القوة الناعمة بأبسط المعايير والأدوات

news image

أفضل الدعايات ليست دعاية ..
كتب - عبدالله العميره

القوة الناعمة ؛  مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد ،  لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع.
في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات ذات شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات والهيئات السياسية وغير السياسية. إذ قال جوزيف ناي " أنه مع القوة الناعمة - أفضل الدعايات ليست دعاية .

ماهو الفرق بين القوة الناعة والدبلوماسية الشعبية.. وما يجمع بينهما ؟
القوة : هدف
الأدوات : دبلوماسية
الدبلوماسية : وسيلة
الوسيلة : الهدف : القوة

لا يوجد للدبلوماسية الشعبية تعريف واحد متفق عليه عالمياً، ونجد الباحثين والدبلوماسيين كلٌّ يضع تعريفه الخاص للدبلوماسية الشعبية حسب رؤيته وتحليله لها.  
وأراها باختصار "مخاطبة الجماهير بوسائل شعبية":
مسرح، معرض،مؤتمر، برامج سياحية، نشاطات رياضية..الخ؛ من الأدوات الجاذبة للناس.
وبطبيعة الحال، وسائل الإعلام هي همزة الوصل الرئيسية بين النشاط والمتلقي. وهي وسائل الإعلام الشعبية بالدرجة الأساسية والأولى. أي وسائل الإعلام الخاصة وليست الحكومية، بالذات ليست وسائل الإعلام الحكومية الغارقة في التقليدية، المقولبة على الطراز القديم، تلك درجة تأثيرها ضعيف، سواء وكالات أنباء، أو صحف أو محطات تلفزيونية ..الخ من وسائل الإعلام التي تتبنى لغة  خطاب إعلامي عتيق، أو الأسلوب" الجاف / غير المرن".
بمعنى آخر؛ إذا كانت القوة الناعمة هي القدرة على الجذب ( إعداد البرامج القادرة على الجذب ) فإن تشكيل صورة نمطية، والتأكيد عليها (بذكاء)،  أو تغييرها؛ مرتبط بمعادلة : 
القدرة على الجذب + منافذ شعبية.
(المقصود بالشعبية؛ ذات القابلية،  التي تحظى بمتابعة من معظم الشعوب في العالم - أو المستهدف). 
ولتحقيق الدرجة الأعلى من أهداف القوة الناعمة ؛ مطلوب تحقيق أهم عنصرين من معززات تحقيق القوة:
1- اختيار الوقت المناسب.
2- عدم وجود تعارض بين مصادر القوة، أو وسائلها.. بمعنى؛ من غير المعقول تنفيذ برامج ونشاطات مميزة، ثم يتم تقديم عروض إعلامية  تتعارض أو تهدم في مشروعات القوة الناعمة!
_____
أحياناً؛ فكرة بسيطة ، أو أغنية واحدة، أو مشهد؛ يمكن صناعة أداة من أدوات القوة الناعمة؛ تبقى للأزل.
والعكس صحيح، يمكن لبرنامج - مثلاً - رياضي " هادم "  أن ينسف بناء مشروع، وقد يصدّر إلى العالم صورة  سيئة عن المجتمع أو يعطي إنطباعاً عن عدم القدرة على إدارة المشروعات، أو نقل صورة تعطي إنطباعاً عن فساد لايتم معالجته. أو مشكلات لايوجد كفاءات لحلها فور وقوعها .

سأذكر مثالاً بسيطاً على قوة التأثير - أحايين كثيرة - من أدوات سهلة. فقط تتطلب التعامل معها بشكل صحيح.. بعرضها في وقت مناسب، وربطها بمناسبة، وتكرارها. وتكاملها مع البرامج الأخرى.
فالعبرة ليست بكثرة المشروعات أو الأفكار.
برنامج واحد ناجح يمكن أن يحقق الهدف. أو برنامج فاسد سئ؛ ممكن أن ينسف مشاريع.

مثال بسيط : شاهدوا معي تأثير هذه الأغنية، التي ساهمنا في ارتباطها بالوجدان.. كيف بقيت مؤثرة؟! رغم أنها أغنية غير سعودية .. أتحدث هنا عن طريقة التأثير.. كيف جعلناها مؤثرة؟ 
كيف يمكن  صناعة قوة ناعمة بأبسط المعايير والأدوات؟ 
 

سأذكر مثال آخر .. مسلسل طاش، كان له تأثير كبير على عقول ووجدان المواطنين العرب من الخليج إلى المحيط.. وقد قمت بدراسة حول ذلك التأثير، وأسبابه.
فوجدت الخلاصة في أن بين العرب مواطن تشابه في العادات والتقاليد والمشاعر،  وأن القلوب والعقول تتلقف كل عرض خفيف، لطيف، صادق، يحاكي ويدغدغ نفس الفكر، ويتطرق لذات المشاكل، والمواقف المتشابهة.
وكل عام وأنتم بخير