحروب والتدمير في العالم.

الحياة  مليئة بالسعادة والفرح..
الحياة بناء وإعمار في كل المجالات..
الأرض مليئة بمصادر الجمال ..  فلماذا لا يتم تجديد في الخطاب الاعلامي، وفي أسلوب وسائل الإعلام، بخاصة المرئية؟!

لنخرج برامج إخبارية يأساليب جديدة..
 

للأسف؛ مازالت بعض القنوات تسلك طريقتين:
نقل الكوارث والحروب فقط.
أو أخبار جيدة مفيدة ولكن يخربوها بالمط والاطالة وتكرار الفكرة وبلغة الخطاب المتكلسة، والإستهانة بعقلية المتلقي.
_____
وقد شارف شهر رمضان على الإنتهاء ..
أتمنى ، بل أرجو أن تكون الأعوام المقبلة غير - أتحدث عن برامج القنوات التلفزيونية.
يجب أن يحدث تغيير في أجندة المحطات الفضائية .
إلغاء تام للمسلسلات ذات الأفكار المتكررة القديمة، بخاصة تلك الممتلئة بالكآبة والصياح والنياح. أو مسلسلات الجريمة. أو ذات الإستعراض الفارغ في الشخصيات خاصة النسائية، أو في الديكورات البعيدة عن الواقع.

إستبعاد مؤلفي النصوص التعيسة، والسيناريوهات البليدة.

المطلوب:
مسلسلات مستمدة من تاريخنا العربي والإسلامي؛ كمسلسل "عمر".
ومسلسلات تعالج قضايا اجتماعية وثقافية محلية و عربية ( مشتركة ).. فالعرب بينهم كثير من المشتركات الوجدانية. والعادات والتقاليد الرائعة.
 

الابتعاد عن التقوقع ، وبث كل قناة عربية مسلسلات عن قضايا مجتمعها السفلي.. قضايا سيئة ومسيئة.. أو تمجيد ذات بأساليب منفرة يتم تحويلها إلى سيناريو  وحوار في غاية التقعر.

المطلوب برامج فيها حيوية، تعزز الجوانب الإيجابية عند العرب.. حتى لو كانت الفكرة أجنبية، ولكن فيها مشتركات مع العرب.

هذا يتطلب مراجعة وتعديل لسياسات  ومفهوم "الإعلام العربي المشترك"
_____
محطات التلفزيون، مرت عليها سنوات؛ وهي تضيع ميزانياتها في برامج ومسلسلات تافهة.
حالياً، بدأنا نشاهد برامج جيدة، وتعطي الأمل في مزيد من الإبداع والمتعة - أعني  في هذه الجزئية البرامج غير الإخبارية.
سأذكر أمثلة :
-  برنامج "درايش" على القناة السعودية .. برنامج ممتاز. في فكرة التنقل بين المدن والمناطق ، والعرض اليسيط الجميل. ويمكن أن يستمر؛ وقابل  للمزيد من التطوير.

-  البساطة  والعمق والفائدة في البرامج الحوارية : "الليوان" على روتانا خليجية ،  و"بودكاست بيج تايم" على mbc.

-  برنامج Weekend على القناة العربية.

وأرجو أن تزيد الأمثلة الرائعة.

ما أعنيه في هذا المقال؛ القنوات الإخبارية ، فهي الأسوأ - حتى الآن - بين الجميع، بخاصة الجزيرة والعربية.
وحددت العربية والجزيرة، لأن أمل التعديل السريع فيهما  وارد، وبالذات سياسة التقوقع وحديث الذات، بخاصة في زماننا.. أصبح المشاهد أكثر استخداماً لعقله عن ذي قبل.. الذكاء عند المشاهد أصبح حاضراً.
أما بقية القنوات الإخبارية العربية - من المحيط إلى الخليج؛ فما زالت غارقة في التقليدية، وتحتاج لجهد جهيد وصعب للتعديل أو التغيير !