عروضنا التلفزيونية .. وما يسعد العقول

news image


عبدالله العميره

طاش ما طاش عُرض لأول مرة في  رمضان عام 1413 هـ، 1993م.
31 عام مرت، ومازالت روح الفكاهة في هذا العمل تدب في داخل من يشاهد حلقاته اليوم.
وبالمناسبة ، يتم عرض طاش ما طاش يوميا  في هذا الشهر - رمضان 1445هـ على قناة وناسة .


في تلك الأعوام؛ التقنيات التلفزيونية أقل،  ولكن المضمون ( المحتوى )؛  غني ومميز، رغم بساطة الأداء والإمكانيات.


من يتابع البرامج، بخاصة من المتخصصين، سيعرف أن درجة التأثير على المشاهد ( الرأي العام) دون المستوى المطلوب.

كثيرٌ من وقت المحطات يذهب في إعلانات ، أو "بروموهات" يتم تصنيعها في المكاتب.
وليس بالضرورة أن يكون تواجد الإعلان دليل نجاح برنامج.
ما يحسب للمحطات، أن التسويق التجاري والإعلاني ، أفضل من الترويج الإعلامي !
نعم مالدينا من مشروعات كبيرة في المملكة، تحتاج عمل دعائي، ولكن نحتاج عروض " دعائية" أكثر تشويقاً.
لايفيد أن أقول على نفسي:" أنا مميز، أنا عظيم ، أنا قوي...الخ من أساليب تمجيد الذات، تجعل المشاهد يمل، ويكره المشاهدة.
يجب أن يكون العمل ميدانياً.. فالميدان ثري  ومتنوع.
العالم يحتاج أن يرى ما يحدث على الأرض ، لايريد أن يسمع فقط ، أو يرى "بروموهات" دعائية مملة. 
المشاهد والمستثمر الأجنبي، أو أجيالنا القادمة، من شبابنا اليوم الذكي. يريدون مشاهدة برامج ومسلسلات أكثر ذكاء.. عميقة.
نعم ، فينا شباب وشابات أذكياء رائعين، يمكنهم تحقيق الفارق،  فلماذا لانمنحهم الفرصة.. لماذا الفرصة تمنح للأصدقاء والمعارف ، حتى لو كانوا لا يملكوم الموهبة، والإبنكار؟!
ويأتي من يقول : نحن نستهدف الإعلام الخارجي؟!
كيف يمكن أن تحققوا الهدف، وأنتم تهملون الأجمل، وتقدمون الأفكار الضعيفة التي لاتشبع إلا أنفسنا، أوالمشاهد " المتلقي" في الخارج لايستوعب الفكرة ، ونحن نكررها،  بنفس الطريقة؛ حتى يكرهها المتلقي!
ستأتي أيام ( بعد 10 أو20 عام) ، وستكون الإنطباعات مضحكة.

حتى لا أكون معمماً ، يوجد نسبة بسيطة من البرامج الجيدة .
إنما الأغلبية معظمها سئ ، وكثير منها ممل، والأكثرية، عروض تافهة.
ما هو الحل؟
لا أعرف إدارة في الوزارة أو الهيئة، فيها متخصصون، مهمتهمون  بعصف الأفكار، واستخراج الإبداعات ، وانتقاء الأميز، وطرح أفكار جديدة ( إعلامية وليست إعلانية)، منذ وقت مبكر.
رمضان هذا العام، انتهى بما انتهى عليه من برامج معدة تم سلقها.. أمامنا رمضان المقبل 1446، وما بعده ، وما بين أشهر رمضان من مواسم للترفيه والتعليم والتوجيه.
يجب التركيز على البرامج ذات البعد الترفيهي فيها مضامين تعليمية وتثقيفية وتوجيهية ( بإعداد وتأليف ذكي ) المريح للنفس، ليكون القبول بالمحتوى وأهدافه أسهل وأكبر.
برأيي .. حلقة من حلقات طاش ماطاش ،فيها بساطة، وعرض تعليمي تثقيفي توجبهي بقالب كوميدي لذيذ.
في صناعة الإعلام والإعلام .. المتلقي يتبع قلبه قبل عقله .

وأحدث الدراسات، توصي  بأن الناس يتبعون ما يريده القلب.
المتلقي ينصاع إلى ما يريده قلبه وترتاج له نفسه.
ذات الدراسة  تؤكد أن القرار الصادر بناء على ما يريده القلب، يحقق  نجاحا أكبر في المجال المهني، ويعيش صاحبها حياة أسعد في نهاية المطاف.
لا ننسى أننا نستهدف الإنسان ..
ويجب أن نستذكر أن القلب بدون عقل؛ لايمكن أن يشعر بقيمة الشئ ويحلله، ويسعد بذلك الشئ أو يستنكره ويكرهه.
وكما يقول الخبراء .. "في النهاية يمكن أن نقول إن المخ هو المسئول عن المشاعر  بشكل كامل، والذي يرسل الأوامر إلى جميع أعضاء الجسم بما فيها القلب، فالمخ يصدر أوامر إلى غدة الهيبوثيلاموس والغدتين النخامية والصنوبرية ليتحكم بدقة في مشاعر الحب والكره والسعادة والحزن والرضا والغضب والجوع والعطش وغيرها من المشاعر الإنسانية".
وعندما يصل القلب إلى درجة الراحة والإطمئنان، والشعور بالرضا والحب، فهذا يعني أن العقل - قبل أن يرسل أوامره؛ من المؤكد أن العقل تلقى ما يسعد القلب.
إذا؛ نحرص على تقديم ما يغذي العقول بالسعادة.