تايم الذكريات

news image


 

عبدالله العميره

"بودكاست بيج تايم" Podcast Big Time  على قناة mbc ، استضاف الإعلامي عمرو أديب، الفنان الكبير محمد عبده.
بدون مبالغة؛ لم أر   - حتى اليوم -  لقاءً أكثر إمتاعاً، مثل هذا اللقاء.
لن أتحدث عن الإمتاع في اللقاء، فهو كبير، وموجود على شاهد، وله مقاطع على مواقع التواصل، يمكن مشاهدته، وأنتم الحكم، ومتأكد أن إنطباعكم  سيتوافق معي ، وربما أكثر، ستجدون محمد عبده الحقيقي.. البسيط التلقائي الصادق، صاحب التجربة الكبيرة، الراقي، الذكي.

سأتحدث عن وجه آخر، أعاده لي  ذلك اللقاء أو الأفق الآخر الذي ظهر أمامي ، خلال متابعني لهذا اللقاء ( مساء الأربعاء العاشر من رمضان 1445هـ ،  العشرين من مارس 2024م ، وأعيد بثه بعد ظهر الخميس). وتابعته للمرة الثانية كاملاً بدون ملل .. ممتع جداً.
العظماء يمنحون الإلهام..
أعاد لي " شريط " ذكريات ، سجلت مشاهد منه في ثلاثة كتب.
الكتاب الأول " عيال قرية " وهي رواية - وبالمناسبة الرواية صدرت قبل مسلسل " عيال قرية".. هذا مثبت من تاريخ فسح وزارة الإعلام للرواية.
والكتاب الثاني في أدب السّير، أسمه " يوميات سعودي في القاهرة".
والثالث " المغيبون "، رصد لحالات في المجتمع.
الأول " عيال قرية " ، هو "إستشفاف" لمراحل  من حياتي الأولى. 
والثاني لحياتي في مصر، في سن الشباب ، وتحديداً في القاهرة، منذ 1984.
والثالث، وضعت عين المجهر على حالات لها تأثير.

قصص.. وحكايات واقعية ، كتبتها كما هي؛ وقعت معي،  أو أمامي.
وأفكر حالياً، في دمج الكتابين ، لأخرج بتجربتي في الحياة إلى من يريد أن يتعرف على تجارب اجتماعية أخرى. وأستمر في محاولة الكتابة بأسلوب الصحفي، وليس الروائي.

من الحياة البسيطة إلى المعقدة ، وتطويع المعقد ، للإستمتاع بالحياة .
والتعايش مع المنغصات، ومعالجة السلبيات " بالتعايش، والنقد الذاتي والإجتماعي" للوصول إلى أقرب نقطة من الكمال.
الحكاية طويلة،  والتجربة واسعة. وفيها من المفارقات والمغامرات ما يكفي  لرصدها كمجموعة قصصية، كل قصة مختلفة، الرابط بينها، المغامرة المتعمدة لإشباع الفضول الصحفي.
مغامرات في الصين، ونركيا ،وأوعندا، قبرص، وأخرى..  دول عربية : تونس، مصر، لبنان، الأردن ، سوريا، الكويت، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان ..
قصص ليست إعتيادية .
كثير منها مغامرات أعددت لها مسبقاً، وقررت خوضها لأرصدها في يومياتي الصحفية، بعضها تم نشره في الصحافة، وبعضها في كتبي السابقة ( يوميات سعودي في القاهرة، يوميات في سوريا، المغيبون ..).
وبعضها، تحدث بعد التقاطي لفرصة مغرية ظهرت فجأة أمامي، وأجد فيها قصة مشوقة.

أحد كبار المسؤلين .. سألني ذات مرة ، عندما قرأ كتابي" يوميات.." " هل ذكرت كل شئ؟
قلت : طبعاً؛  لا.
ما لا فائدة للناس منه، لاداعي  للرصد والإفشاء.
سؤال؛ ظاهره بسيط .. وباطنه أشبعته بيني وبينه .
في بعض (ما لايجوز ) كشفه علانية، ذكرته بإشارات " ترميز" في كتابي " بالحبر السري". للأذكياء، ومن يريد أن يحل مشكلات.
وحتى لايذهب عقلكم بعيداً بكم،  بعضها مواقف تتعلق بعلاقات دولية، أو تضايق هذا المجتع أو ذاك.
 

مغامرات مليئة بالرعب، وأخرى بالشجن، وثالثة مثيرة للدهشة والضحك.
حكاية مع أم على، ومغامرة في امبابة من أجل زواج عرفي ، وسر نافذة الفندق في المنامة، ومغامرة مع عجيبة من عجائب الصين في بكين ، ومغامرة من أجل سبر أغوار فتاة ليل عربية في دبي، من أجل  الكشف عن تعاسة فتيات الليل وأسباب سقوطهن في هذا الوحل . ومغامرة مع فتاة إنجليزية في دبي، وقصة  إلكترونية .. وتلك قصة سأفرد لها فصلاً كاملاً في كتابي المقبل. وهي من أغرب القصص التي لها أبعاد ومعاني لدي.. تجربة ذكية ، لذلك أسميتها " تجربة إلكترونية مع فتاة إنجليزية".
ولم تنتهي المغامرات .. فأخطط على مجموعة أخرى من المغامرات  في الداخل والخارج !
هذا جزء من أسباب استمراري في عشق الصحافة.
وأنصح من يحاول أن ينتمي إلى الصحافة أن يرسم له طريق مختلف.. لايكفي أن تحمل شهادة في الصحافة. لابد من ذلك الإحساس الخاص، والملكة في التفكير، والمغامرة، والقدرة على تطويع الكلمة والصورة لتدخل بسهولة إلى قلب المتلقي وتستقر في عقله .
من تجربتي، المتلقي يعشق ويتأثر ويسعد ويستمتع بتجارب الآخرين. فالمشاعر الإنسانية متشابهة
وهذا عشق قبل أن يكون هواية .. أعشق وأستمتع وأتأثر بتجارب الآخرين، الثرية .


وأكون أكثر استمتاعاً، عندما أتابع لقاء مشابه للقاء محمد عبده، وحوار ( نكشات ومحفزات ومحركات) عمرو أديب، في وجود فنانة انيقة  مهذبة راقية : أصالة نصري. مشاركة مع عمرو أديب من أجل استخراج الدرر من عقل ووجدان فنان العرب .

أختم بكلمات .. أرددها  ومؤمن بها:
"التجربة لاتقاس بالعمر،  بل بمقدار ما تأخذ من الحياة. والذكي من يستفيد من تجارب الآخرين".