من الحياة .. تجارب معروفة

news image

 

كتب عبدالله العميره

ماذا يفعل من يشعر أن وظيفته مهددة ؟!
هناك نوعان من الموظفين .. وأعني بالموظف؛ في موضوعي هذا؛ كل (من يعمل في شأن عام .. ليس في شركة يملكها).
بالتالي؛ السؤال معني بذلك الموظف؛  صغير، أو وزير، أو بينهما.
الإجابة على السؤال، تقتضي التحديد:
موظف مخلص؛ كل همة منصب على العمل والإنتاج وتطوير نفسه، والإبداع.
وموظف لئيم، غير مبدع إلا في صناعة المكائد.
وأقول دائماً : لاتجتمع إثنتان في واحد؛ صانع إبداع، وصانع مكيدة.

الآن، بدأت تتبين الإجابة على السؤال؛ أليس كذلك؟
ماذا يفعل من يشعر أن وظيفته مهددة ؟

وعلى فكرة؛ السؤال محير جداً.
فالمبدع ( في العالم العربي بالذات ) محارب، وسلاحه ضعيف أمام طرف الآخر، لأنه متفرغ للإبداع - أسلحته في المكيده ضعيفة -  لذلك ( غالباً ) إن المبدعين اوالصادقين والمخلصين يخسرون أمام شياطين المكيدة. وإن كانت خسارة مؤقته.
لايعني أن المبدعين لايعرفون كيف يصنعون المكائد الأكثر ذكاء. بل بإمكانهم فعل ذلك.. هم أذكى بكثير من أولئك، ولكن شيمهم، وتربيتهم، وجيناتهم؛ صافية ، لاتخالطها جراثيم فساد.
إلا في الحروب.. الفرسان والقادة العظام من ينهون حروبهم - حروب الفرسان - لصالحهم.

يخسرون معركة ، ولا يخسرون حرباً.
بالأخير لايصح إلا الصحيح.. بشرط أن يكشف المبدع آلاعيب أصحاب المكيدة.
في حياتي، لاأعرف صاحب مكيدة؛ إلا وينتهى أمره في مزبلة التاريخ.. وحسابه عند الله ، حينما يتولاه بما يستحق.


للأسف أتحدث عن ذلك .. لأنني في العالم العربي.
عالم ملئ بالمكائد والتلاعب والعبث.
والعجيب المثير، أن العرب لايحققون بعبثهم، إلا الخسارة!
( الأسبابها تطرقت لها في موضوع سابق : لماذا العرب هكذا؟)


هذا متعارف عليه، ولكننا في العصر الحاضر بدأنا نرى أشعة نور يظهر في الجزيرة العربية.. نور يحمل شعلته الأمير محمد بن سلمان.
_____

لفت انتباهي سؤال في إحدى مواقع التواصل .. سأذكره (كمثال) ، سؤال جرئ، لكنه صادق. وأصدق الأسئلة هي الجرئية المباشرة في قالب راقي مهذب، وإن كان يغلفها بعض قساوة؛ قد توجع القلوب المخلصة التي تريد الكمال والتمام، بأقصى إمكان.
السؤال يقول -  بتصرف -  : هل ما يجري من عبث في الرياضة يعلم به المسؤول الأول في البلاد، أو لايعلم؟
يمكنني الإجابة، بحسب خبرتي، وأقول: نعم يعلم، ولكن الجرح في الرياضة عميق، منذ سنوات طويلة، وقد وصل إلى العظم. وعندما يكون الجرح عميق، يحتاج إلى علاج  من ذات العمق.. من الجذور، قبل الترميم من الظاهر.
وأعتقد، هذا ما يحدث.
_____
ربما يلاحظ البعض أنني لم أجب بشكل كاف وواف على السؤال:
ماذا يفعل من يشعر أن وظيفته مهددة ؟
طيب.. حسناً..
خطوات الفاسد للتغطية على عبثه:
يحاول ابتكار أفكاراً تبهر، ومشاريع  يعتقد أنها تُنسي، وتغطي على مر من فساد ( هذا برأية قد يجعل من أفعاله واهماله وعبثه ولجانه من الماضي، ونسيانها).
وغالباً، ينسون أن  كثيراً من الأفكار قادر على تنفيذها من هم أجدر وأكفأ، وبشكل أجمل وأروع، وأكثر إبهاراً، وبأقل تكاليف، وأعظم مردود.

وهؤلاء يقعون في خطئين:
الأول، لايمكن نسيان المؤامرات والعبث والأفعال المسيئة. ولا يمكن أن يتوقف المتآمر عن أساليبه، صارت عادة ، لايمكنه التخلص منها.
ولا يفهمون مضمون ما شخصه الشاعر خلف بن هذال:

حنا ليا جاتنا الغلطة تحملنا 
الاوله نبلع  الغلطه ونعلنها 
وأن جاتنا الثانية .. لا ماتماهنا 
بالسابقة نسحب الأخرى ونقرنها


ومن الأساليب الأخرى - المتوقعة -  لتغطية أفعال العابثين، في الفترة المقبلة:
الإيعاز لبرنامجهم بالإعتدال، والمماحكة، وإظهار فقرات تمجيد وطنية.
وأثق أنهم لايمكن التحول من الغوغائية،  إلى الرقي ، ومن برنامج عابث إلى نافع.

وكذلك، إظهار يعض خسائرعلى الساحة (غير مضرة بهدفهم )، نتائج في الدوري لاتقدم - بحسب إعتقادهم .

هل تذكرون المثل الذي أقوله دائماً:
الماكرون الخبثاء  فيهم ذكاء كذكاء إبليس.. إبليس عبقري في الشر، ولكنه عندما يفكر في الخير؛ فإنه يصبح أغبى خلق الله!
لذلك ، أنا على يقين، أن أية محاولة لإظهار النية الحسنة الخبثاء، ستزيد من انكشافهم، وتكون دليلاً عليهم. فهم لايجيدون إلا المكر.  

على يقين ، أن أية محاولة لتجميل صورتهم، لن تفلح ( رأيي وتقديري، الأمرقد حُسم، وسيكون صادماً للفاسدين، مفرحاً لمحبي الوطن المخلصين).

وأقول، قيادتنا - الله يحفظهم، أطنابهم طويلة، ولكن إذا انقطع طنب، فإن ضربته مهلكة.
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لست بالخب ولا الخب يخدعني"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الخليفة والقائد الرحيم الحليم والصارم ؛ وضع حداً لمن يعتقد أن حلمه وعطفة وسكوته عدم فهم وعلم. فألجم الخبثاء المراوغين، والمخادعين، والفاسدين؛ بهذا القول المشهور، وبالأفعال الحاسمة القاصمة.
_____
المشروع الوطني الرياضي يتعرض لمحاولة إفشال.. لكنهم سيفشلون.